تم الإعلان في بغداد في 3 آب/أغسطس عن اتفاق بين كل من وزيري الدفاع، العراقي خالد العبيدي والبريطاني مايكل فالون، على تشكيل لجنة مشتركة لتقدير وسداد الإحتياجات العسكرية العراقية من بريطانيا، فيما أكد وزير الدفاع العراقي لنظيره البريطاني أن الجيش تقدم خطوات ملحوظة إلى الأمام في معركته ضد تنظيم داعش في محافظة الأنبار. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد سبق وأكد في 20 تموز/يوليو أن بريطانيا تسعى الى دور اكبر في العمل من اجل تدمير "داعش" في العراق وسوريا.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الدفاع العراقي مع نظيره البريطاني - الذي وصل العاصمة العراقية على رأس وفد عسكري في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً – وثمن فيه الوزير العراقي مواقف بريطانيا في مساندة قضايا الشعب العراقي، مؤكدًا رغبة العراق بتوطيد أواصر الصداقة معها.
وشدد العبيدي على محورية الدور العراقي، مشيراً إلى أن العراق اذ يخوض حربه ضد الإرهاب، فهو إنما يقاتل دفاعاً عن المصالح الحيوية العالمية. وأوجز وزير الدفاع العراقي لنظيره البريطاني جهود الوزارة في إعادة بناء القوات المسلحة العراقية والارتقاء بأدائها - فضلاً عن الإجراءات التي اتخذتها على صعيد نظم الإدارة والتدريب والدعم اللوجستي ومكافحة الفساد - مؤكداً في الوقت ذاته أن الجيش يسير بخطوات واثقة الى لأمام في محافظة الأنبار، حيث تجري العمليات بنسقها المرسوم وفقاً لما خططت له قيادة العمليات المشتركة.
وأعرب العبيدي عن تطلع الحكومة العراقية إلى دور بريطاني أكبر في مساندة العراق - على المستويات كافة - لحشد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، معربًا عن الأمل في أن يكون للجيش البريطاني دور اكبر في دعم الجهد الحربي العراقي، على مستوى التحالف الدولي أو على الصعيد الثنائي في المجالات التي يحتاجها العراق.
من جانبه أكد فالون استعداد بلاده لدعم العراق على جميع المستويات، معتبراً أن المعركة التي يخوضها ضد قوى الإرهاب إنما هي معركة العالم أجمع، وأن العراق يمثل رأس الرمح فيها وخط الدفاع الأول. وأعلن أن بريطانيا ستزيد خلال الفترة المقبلة من دعمها الجوي للقطعات العراقية في ارض المعركة،. كما ستزيد وتيرة دعمها للقوات المسلحة العراقية في ميدان الهندسة العسكرية والطبابة، مؤكداً انفتاح وزارة الدفاع البريطانية على الاستجابة للطلبات التي يمكن أن يقدمها العراق لتطوير أداء قواته العسكرية
وفي الختام، اتفق الطرفان على تشكيل لجنة عراقية - بريطانية لتقدير الإحتياجات العراقية في المجالات العسكرية ومتابعة تنفيذها. وكانت لندن أعلنت في شباط/فبراير الماضي انها قد أهدت معدّات عسكرية للقوات العراقية تشمل 40 مدفعاً رشاشاً ثقيلاً ونحو نصف مليون طلقة من الذخائر و50 طنّاً من السترات الواقية، وغير ذلك من الدعم غير الفتّاك، اضافة إلى 300 طن من الأسلحة والذخائر.
واعتبرت أن الضربات الجوية التي ينفّذها سلاح الجوّ الملكي البريطاني تساعد القوات العراقية على الأرض، فيما تواصل كل من طائرات ريبر بلا طيّار - مع طائرات تورنادو - تقديم مساعدة حيوية في مجال المعلومات وعمليات الاستطلاع والمراقبة، وذلك في سياق دورها ضمن التحالف الدولي الذي يدعم الحكومة العراقية. كما تتولى وزارة التنمية الدولية البريطانية جهود المملكة المتّحدة في الاستجابة الإنسانية وتأمين مساعدات لإنقاذ أرواح المواطنين الذين اضطرهم إرهابيّو "داعش" إلى النزوح عن بيوتهم، بحيث خصصت 39.5 مليون جنيه استرليني (حوالى 50 مليون دولار) من المساعدات.
وفي سياق متصل، واعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ان تعهد الحكومة البريطانية، بزيادة الدعم الجوي للقطعات العسكرية، يأتي استجابة لمطلب عراقي قدم في وقت سابق. وقال عضو في اللجنة ان "الحكومة العراقية قدمت خلال الفترة الماضية طلبات عديدة إلى دول التحالف - ومنها بريطانيا - لزيادة الطلعات الجوية ضد تنظيم داعش.
ورغم خسارة “داعش” للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى في الشرق، ونينوى وصلاح الدين في الشمال، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار، وذلك منذ مطلع العام 2014.
وفي 10 حزيران/يونيو 2014 سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في الشمال والغرب والشرق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في الشهر نفسه قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.