في خطوة جديدة من قبل روسيا الاتحادية لجهة دعم سورية الذي لم تتوقف عنه منذ بداية الأزمة في سورية عام 2011 ، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية التقنية والفنية، بالرغم من كل الضغوط والاعتراضات التي تعرضت وتتعرض لها روسيا من قبل الدول أو الحلف الداعم للإرهاب، والذي ينشر الدعاية بأنه يكافح ويواجه الإرهاب ويسعى من أجل تحقيق حل سلمي في سورية، المتمثل ببعض دول المنطقة كإسرائيل وتركيا ، وبعض الدول العربيه بالتنسيق مع بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبذل قصارى جهدها منذ بداية مايسمى بالربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط إلى تحقيق مرادها في تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ، حفاظاً على مصالحها السياسية والاستراتيجية وأمن إسرائيل ، وهذا ليس بغائب عن الرأي العالم العربي أو العالمي.
لتأتي خطوة روسية، جريئة جدا، وهي أن أرسلت إلى مطار المزة العسكري فى دمشق 6 طائرات من طراز ميغ — 31، وذلك في إطار اتفاق التسلح المعقود بين روسيا وسورية، حيث رافقت الطائرات الروسية طائرة نقل وقود لتزويدها في الجو، وتستمر روسيا في تسليح سورية وقد سلمت سورية العديد من صواريخ كورنت 5 المتطورة، كما سلمتها مدفعية ميدان روسية من عيار 130 ملم، ضمن خطة التسلح التي تم توقيعها منذ 3 سنوات بين روسيا وسورية، هذه الخطوة الجريئة من قبل روسيا تعتبر ضربة قاضية أولى لكل المحادثات التي جرت بين روسيا ودول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ووفود المعارضة السورية التي زارت روسيا مؤخراً، والتأكيد بأن روسيا مؤمنة بصمود سورية جيشاً وشعباً وقيادة، وأنها ستستمر بدعم القيادة الشرعية في سورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد التي طلبت كل الدول المذكورة آنفاً وأصرت على تنحيه عن سدة الحكم ، في أي مرحلة قادمة، أو أي عملية سياسية، للوصول بسورية إلى الحل السلمي، عدا عن ذلك تأتي هذه المساعدة كدفعة قوية من قبل روسيا لدعم سورية باتجاه كسر التوازن الاستراتيجي بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة وبين المجموعات الإرهابية المسلحة من جهة أخرى، والتي تحظى بدعم هائل بشكل مخالف للقوانين والشرائع الدولية، على عكس ماتقوم به روسيا من التزامات دولية وفق مواثيق الأمم المتحدة ، والقوانين التي تحكم العلاقات بين الدول لجهة هذا الدعم العسكري المقدم لسورية، إذا هل هي الخطة الأولى في اتجاه دعم سورية لمكافحة الارهاب؟ أو النواة الأولى للتأكيد بأن سورية يجب أن تكون محور هام ورئيسي وفعال في تشكيل الحلف القادم لمواجهة الإرهاب؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا ونحاول الإجابة عليها من خلال الحوار الذي أجريناه مع المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا
ملف اللقاء الصوتي على هذا الرابط :