قامت المملكة العربية السعودية، خلال العرض الذي رافق انتهاء اكبر تمرين عسكري شهدته المملكة، ظهور صاروخها الباليستي الصيني من نوع Dong Feng-3 للعلن لاول مرة
التمرين العسكري، و ظهور الصاروخ الرسمي لاول مرة، كانت رسالة واضحة لكل من طهران و واشينطون، الصاروخ الذي قامت باقتنائه سرا من الصين سنة
1987، كان نتيجة لرفض الولايات المتحدة الامركية بيع صواريخ باليستية قصيرة المدى للمملكة اثناء تصاعد الخطر خلال عمليات استهداف المدن بالصواريخ
اثناء الحرب العراقية الايرانية في ذلك الوقت.
حسب مصادر Janes Defense Weekly، فان الصاروخ الذي دخل الخدمة في الصين سنة 1971، اعداده في المملكة تفوق ال30 صاروخ، مجهزين في مخابئ تحت الارض، و تفيد
تقارير اخرى بان المملكة تقوم بتحديث قوتها الصاروخية الاستراتجية، عبر اقتنائها للصاروخ الصيني الجديد من نوع (DF-21 (CCS-5، مجهزا برأس حربية تقليدية، ال DF-21
له مدى اقل يبلغ 1700 كيلومتر، لكنه يتمتع بدقة افضل من سابقه، مما يجعله اداة ردع ممتازة في الحروب التقليدية خاصة ان عملية اطلاقه تتم عبر حاملة
متحركة، مما يمكن من عملية تجهيزه من المخابئ و اطلاقه لا تتطلب كثيرا من الوقت اضافة الى سرعته البالغة ماخ10، ما يصعب عملية اعتراضه.
حسب عدة تقارير صحفية يعتقد ان الصاروخ DF-3 يتم اخارجه من الخدمة تدريجا و تعويضها بالصاروخ الجديد DF-21 العامل بالوقود الصلب و المجهز للاطلاق
في حاويات مركبة على عربات متحركة قوة الصواريخ الإستراتيجيه الملكية السعودية تقوم بتشغيل صواريخها الباليستية خلال ثلاث قواعد صاروخية موجودة في جنوب،
شرق و جنوب شرق الرياض اضافة الى قواعد اضافية اخرى قد تم رصدها في مدينة السليل و المناطق الجبلية في محافظة الوطح، التي لم يتم رصدها الا مؤخرا.
ادارة الصواريخ الاستراتجية الملكية السعودية قد انتقلت الى مقر جديد موجود في الرياض سنة 2010، كجزء من عمليات التحديثو التجديد التي يشهدها هذا الفرع.
ما يميز الصاروخ DF-21 هو اشتغاله بالوقود الصلب، مما يعني جاهزية و قدرة على البقاء افضل، بينما DF-3 يعمل بالوقود السائل مما يتطلب عمليات تجهيز تتطلب
الكثير من الوقت، اضافة الى عملية التزويد بالوقود التي قد تتطلب 3 ساعات، الصاروخ يبقى ضعيف تجاه الضربات الوقائية.
لكن رغم قدمه، فان الصاروخ DF-3 يعتبر من اهم و اقوى الصواريخ الباليستية الموجودة حاليا في منطقة الشرق الاوسط، الصاروخ صمم في الاساس لكي يحمل
رؤوس حربية نووية، لكن الصين اكدت عن طريق تقديم دلائل للولايات المتحدة الامركية، ان الصاروخ الذي زودت به المملكة العربية السعودية مجهز لحمل رؤوس
تقليدية فقط، يبلغ مدى الصاروخ 2650 كيلومتر و قادر على حمل رأس حربية زنتها تقارب ال2000 كيلوغرام
حسب اجهزة الاعلام السعودية، المناوارات و التمارين العسكرية تمت في مدينة الملك خالد العسكرية الموجودة في مقاطعة المملكة الشرقية، المواجهة لايران و العراق
المناورة التي سميت درع عبد الله، و التي تزامنت مع الاحتفال للذكرى التاسع لتقلد الملك عبد الله للسلطة، قد سجلت حضور الجنرال الباكستاني راحيل شريف
القائد العام للجيش الباكيستاني و تزعم عدة اجهزة اعلام عربية ان باكيستان قد زودت المملكة برؤوس حربية نووية دون اي ادلة مؤكدة على ذلك
و قامت المملكة العربية السعودية عبر هذا التمرين العسكري و لائحة الضيوف المدعوة بارسال عدة رسائل، و صرح Bruce Riedel رئيس قسم التحليل و جمع المعلومات
ب Brookings Institution ، انها اول رسالة ردع صريحة مبعوثة لايران.
تصريح رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق، الامير تركي بن فيصل، ان ان تمكنت ايران من صناعة رؤوس نووية، فان المملكة ستحصل كذلك على رؤوس نووية
هي الاخرى، كواحد من مصممي التحالف السعودي الباكستاني خلال سبعينات و ثماننيات القرن الماضي، تصاريح تركي بين فيصل تعتبر رسالة تهديد هي الاخرى.
اما الرسالة الموجهة لواشينطون، فالعلاقات الامركية السعودية بعيدة كل البعد عن الانقطاع، لكنها تبقى متوترة نوعا ما، اذ ان المملكة تريد من الولايات المتحدة
ان تكون صارمة و قاسية مع ايران، لكي تحافظ على حالة السلم التي تعيشها المنطقة حتى و ان حصلت ايران على الرؤوس النووية خوفا من عمليات التخريب
و التهديد الايرانية.