قال أحد المحللين أن المعونة التي قدمتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة للبنان قد زادت من القوة النارية للقوات المسلحة اللبنانية بنحو 30 إلى 40 في المائة في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لما ذكره السفير الأمريكي في لبنان، فإن لبنان قد تسلمت مساعدات عسكرية أمريكية خلال السنوات الثماني الماضية بقيمة تقدر بمليار دولار.
وفي سياق متصل، قال رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة لتحليل العسكري لدول الخليج والشرق الأدنى ومقرها دبي، “ستصل كل طلبات الشراء الشهرية تقريبًا إلى القوات المسلحة اللبنانية”.
وأضاف قائلاً، “تضاعفت القوة النارية للجيش اللبناني بنسبة 30 إلى 40 في المائة على الأقل، حيث تضاعفت لأول مرة ترسانته من المدافع، إلى جانب نشره لأسلحة المواجهة بشكل أكثر فعالية في ساحة المعركة، مثل صواريخ Hellfires وTOW II”.
وحسب مقالة كتبها باسم شب، عضو اللجنة البرلمانية اللبنانية لشؤون الدفاع الوطني والشؤون الداخلية، لمؤسسة الشرق الأوسط في شهر نوفمبر، فإن القوات المسلحة اللبنانية كانت تطور بهدوء قوةً يُعتمد عليها خلال السنوات القليلة الماضية بمساعدة الولايات المتحدة.
واستطرد قائلاً، “لم ينظر حزب الله إلى التدريبات والمعدات الموجهة نحو مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن الداخلي، فضلاً عن السيطرة على الحدود، باعتبارها تشكل تهديدًا لترسانته العسكرية من الصواريخ والقذائف بعيدة المدى. وكما هو واضح الآن، فإن القوات المسلحة اللبنانية استعدت بشكل أفضل لمواجهة الأزمة السورية وخطر تمددها إلى لبنان”.
“تم تدريب الوحدات الخاصة في القوات المسلحة اللبنانية، ولا سيما قوات الرينجرز والكوماندوز والقوات الخاصة البحرية، تحديدًا على حرب المدن ومواجهة القوات غير النظامية ومكافحة التمرد. كما أن المعدات العسكرية الأمريكية مناسبة تمامًا لمواجهة القوات غير النظامية ومراقبة الحدود، على الرغم من أن ذلك لا ينطبق في سياق المواجهة مع إسرائيل”.
وأضاف أن تسليم طائرات Cessna قد اعطى للقوات المسلحة اللبنانية قدرات مراقبة واستطلاع متطورة، فضلاً عن قوة نارية بالغة الدقة متمثلة في صواريخ Hellfire، في حين يوفر المزيد من الأسلحة التقليدية مثل مدافع M198، إلى جانب الدبابات M60A3 وM48A5، قوة نارية دقيقة ومستمرة.
وفي هذا الصدد، أكد قهوجي على ما ذكره شب بأن القوات المسلحة اللبنانية قد حققت قدرات أفضل في مجال القيادة والسيطرة والكمبيوتر والاتصالات والمراقبة والاستخبارات والاستطلاع (C4ISR) بوصول الطائرات Cessna Caravans، كما أن الجيش اللبناني يرغب في شراء طائرة ثالثة من هذا الطراز.
وجدير بالذكر أن لبنان قد حصلت مؤخرًا على منحة عسكرية من المملكة العربية السعودية تقدر بـ3 مليار دولار لشراء أسلحة فرنسية. في حين بلغ الدعم الفرنسي ذروته بتسليم أنظمة الإطلاق Milan أبريل الماضي.
وقال قهوجي لديفينس نيوز في وقت سابق، “ينتظر الجيش الشهر المقبل مدافع ذاتية الدفع من طراز Caesar، كما أنه ينتظر في المستقبل القريب شحنة مروحيات من طراز Cougar، فضلاً عن زوارق دوريات بحرية، قادمة من فرنسا”.
وفي هذا الإطار، قال العماد الجنرال جان قهوجي، قائد القوات المسلحة اللبنانية، عندما تسلموا في شهر أبريل الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية في بيروت، أن “المساعدات العسكرية التي تسلمتها لبنان ستعمل على تعزيز قدرات الجيش اللبناني، كما أنها ستزيد من استعداده وقوته لمواجهة الإرهاب والدفاع عن الحدود اللبنانية”.
“ستحسن هذه الأسلحة من وضع (الجيش) بشكل كبير”.
ويُذكر أن منحة سعودية أخرى بقيمة مليار دولار تسلمتها لبنان في شهر ديسمبر قد سهلت شراء ست طائرات من طراز A-29 Super Tucano الشهر الماضي بقيمة تقدر بـ462 مليون دولار.
ووفقًا لما ذكره قهوجي، ففي الثالث من يوليو، وصلت شحنة أسلحة صينية غير معروفة لشواطئ لبنان.
وأضاف قهوجي أنه على الرغم من عدم وجود أي تأكيد رسمي بشأن كيفية شراء تلك الأسلحة الصينية، إلا أن هذه الأسلحة قد تكون عبارة جاءت بأمر شراء مباشر من خلال المنحة السعودية.
واستطرد قائلاً، “لم يتم تخصيص المنحة الثانية التي تقدر بمليار دولار لتكون من مصدر واحد كما حدث مع المنحة التي سبقتها، حيث كانت المملكة العربية السعودية تسيطر على تدفق الأموال”.
وقال، “هذه الشحنة هي عبارة عن قطع غيار وذخيرة لدبابات الجيش اللبناني T55، فضلاً عن صواريخ مدفعية روسية الصنع عيار 130MM، إلى جانب صواريخ Katyusha عيار 122mm التي تنتجها الصين”.