بينما تواصل القوات المسلحة المصرية حربها الضروس ضد العناصر الإرهابية في سيناء، يتفق خبراء عسكريون وأمنيون على أن الجيش بات على أهبة الاستعداد لتطهير سيناء من الإرهاب بشكل كامل في أقرب وقت ممكن بشرط إخلاء المنطقة من الأهالي العُزَّل، إلى جانب التعاون مع أبناء سيناء من البدو والقبائل العربية للإبلاغ والقبض على العناصر الإرهابية المتطرفة، لاسيما وأن الجيش دحر البؤر الإرهابية في سيناء بنسبة كبيرة تتجاوز 85 في المئة. واعتبر الخبراء أنه «لولا مراعاة الجيش المصري للعزل من أبناء سيناء، لقامت القوات المسلحة بدك سيناء وقصفها بالأسلحة الثقيلة والطيران والدفاع الجوي، ولحققت المزيد من الإنجازات والنجاحات».
توقيت ونسب
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم إن «العملية العسكرية (ثأر1) التي يقوم بها الجيش في سيناء عقب مذبحة الفرافرة الإرهابية التي أودت بحياة نحو 22 جندياً، ليست جديدة أو وليدة ذلك الحادث الإرهابي، إذ أنها تأتي امتداداً لجهود القوات المسلحة لضرب البؤر الإجرامية والإرهابية»، مشيراً إلى أن «توقيت توجيه ضربات عسكرية للجماعات الإرهابية مرتبط بشكل كبير برصد المعلومات وخيوط سير البؤر الإرهابية في سيناء». ولفت مسلم إلى أن الجيش المصري «نجح في توجيه ضربات استباقية حاصر خلالها الإرهاب وشتت شمله».
وأشار إلى أنه «منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حققت القوات المسلحة نجاحات كبيرة في ضرب البؤر الإرهابية، إذ حجمت من تواجد الجماعات الإرهابية والتكفيرية في سيناء»، لافتاً إلى أن «القوات المسلحة نجحت بنسبة تتجاوز 85 في المئة في ضرب الجماعات التكفيرية وتطهير سيناء من المجرمين، وأن النسبة المتبقية هاربة في الصحراء الواسعة وتظهر كخفافيش ظلام تنفذ عمليات إرهابية». وذكر أن «الإرهاب يحتاج لوقتٍ كبير للقضاء عليه بشكل كامل ولا يكون ذلك إلا بالتعاون بين أبناء سيناء والأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن العناصر الخطرة والمتشددة والمتطرفة في شبه الجزيرة».
محاصرة وتطهير
وبدوره، ذكر الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي إن «القوات المسلحة حاصرت الإرهاب في كل مناطقه منذ ثورة 30 يونيو وحققت نجاحات واسعة منقطعة النظير بكل المقاييس الأمنية والعالمية»، منوهاً إلى أن الجيش «قضى على الإرهاب بنسبة تفوق 85 في المئة، إضافة إلى القضاء على 95 في المئة من عمليات التهريب، كما أن الجيش والشرطة يحققان نجاحات واسعة، غير أن مراعاة العزل من أبناء سيناء يعرقل ويعطل القوات المسلحة عن تطهير شبه الجزيرة بشكل كامل من الإرهاب».
وأشار إلى أن الجيش «يستطيع تطهير سيناء منذ زمن بعيد لولا مراعاته المدنيين القاطنين في هذه البقعة، والتي تعد بذرة وقاعدة لنمو الإرهاب وانطلاقه لكل ربوع مصر»، موضحاً أن الإرهاب في سيناء «ينتهي بشكل كامل وقتما تنشب علاقات تعاون بين القوات المسلحة والشرطة والقبائل العربية».
نجاحاتحققت القوات المسلحة المصرية خلال الفترة الماضية نجاحات عدة في سبيل مواجهاتها مع الإرهاب، وتمكنت من تصفية العديد من العناصر الخطيرة خلال مداهمات تقوم بها بصورة يومية لدك قلاع ذلك الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي المصري.