لماذا تسعى مصر لشراء حاملة الطائرات "مسيترال"؟
تسعي مصر لشراء حاملة الطائرات الفرنسية "مسيترال" في إطار خططها لتنويع مصادر السلاح الخاصة بالجيش المصري وتسليحه بشكل كامل وقوي، وهذه الصفقة، لو تمّت، ستكون إضافة نوعية ونقلة مهمة في مجال التسلح العسكري المصري.
خبراء مصريون أكدوا لـ"العربية.نت" وجود نية لشراء حاملة الطائرات العملاقة، خاصة بعد فشل إتمام صفقة مماثلة بين فرنسا وروسيا حيث كان من المُقرر أن يتم تسليم حاملتي طائرات "مسيترال" من فرنسا لروسيا بنهاية سبتمبر العام الماضي، ولكن إثر الأزمة الأوكرانية قررت فرنسا تأجيل الصفقة حتى إشعار آخر.
وأضاف الخبراء أن مصر لو نجحت في إتمام الصفقة فستكون أهم صفقة تسليح حديثة، وذلك بعد شراء القاهرة لطائرات "الرافال" الفرنسية أخيرا، مشيرين إلى وجود مفاوضات بين الجانبين لإتمامها لكن لم يتم الحسم حتى الآن.
وأوضح أن الهدف من الصفقة هو تحقيق التفوق العسكري لمصر ومساعدة الجيش في أداء مهام قتالية خارج حدود الدولة وبكفاءة هائلة، خاصة أن الـ"مسيترال" تعتبر مركز قيادة شاملاً في البحر مشابهاً لمراكز القيادة الأرضية.
اللواء هشام الحلبي، الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، أكد لـ"العربية.نت"، أن "مسيترال من أهم حاملات الطائرات في العالم وتُستخدم للحروب الخارجية، حيث تقوم بنقل الجنود والطائرات الهيلوكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة وتبلغ حمولتها 22 ألف طن، وطولها 199 متراً، وعرضها 32 مترا وتضم منظومة صاروخية للدفاع الجوي وتستطيع نقل وحمل ما بين20 إلى 24 طائرة، كما تمتلك 3 رادارات وتضم مستشفى مجهزا وكاملا".
وأوضح الحلبي أن "ميسترال تُعرف أيضا باسم سفينة الإبرار والقيادة، وتقوم بعدة مهام أساسية مثل العمليات البرمائية، حيث توجد أماكن بها للمركبات والبضائع وأماكن إقامة لنحو 450 فردا بتجهيزات الإعاشة للمهام بعيدة المدى، هذا بخلاف نظام إدارة المعارك والمعلومات البحرية التكتيكية وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية، ما يُهيئ المجال كاملا لأعمال القيادة".
يشار إلى أنه توجد 37 حاملة طائرات تعمل في العالم وتجوب البحار وتتبع هذه الحاملات القوات البحرية لـ20 دولة. وتملك أميركا أكبر حاملات طائرات في العالم والتي يُطلق عليها اسم "حاملات الطائرات السوبر". لواشنطن 10 من "الحاملات السوبر" القادرة على حمل ما يقرب من 90 طائرة. أما حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيسوف" فهي حاملة الطائرات الروسية الوحيدة التي تعمل بالفعل ضمن سلسلة الحاملات المختلفة التي تملكها البحرية الروسية، وهي تُعد ثاني أكبر الحاملات في العالم.
ومن جهتها، تمتلك الصين حاملة الطائرات "لياونينغ" لتحتل المرتبة الثالثة كأكبر الحاملات، وفي المرتبة الرابعة يوجد حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" التي تُعد أول حاملة طائرات فرنسية تعمل بالطاقة النووية، وهي أكبر حاملة طائرات في أوروبا الغربية. وفي المرتبة الخامسة، تأتي حاملة الطائرات البرازيلية "ساو باولو"، وهي في الأصل حاملة طائرات فرنسية تم بيعها إلى البرازيل في عام 2000.