«المصرى اليوم» حاورت اللواء أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم، قائد «المهمة المستحيلة» في حرب أكتوبر، فهو الرجل الذي صدر له أمر مباشر «بالاسم» من القيادة العامة للقوات المسلحة متخطياً الفريق سعد الشاذلي الذي كان متواجداً بقيادة الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية وقت حدوث الثغرة، لوقف تقدم القوات الإسرائيلية نحو الإسماعيلية.
«المهمة المستحيلة» سميت بهذا الاسم في الموسوعات العسكرية، لاستحالة تنفيذها، ولكنها تحققت بنجاح بنسبة كبيرة، لولا- كما يقول قائدها- تدخُّل السياسة في العسكرية، الذي يعتبره اللواء إبراهيم «خطيئة» بكل المقاييس أدت إلى تضاعف خسائر القوات المصرية في وقت قياسي.
اللواء «إبراهيم» يؤكد أن تطوير الهجوم غير المدروس هو الذي أدى إلى حدوث الثغرة، وأن الخلاف بين الرئيس السادات والفريق سعد الدين الشاذلي حول هذا التطوير هو ما أدى إلى تقدم مدرعات الجنرال الإسرائيلي أرييل شارون.. وإلى نص الحوار.
■ هناك أجيال عاصرت «ثغرة الدفرسوار»، وعلمت وتابعت تقدم القوات الإسرائيلية بين نطاقى الجيشين الثاني والثالث خلال أكتوبر، بعد أيام من الانتصارات التي حققتها القوات المصرية.. ولكنّ هناك أجيالاً وأجيالاً لا تعرف شيئاً عنها..أو ربما قرأت عن أنها «هزيمة» لمصر.. ماذا تعنى «الثغرة» ببساطة؟
- الثغرة هي مكان بين كتلتين أو نطاقين يصنعها العدو لإحداث «اختراق» بين دفاعات القوات المتقدمة نحوه. والسؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا: «هل الثغرة صناعة أو فن أو شىء مبتكر؟».. الإجابة بكل بساطة: لا.. هي فكرة عسكرية قديمة نفذت على مر التاريخ.. وفي العصر الحديث نفذها «روميل » عشرات المرات خلال الحرب العالمية الثانية.
■ ما الهدف من صناعة «الثغرات» عموماً في المعارك الحربية؟
- الهدف هو إحداث إرباك للقوات التي يتم إحداث هذه الثغرة فيها. بمعنى أنك عندما تجد القوات المعادية متقدمة في دفاعاتك يحدث نوع من الانهيار لمعنويات قواتك.. وفي الحرب العالمية الثانية عندما تقدم روميل بين القوات البريطانية لمسافة 22 كيلومترا قالوا لمونتجمرى إن روميل تقدم لمسافة 22 كيلومترا، فرد بكل هدوء: «معنى ذلك أننا متقدمين في اتجاه قواته بمسافة 22 كيلو».
■ معنى ذلك أن الثغرات فن عسكرى متعارف عليه.
- بكل تأكيد.. لأن الثغرة مرحلة «فعل».. ورد الفعل أن تنفذ ضدها عملية أخرى تعرف بـ«المصيدة».. ونحن نفذنا عشرات بل مئات «الثغرات» في حرب أكتوبر.
■ كيف؟
- «الثغرة» عقيدة عند الجيش الإسرائيلي، ونحن ندركها تماماً وربما نفذناها عشرات المرات. وبنظرة تخصصية فالناس تنظر فقط إلى عمليات العبور، والجنود المصريون يهتفون «الله أكبر» وهم يصعدون إلى الساتر الترابى، ولكن بنظرة تخصصية فإن الطرق التي يعبر من خلالها الجنود هي «ثغرات» بين النقاط الحصينة، ولكن الناس لا ترى ذلك؛ فالقضية ببساطة ليست في الثغرة ولكن في وسائل التعامل معها.
■ يقال إن «الثغرة» كانت مشروع تخرج أرييل شارون من «كامبرديج».. ما تعليقك؟
- ربما.. ولكنى أعتقد أنه جزء دعائى أكثر منه واقعيا؛ فشارون هو «اأبوالثغرة» بالفعل، ولكن المشروع- في حد ذاته- قديم وليس اختراعاً، وهذا لا يعنى التقليل من فكر شارون كواحد من أهم القادة العسكريين في الشرق الأوسط.
■ في الأيام الأولى حققت القوات المصرية نصراً أذهل العالم، ومن قبله إسرائيل.. كيف كانت أوضاع الجيشين الثاني والثالث قبل حدوث «ثغرة الاختراق» الإسرائيلي؟
- كان لكل من الجيشين «احتياطى» إضافة للقوات الأصلية في المقدمة. وكان هذا الاحتياطى يتضمن فرقتين إحداهما مدرعة والأخرى مشاة ميكانيكى، وكان هناك «اتزان دفاعى» غير مسبوق للقوات المتواجدة على الأرض.
