عربة المشاة القتالية والتي تعرف أحيانا بعربة المشاة الآلية (IFV) أي infantry fighting vehicles أو عربة المشاة الآلية القتالية (MIFV) أي mechanism infantry fighting vehicles، وهي إحدى أنواع عربات القتال المدرعة التي تستخدم لنقل أفراد المشاة في المعركة، ولها القدرة على إنتاج النيران،
وتعرف في أوروبا بأنها عربة القتال المدرعة التي صممت وجهزت لتنقل أفراد حظيرة المشاة (من 6 -10 أفراد) بكامل أسلحتهم ومعداتهم ، وتسلح في العادة بمدفع عيار 20 ملم على الأقل، وتسلح أحيانا بقاذفة لإطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وصممت هذه العربات لتقديم الدعم الناري المباشر لأفراد حظيرة المشاة المترجلين، ولذلك فهي تسلح بأسلحة ثابتة وفعالة، وفي الغالب ما تكون هذه العربات محتوية على مزاغل (فتحات) تمكن الأفراد من الرماية من داخل العربة، وتسلح هذه العربات أيضا بمدفع آلي ذو عيار من 20 - 40 ملم ، ورشاش موازي (موازيا للمدفع) عيار 7.62ملم ، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات والتي تعرف ب (ATGM) أي anti tank guided missiles، وعادة ما تكون مجنزرة (جنزير) ونادرا ما تكون مدولبة (عجلات)، وتختلف عربات المشاة القتالية هذه عن الدبابات بأنه أقل منها وزنا وهي تشكل تهديدا كبيرا للدبابات إذا ما تم تسليحها بصواريخ موجهة .كان أول إنتاج في العالم من هذه العربات هي العربة الألمانية الغربية Schutzen panzer 12-3 والتي استمرت بالخدمة من سنة 1958م وحتى بداية الثمانينيات، وزودت بمدفع أوتوماتيكي عيار 20 ملم مركب على برج صغير، صممت لنقل عدد 5 من أفراد المشاة بكامل أسلحتهم ومعداتهم، وقد تفاجأ الغرب بعربة ال BMP-1 سنة 1967م التي أظهرتها دول الإتحاد السوفييتي السابق ، وكانت قد سلحت بمدفع عيار 73 ملم ذو سبطانة ملساء ، وقاعدة لإطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وهي ذات مقدمة انسيابية مدرعة أثبتت قدرتها على توفير الحماية الكاملة ضد المدافع الرشاشة عيار 50 ملم التابعة لقوات حلف الناتو، وحماية جزئية ضد مدفع Oerlikon ذو العيار 20 ملم وذلك عند الرمي بزاوية 60 درجة لكل منهما.
وتظهر أهمية هذه العربات في الحروب المتماثلة أو المتكافئة من حيث القوة، وفي الأزمات المحلية، وفي حرب المدن حيث تتجلى قدرتها الفائقة في الجمع بين قابلية الحركة، وتأمين الحماية، والقوة النارية، ويمكن توظيف هذه العربات في النزاعات الداخلية على مختلف حدتها ودرجاتها، وأيضا في عمليات حفظ السلام، وقد تم التركيز في تصميم العربات الحديثة على ضرورة توفير إمكانية القدرة على إجراء عمليات الإصلاح لهذه العربات ميدانيا، وتبقى هذه العربات بالرغم من تدريعها الجيد أقل قدرة من الدبابة على تأمين الحماية اللازمة.
الإجراءات الاحترازية أو المضادة:
بشكل عام وكما ذكرنا نجد أن عربات المشاة هي أقل تدريعا من الدبابات، ومع ذلك فمعظم العربات لها القدرة على المقاومة للمدافع الرشاشة، وشظايا المدفعية، وطبعا الأسلحة الخفيفة، ولا تشارك هذه العربات في المهام ضد الدبابات إلا في حالات تعمل فيها لتقديم الدعم لوحدات الدبابات أو في الحالات الطارئة، ولذلك فهي تحتاج إلى اقل حماية من الأسلحة الثقيلة في ميدان المعركة حيث يترجل الأفراد منها ويقاتلون خارجها بدعم وحماية الأسلحة الرئيسية فيها، وتختلف درجة التدريع بشكل واضح بين الموديلات المختلفة لهذه العربات فبعضها له القدرة على الحماية ضد المدافع حتى عيار 50 ملم بينما البعض الآخر مثل العربة السويدية CV-90 أو الأمريكية Bradley M-2 A-3، والروسية BMP-3 حيث يمكنها الصمود أمام الضربات الأمامية للمدافع ذات العيار 30 ملم، وفيما يتعلق بدرجة التدريع لجوانب وسقف وأرضية هذه العربات فهي أقل تدريعا، وهي قادرة على تأمين الحماية لأفراد الطاقم ضد الرمانات اليدوية، والألغام المضادة للدبابات، ونجد أن العربات الحديثة، ونجد أن العربات الحديثة قد جهزت وكيفت بحيث تلائم طبيعة المهام والمواقف المختلفة، فمثلا يمكن إنقاص وزنها لتناسب عملية نقلها جوا أو زيادة درجة الحماية عند استخدامها في المهام التي تتميز بالخطورة.
