قرر الجيش الإسرائيلي تقليص حجم كتيبة تتألف من العرب البدو في اسرائيل المعروفة باسم كتيبة "الاستطلاع الصحراوي" نظرا لرغبتهم الانخراط في وحدات الجيش المختلفة في القوات المقاتلة والتشكيلات التكنولوجية حسب ما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "إنه تم اتخاذ هذا القرار علما بأن الجنود البدو قادرون على أداء الخدمة في وحدات مختلفة دون أي قيد"، وأضاف أن كتيبة الاستطلاع الصحراوي حققت منذ تشكيلها انجازات ملحوظة وحظيت بتقدير خاص خلال حرب غزة.
وأنشئت كتيبة "الاستطلاع الصحراوي" بشكل رسمي في العام 1992، وتختص باقتفاء الأثر وأسندت للعرب البدو، خاصة لمعرفتهم الصحراء جيدا وكذلك لمعرفتهم بجغرافية المنطقة.
ويتدرب جنود الكتيبة في قواعد عسكرية في صحراء النقب، ومواقع عملياتهم العسكرية تمتد من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب، مع تركيز خاص على الحدود مع قطاع غزة وشمال سيناء. وتولت الكتيبة سلسلة من العمليات العسكرية في محور فيلادلفي جنوبي قطاع غزة للحد من الانفاق.
ويعيش نحو 260 ألف مواطن عربي بدوي في إسرائيل معظمهم في صحراء النقب في الجنوب، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها في فقر مدقع محرومين من احتياجاتهم الأساسية.
والمواطنون العرب في إسرائيل الذين يقدر عددهم اليوم بـ 1,4 مليون نسمة (بدون سكان القدس الشرقية) يتحدرون من اصل 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد الاعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويشكلون 20% من مجمل السكان ويشتكون من شتى انواع التمييز.
يشار إلى انه قد جاء قرار الجيش، على وقع أمر مماثل قام به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت عندما حل مؤخرا كتيبة "سيف" الدرزية للمشاة التي أنشأت في العام 1974.
وفرضت إسرائيل الخدمة العسكرية الالزامية على أبناء الطائفة الدرزية في عام 1956، ويبدأ تجنيد الشبان الدروز مباشرة عند بلوغهم الثامنة عشرة. ويتعرض رافضو الخدمة من الشبان الدروز إلى الاعتقال من بضعة أشهر الى ثلاث سنوات. كما انهم يتعرضون لمضايقات في قبولهم في العمل وفي مساكن الجامعات ومضايقات أخرى، ويلجأ البعض منهم الى الادعاء بالإصابة بمرض عقلي أو نفسي كي يتهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش.
ومع هذا فهناك مسبة مرتفعة منهم يخدمون في الجيش ومصلحة السجون والشرطة، ويقدر عدد الدروز الذين يخدمون في المجال الأمني الإسرائيلي نحو 6967 من أصل 10717 عربيا يخدمون في هذا المجال، وفرضت إسرائيل الخدمة الالزامية على الشركس أيضا. بينما يلتحق بعض البدو وبعض المسيحيين بالجيش الإسرائيلي وجهاز الشرطة بمحض ارادتهم بحثا عن مهنة.