■ وما الذي غير الموقف؟
- الذي غير الموقف هو عملية «تطوير الهجوم»، بمعنى أننا حققنا النصر فعلاً، ووجهنا ضربات موجعة للعدو. ولكن إمكاناتنا كانت لا تتجاوز ما حصلنا عليه من تقدم على الأرض.
■ برغم النصر المحقق!
- نعم..لأن الخطة الرئيسية التي أقرها الفريق سعد الشاذلي، والتي عرفت باسم »المآذن العالية»، كانت تعتمد على حائط الصواريخ الذي يتضمن صواريخ من نوعى سام 2، سام 3 وهما يحققان أقصى عمق لمسافة 25 كيلومترا، وأى تجاوز لهذه المسافة يعرض سلامة القوات للخطر.
■ معنى ذلك أن الوضع كان لا يمكن معه أى عمليات تطوير، وأن القوات المصرية لا تملك هذه الكفاءة!
- جوياً فقط، بمعنى أنك كنت لا تملك توفير الغطاء الجوى لقواتك، وهذا ليس عيباً في القوات الجوية؛ فالطيار الحربى المصرى يفوق في قدراته الطيار الأمريكى لكنه لا يمتلك نفس المعدة.
■ هل تعتقد أن ذلك هو سر «التعتيم» من جانب الرئيس السابق حسنى مبارك ونظامه على ما حدث في «ثغرة الدفرسوار»؟
- في رأيى أنه ليس تعتيماً، بقدر ما هو «جهالة»!
■ كيف؟
- لأننا ندفن رؤوسنا كالنعام في الرمال. والسؤال: هل تمثل الثغرة نقطة سوداء؟..الإجابة بكل بساطة نعم، لكن نحن تعاملنا معها بكل ما نملكه من إمكانات؛ ففي عملية «التطوير» لا يمكن التطوير بالقوات الأمامية لأن أيا من الفرق التي ستتحرك سيتم ضربها على الفور. وبالتالى فإن التطوير سيكون من الاحتياطى وكذلك فإن لجوء إسرائيل إلى الثغرة هو مجرد «عمل دعائى» لرفع معنويات جيشها وشعبها المنهارة نتيجة للانتصارات التي حققناها في الأيام الأولى للحرب.
■ ومن صاحب الفكرة الرئيسية لتطوير الهجوم، ولماذا؟
- صاحب قرار التطوير هو الرئيس السادات.. ولماذا؟ لأنه نقل إلى الأمريكان فكرة أننا- كجيش مصر- سنتوقف عند هذا الحد، وربما أشار إلى ذلك الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه «أكتوبر السياسة والسلاح» عندما عاتب تصرف الرئيس في نقل هذا التصور إلى الأمريكان.
■ وما السبب إذن؟
- السبب هو «الضغط» من صغار الضباط والقادة الميدانيين من الرتب الصغرى، الذين يريدون استكمال الحرب ومواصلة النصر، إضافة إلى تخفيف الضغط على الجبهة السورية، التي وجهت إسرائيل كل مجهودها نحوها.
■ ومتى طرأت فكرة التطوير للرئيس السادات؟
- حتى يوم 9 أكتوبر لم تكن الفكرة موجودة لدى الرئيس السادات، بل إنه كان رافضاً لها على الإطلاق! وظل على هذا الوضع ما بين يوم 10 و13 أكتوبر، وكان الخلاف كبيراً حول التنفيذ. وفي يوم 14 أكتوبر صدر القرار بتطوير الهجوم.
■ قبل صدور قرار التطوير كيف كان الخلاف؟
- كان هناك رفض من قادة الجيوش، ومن رئيس الأركان الفريق سعد الشاذلي، لأن أوضاع القوات والإمكانات المتاحة لا تسمح بعملية التطوير.
■ هل ذلك يعنى أن تدخل القائد الأعلى كان «سياسياً» وليس عسكرياً؟
- نعم.. وهذه هي الخطيئة الكبرى عندما تتدخل السياسة في العمل العسكرى.
■ وماذا عن موقف المشير أحمد إسماعيل؟
- بالطبع كان مسانداً لرأى الرئيس السادات، وله العذر في ذلك، ففي العالم كله هناك قائد أعلى، وهناك دوران سياسى وعسكرى، فمن حق القائد الاعلى أن يقول ما يشاء، وبمجرد أن يقول رئيس الأركان أو قائد القيادة المركزية «لا»..فهي «لا»، لأنه الأدرى بأوضاع القوات!