ومثال على ذلك نجد أن العربة الروسية BMP-3 تستخدم منظومة حماية فعالة (Arena) والتي تؤمن لها الحماية من الصواريخ والمدفعية بسرعات من 70 ــ 700 متر / ثانية، وسوف تقوم إسرائيل قريبا باستخدام عربات مشاة جديدة (Iron Fist) التي يمكنها إحباط ضربات الدبابات المعادية، ومن أكثر الأعمال الاحترازية شيوعا لدى هذه العربات هو احتوائها على قاذفات القنابل الدخانية لعمل ستائر دخان مما يعطي القدرة والفرصة لهذه العربات على للإختباء لتجنب ضربات الصواريخ الموجهة وذلك بالاختباء خلف هذه الستائر الدخانية التي تحدثها تلك القنابل، أما بعض العربات مثل الفرنسية VBC-1 فإنها تستخدم أوعية قادرة على إصدار أضواء باهرة (للتعمية) بواسطة الأشعة تحت الحمراء وهذه العملية فعالة جدا وتعطي ثمارها ضد الصواريخ العاملة بمنظومات توجيه تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
نوعية التسليح:
التسليح لمعظم العربات هو عبارة عن مدفع آلي يتراوح العيار فيها ما بين 20 -40 ملم، وبالرغم من أن العربتين الروسيتين BMP-3 , BMP-4 تحملان قاذفتي صواريخ 100 ملم، ومدفع آلي عيار 30 ملم وهي أسلحة فعالة جدا ضد الأهداف الموجودة على المسافات البعيدة مثل العربات الغير مدرعة والمدرعة تدريعا خفيفا، وتجمعات المشاة، والمروحيات والطائرات على ارتفاعات منخفضة، وهي قادرة على الرماية بعدة أنواع من الذخيرة بما في ذلك الشديدة الانفجار.
خاصية الحركة لعربات المشاة القتالية:
يمكن استخدام بعض الأنواع من هذه العربات في المياه وهي التي يطلق عليها اسم (البرمائيات) أو(Amphibious)، ويمكن نقلها جوا كما يمكن إنزال العديد منها بمظلات خاصة في أرض المعركة ويمكن للعربات المدولبة منها التحرك لمسافات طويلة دون الحاجة لنقلها بوسيلة نقل أخرى مثل السكك الحديدية كما يمكنها الخروج من أرض المعركة عن طريق إطارات مسطحة وذلك عندما لا تكون في الأراضي الوعرة ، أما الأنواع المجنزرة فيتطلب إصلاحها في أرض المعركة أو أنها تحتاج لعربات مدرعة أخرى لجرها إلى المكان المطلوب بعيدا عن أرض المعركة وهي بالتالي تكون أصعب في نقلها من العربات الأخرى (المجنزرة) ولكن وعند غصابة العربات المدولبة بتلك الأسلحة التي تستخدم ضد العربات المجنزرة فإن الإصابة بالتأكيد تكون أكبر مما تكون عليه الإصابة للعربات المجنزرة حيث قد تصاب في المحاور (Axels) التي يتم منها الجر ، وتظهر العربات المجنزرة قدرة أكثر على الحركة في الطرق الغير معبدة ، وأيضا لها القدرة على تسلق الارتفاعات واجتياز العوائق بشكل أفضل من العربات النمدولبة وبالتالي فهي تكتسب القدرة على المناورة بشكل أفضل، وبخلاف العربات المدولبة نجد أن المجنزرة لا يمكن توقفها بسبب الطرق المقفلة أو الوعرة حيث يمكن لهذه العربات اجتيازها كما ذكرنا، كما أنها تستطيع العمل جنبا إلى جنب مع الدبابات وبالتالي يمكنها التواجد حيث تتواجد الدبابات، وهنا فإن للعربات المدولبة خيارين إثنين : فإما أن تسلك مسار آخر للوصول إلى المكان المطلوب وهنا تكون قد انفصلت عن الدبابات مم يجعل الأخيرة تفتقد الدعم الذي يجب أن تقدمه هذه العربات لها، وأيضا تفقد هذه العربات الحماية التي كانت تؤمنها لها الدبابات ، أما الخيار الثاني فهو على الدبابات التواجد حيث توجد تلك العربات وهنا يكون قد تم الحد من حركتها وفق خصائصها التعبوية، وتستطيع العربات المجنزرة إجراء الهجوم والعمل من وفي المناطق التي لا تستطيع غيرها من العربات القتالية العمل فيها وهي خاصية تزيد من أهمية هذا النوع من العربات حيث أنها تزيد من عرقلة العدو وإرباكه بخلاف العربات المدولبة حيث يمكن للعدو التنبؤ بالاتجاهات المحتملة لتقدم هذه العربات منها وذلك وفق خصائص الأرض ومدى ملائمتها لتحرك هذه العربات فيها ، وبشكل عام نجد أن العربات المجنزرة لها القدرة على الحركة بشكل أفضل إلا في الطرق المعبدة حيث تفقد هذه الخاصية لتكتسبها العربات المدولبة التي يمكنها السير في مثل هذه الطرق بسرعات أعلى ، وهنا نجد العديد من الدول تستعمل العربات المدرعة المدولبة لدعم أعمال ومهام حفظ السلام بينما يتم تنفيذ المهام القتالية بواسطة العربات المجنزرة .