دخلت تركيا في حرب غير ملعنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي لطالما اتخذ حدودها معبرا آمنا إلى جارتيها الجنوبيتين سوريا والعراق، وذلك في خطوة اضطرت لها بعدما لذعها التنظيم بناره.
فقد شهدت الحدود السورية التركية الخميس 23 يوليو/تموز اشتباكات متقطعة وقصفا هو الأول من نوعه الذي ينفذه الجيش التركي ضد مواقع "داعش" في سوريا، وذلك ردا على قذائف التنظيم التي قتلت في وقت سابق من اليوم نفسه جنديا تركيا في كيليس.
كذلك أعلن مسؤول تركي الخميس أن أنقرة أرسلت طائرات مقاتلة إلى الحدود السورية عقب الاشتباكات الحدودية مع التنظيم.
ويبدو أن نشاط "داعش" في العمق التركي جاء انتقاما من أنقرة التي حاولت قطع شرايين الحياة عملا بتعهدات قطعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حدث هاتفي أمام نظيره الأمريكي بارك أوباما الأربعاء 22 يوليو/تموز، بعدما ضاقت أنقرة ذرعا بجرائم "داعش" التي أججت الشارع ضدها.
وعلى ضوء التطورات الأخيرة عقدت رئيس الحكومة التركية داود أوغلو اجتماعا أمنيا طارئا لبحث هذه المستجدات.
وكان الجيش التركي أعلن الخميس 23 يوليو/تموز عن مقتل ضابط صف وإصابة عسكريين اثنين في تبادل لإطلاق النار مع عناصر من "داعش" في محافظة كيليس جنوب شرق تركيا، وأوضح قائد اللواء الخامس مدرع في قوات حرس الحدود التركي أن قوة من حرس الحدود تعرضت لقصف من منطقة يسيطر عليها "داعش" في الجانب السوري من الحدود، ما دفع بالجيش إلى الرد الفوري.
وسبق ذلك تصعيد شهدته مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية جنوب شرق تركيا، حيث قتل شرطي مرور وأصيب آخر على يد عناصر التنظيم تبعه فرض طوق أمني على حي لاريسا الذي وقع فيه الهجوم.
وكثف الأمن التركي نشاطه على الحدود لضبط المتسللين الساعين إلى "داعش"، وأعلنت في شرطة كيليس في هذا السياق عن إيقاف مواطنين روسيين حاولا دخول الأراضي السورية بغية الانضمام إلى صفوف التنظيم، وأشارت الشرطة في بيان أن المشتبه بهما هما رجل يبلغ من العمر 34 عاما من مواليد موسكو وآخر عمره 27 عاما من مواليد العاصمة الشيشانية غروزني.
من جانب آخر فتح حزب العمال الكردستاني ناره على "داعش" على الأراضي التركية انتقاما لضحايا هجوم سوروج فأعلنت جماعة كردية مسلحة متحالفة مع الحزب أنها قتلت في اسطنبول رجلا اتهمته بالانتماء إلى تنظيم "داعش".
كما تنبى الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا في وقت سابق هجوما أسفر عن مقتل شرطيين في محافظة شانلي أورفة، انتقاما لمقتل 32 ناشطا مناصرا لقضية الأكراد الاثنين الماضي، واتهمت مجموعة "قوات الدفاع عن الشعب"، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ضابطي الشرطة بالتعاون مع الإرهابيين في بيان نشر في الإنترنت.
وأوضحت وسائل إعلام تركية في إسطنبول أن المجني عليه تاجر اسمه مرسل غول، مضيفة أن شرطة مكافحة الإرهاب التي تتولى التحقيق لم تجد أي علاقة بينه وبين تنظيم "داعش"، وذكرت وسائل الإعلام أن القتلة دخلوا منزل غول في حي سلطان غازي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 22 يوليو/تموز وأطلقوا النار عليه.
وتبنت "حركة الشبيبة الوطنية الثورية" المقربة من حزب العمال الكردستاني الاغتيال، وأكدت انتماء غول لتنظيم "داعش"، وأن تصفيته جاءت انتقاما لهجوم سروج الذي نفذه انتحاري، وستقوم بمحاسبة "قتلة سروج"، قائلة "سنواصل عملياتنا ضد عصابة "الدولة الإسلامية"، لقد حددنا عددا من المقاتلين وسنقوم بتصفيتهم ومعاقبتهم".
وذكرت الحركة أنها تتبعت تحركات غول لمدة 3 أشهر واشتبهت بأنه كان يخطط لتدبير هجمات إرهابية في إسطنبول، وأنه عاد إلى تركيا منذ 7 أشهر للعلاج بعد إصابته في المعارك في محيط مدينة عين العرب.
يذكر أن تفجير سروج استهدف مجموعة من الشباب اليساريين المناصرين للقضية الكردية الذين تجمعوا في المدينة القريبة من الحدود السورية بهدف العبور إلى عين العرب والمساهمة في إعادة إعمارها بعد الدمار الذي لحق بها إثر 4 أشهر من المعارك.