■ هل كان طبيعياً مع تطوير الهجوم أن تحدث «الثغرة»؟
- الثغرة كانت «حتمية» بعد عملية التطوير، لأن كل الأوضاع كانت ثابتة أمام القوات الإسرائيلية، فأمامها 5 فرق وجبهة مصرية صامدة ومتماسكة. وفي الجيش الإسرائيلي تسمى الفرقة «مجموعة قتالية». والمجموعة الأولى كانت تضم 3 ألوية مدرعة ولواء مظلات بقيادة الجنرال «أرييل شارون»، والمجموعة الثانية لواءان مدرعان، والثالثة وتضم 3 ألوية مدرعة.
■ معنى ذلك أن شارون كان قائداً لإحدى المجموعات الثلاث.. فلماذا تنسب «الثغرة» إليه؟
- شارون كان ضابط مظلات، وله تجارب سابقة في تنفيذ الاختراقات، إضافة إلى أنه متمرد يرفض دائماً تنفيذ أوامر قادته. وقبل الحرب تم تعيينه قائداً للمنطقة الجنوبية، وفكرة الثغرة كانت موجودة لديه منذ زمن بعيد، لدرجة أنه بعد معارك 67 وأثناء حرب الاستنزاف وضع يده على إحدى خرائط العمليات، مشيراً إلى منطقة الدفرسوار، وقال: «هنا ستكون الثغرة»!
■ ما فكرة الثغرة ببساطة؟
- قناة السويس تمتد من بورسعيد شمالاً وحتى ميناء الأدبية جنوباً، وفي امتدادها تمر على بحيرتين «المرة الكبرى»، وصعب المرور منها أمام القوات النظامية، وبالتالى المجهود الرئيسى للقوات المهاجمة سيكون عند الإسماعيلية. وعلى هذا الأساس لم يكن أمام القوات الإسرائيلية سوى حشد كل قواتها لإحداث ثغرة تخترق الدفاعات المصرية بهدف تطويق المدن الرئيسية والاستيلاء عليها، وتحقيق نصر مدوٍ ينقذ قادة إسرائيل من الخسائر التي لحقت بجيشها على مدى الأيام الماضية.
■ أثناء إعداد الخطة الرئيسية لحرب أكتوبر.. لماذا لم تتم مراعاة احتمالات تنفيذ هذه الثغرة؟
- وأنا برتبة مقدم في بدايات عام 1971، شاركنا في مناورة حضرها الفريق سعد الدين الشاذلي، وكانت بين فريقين رئيسيين. ومن بين احتمالاتها أن يحدث العدو ثغرة اختراق بين القوات، وتم اختيار منطقتين لهذه الثغرة هما «الدفرسوار» و«البلاح».
■ طالما أننا أعددنا لها وتدربنا عليها.. لماذا وقعت «الثغرة»؟
- نتيجة لتدخل المدنيين في العمل العسكرى..أو تحديداً تدخل السياسية في العسكرية!
■ وماذا حدث حينما تدخلت السياسة في العمل العسكرى؟
- الإسرائيليون عقدوا اجتماعاً، وخلصوا إلى أن المصريين- وفقاً للعقيدة الروسية- سيطورون الهجوم اعتباراً من يوم 14 أكتوبر. وهم في ذلك كانت لهم رؤى ووجهات نظر، لأنهم استغلوا وقفتنا التعبوية في الإعداد لهذه الثغرة. واعتباراً من تطوير الهجوم يوم 14، قامت إسرائيل بعد محاولات أيام 16، 17، 18 أكتوبر لإحداث الثغرة ولكنها فشلت. وقبل تنفيذ الثغرة قامت إحدى طائرات الاستطلاع الأمريكية من طراز (SR71 A) بعمليات استطلاع وتصوير جوى موسعة لأوضاع القوات على جبهة القتال.
■ إلى أى مدى أفادت عملية الاستطلاع هذه إسرائيل؟
ـ هذه الطائرة كانت تنقل إلى واشنطن وتل أبيب الصور، التي كان يتم التقاطها من الجبهة مباشرة، حتى أن هنرى كيسنجر قال في مذكراته إنه شاهد أوضاع المدرعات المصرية القتالية.
■ وماذا كانت نتيجة تطوير الهجوم المصرى؟
ـ بمجرد خروجنا خارج مظلة الدفاع الجوى انكشفنا على الفور. وقام الطيران الإسرائيلي والمدفعية المضادة للدبابات بتدمير ما يقرب من 250 دبابة مصرية في أقل من 5 ساعات.!.. وهنا اختل التوازن الدفاعى.. وبدأ تنفيذ الثغرة بموقعها المحدد. وبالتالى أصبحت القوات الإسرائيلية في مواجهة الفرقة 16 مشاة بالجيش الثاني، وتتكون من 3 ألوية أولها اللواء 16 مشاة، وأحد قادة كتائبها المقدم حسين طنطاوى. وهذه الكتيبة أزيلت تقريباً بالكامل، لأن الطيران الحربى الإسرائيلي وجه كل طاقته نحو جزء محدد لإحداث الثغرة منه.. وقد تم بالفعل!
