اختار الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بعث رسائل ود وتقدير إلى كل من المغرب وتونس، وذلك بمناسبة إحياء الجزائريين لليوم الوطني للمجاهد الذي يصادف 20 أوت/أغسطس من كل سنة، مؤكدًا تمسك الجزائر بمشروع "بناء صرح المغرب العربي في كنف الوفاء لتلك القيم السامية التي جمتعهم إبّان مكافحتهم للإستعمار".
ففي رسالة بعثها إلى الرأي العام، وقرأها نيابة عنه بقسنطينة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، قال بوتفليقة إنه منذ 1953 والشعب الجزائري يقاسم شقيقه الشعب المغربي في التنديد بنفي "ملكه الهمام الـمجاهد الرمز محمد بن يوسف، الملك محمد الخامس، هو وأسرته بما فيها ولي عهده أنذاك الحسن الثاني طيب الله ثراهم".
وزادت الرسالة إن "الشعب التونسي الشقيق كان يعيش على وقع كفاح زعيمه الرئيس الحبيب بورقيبة والمناضل العملاق الشهيد صالح بن يوسف عليهما رحمة الله"، متحدثًا أن عودة محمد الخامس من المنفى، وعودة بورقيبة إلى وطنه منتصرًا، حدثان تزامنا مع "الشعور المشترك لشعوب المغرب العربي بوحدة المصير في السراء والضراء".
وأضاف بوتفليقة أن هذا اليوم يقترن بتخليد ذكرى انتفاضة 1955 بقيادة زيغود يوسف، التي أتت تتويجًا عسكريًا لاندلاع ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954، كما يقترن بنجاح قيادة الثورة في عقد مؤتمرها بوادي الصومام، بإيفري أوزلاقن (ولاية بجاية شمال البلاد)، عام 1956، وما أعقب ذلك من تضامن زعماء العالم الثالث مع الثورة الجزائرية، والتفات العالم إلى "مأساة الشعب الجزائري" إبّان الاستعمار الفرنسي.
وأشاد بوتفليقة بشهداء الجزائر ومجاهديها الذين صنعوا ذلك الانتصار و"ألهموا الشعوب الـمستضعفة التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار"، مقدمًا تحيته لأفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، و إلى أفراد مختلف الأسلاك الأمنـــــية، على ما "يبذلونه من جهود جبارة".