■ وما طبيعة «المهمة المستحيلة» التي قمت بتنفيذها؟
ـ مع بدء تدفق القوات الإسرائيلية اعتباراً من يوم 14.. كنت قائداً للواء 139 صاعقة الموجود ضمن «احتياطى» القوات. وكان اللواء مكون من 4 كتائب، بعضها تحرك إلى الجبهة، والبقية في انتظار أوامر التحرك. وكنا نجلس مع الجنود الذين كانوا يبكون من الألم لعدم وجودهم على جبهة القتال. وكنا ننتظر الأمر بالتحرك للمشاركة في العلمليات إلى أن جاء التكليف بالمهمة بالفعل.
■ متى.. وكيف؟
ـ في يوم 19 أكتوبر صدر الأمر من قائد وحدات الصاعقة المصرية العميد نبيل شكرى بالتحرك لتصفية تقدم إحدى الكتائب الإسرائيلية المتحركة ومعها سرية دباباب أمام منطقة الدفرسوار. وبالفعل تحركت ومعى كتبيتان من الصاعقة متجهاً نحو الدفرسوار، وأثناء تقدمى فوجئت باستدعاء لمقابلة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي بقيادة الجيش الثاني بمعسكر الجلاء. واتجهت بالفعل لمقابلته، ووجدته خارجاً وتتضح عليه معالم الهدوء، وبابتسامته المعهودة سألنى: انت رايح فين؟ فقلت له أنا ذاهب ومعى رجالى للتعامل مع القوات الإسرائيلية المتقدمة. فسألنى: من أعطاك الأمر؟..فأجبته: «العميد نبيل شكرى بأمر من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية».. فتحرك نحو خريطة العمليات.. وأشار عليها بيده وسألنى: كيف ستستطيع تدمير 3 ألوية مدرعة للعدو وأنت بلواء واحد من الصاعقة؟.. فأجبته: «سأحاول بقدر المستطاع» !.. فقال لى: « اذهب الآن ومعك رجالك إلى جزيرة الفرسان.. حتى صدور أوامر جديدة».. للحقيقة رغم اقتناعى بكلامه إلا أننا كنا نريد القتال.. وفي هذه اللحظة على وجه التحديد سمعت أصواتا عالية من خارج المكتب فخرجت سريعاً لأستطلع فوجدت زملاء لى يحملون جثة الشهيد إبراهيم الرفاعى عقب استشهاده، وكان «الرفاعى» من المقربين لى، وتربطنى به علاقة كبيرة على المستوى الأسرى..
■ وهل استجبت لنصيحة الشاذلي؟
ـ خرجت من مكتبه وصورة جثة «الرفاعى» عالقة بذهنى، وقررت أن أرسل برقية للقيادة بما حدث ونصها «أمر ر. أ.ح.ق. م بتحركنا إلى جزيرة الفرسان وانتظار الأوامر..وإلغاء المهمة السابقة».. وفوجئت باستدعاء آخر من مكتب الشاذلي مرة أخرى، وتحركت إليه مسرعاً، وبمجرد دخولى أعطانى برقية من القيادة العامة نصها: «أسامه ينفذ المهمة»!
■ البرقية من ثلاث كلمات فقط..
- نعم.. وفوجئت به يعطينى البرقية ببعض ملامح العصبية قائلا: «امضى»!.. وقمت بالتوقيع عليها وأديت له التحية العسكرية، وخرجت من مكتبه!
■ وهل كان الفريق الشاذلي محقاً؟
- بكل المقاييس كان على حق، فهو أدرى الناس بطبيعة المنطقة وظروف الحرب، والجالسون في القيادة لا يدركون الحقيقة.
■ وماذا فعلت؟
- تحركت مع رجالى لتنفيذ المهمة، وبدأنا التنفيذ لعرقلة القوات المتقدمة وخلال الساعات التالية خضنا عدة معارك، ربما أشار لها عدد من الموسوعات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة الفرد لمدرعة العدو.
■ وما النتائج التي حققتها المهمة؟
- أننا منعنا القوات الإسرائيلية بقيادة «إرييل شارون» - لمدة 4 أيام متتالية - من دخول الإسماعيلية وحصار الجيش الثاني الميدانى وتطويق قواته.
■ وماذا لو سقطت الإسماعيلية؟
- الإسماعيلية تمثل «صنبور» المياه لمدن القناة وسقوطها يعنى قطع المياه عن هذه المدن، إضافة إلى حصار وتطويق الجيش الثاني تمهيداً لتصفيته