يتلخص هذا القرار في النقاط الاتية 1- لواء مدرع في إتجاه ممر متلا( من الفرقة الرابعة المدرعة) 2 - لواء مشاه ميكانيكي في إتجاه ممر الجدي( من الفرقة الرابعة المدرعة) 3- عدد 2 لواء مدرع ولواء ميكانيكي في إتجاه الطاسة( الفرقة 21 المدرعة ) 4- لواء مدرع في إتجاه بالوظة( اللواء 15 مدرع المستقل )
حوالي الساعة 1330 كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم كانت قد تم إعدادها فقد تحرك اللواء غنيم إلي الجيش الثاني واللواء طه المجدوب إلي الجيش الثالث حاملين معهم تلك الأوامر فور وصول تلك التعليمات إلي قائدي الجيش أبلغوا القيادة المصرية بعدم قدرتهم علي تنفيذ تلك الأوامر بنجاح تم إستدعاء قائدي الجيش إلي القيادة في الساعة 1800 من يوم 12 أكتوبر وفي خلال المؤتمر الذي أمتد إلي الساعة 2300 أصر المشير أحمد إسماعيل علي الألتزام بتنفيذ القرار لأنه قرار سياسي لتخفيف الضغط علي سوريا وكل ما أمكن عمله هوهو تأجيل الهجوم إلي فجر يوم 14 بدلاً من يوم 13 كما كان محدداً ، يري الفريق الشاذلي (راح ق م م )
ان قرار التطوير خاطئاً من كل الوجوه ، فكيف يمكن أن نشن هجوماً بقوة حوالي 400 دبابة ضد العدو الذي كان قوامة حوالي 900 دبابة فوق أرض من إختيار العدو ، وفي ظل تفوق معادي ساحق ، وعدم توافر وسائل دفاع جوي صاروخي لقواتنا المهاجمة ، وكانت النتيجة الحتمية هي فشل ذلك الهجوم ، وخسرت قواتنا المسلحة 250 دبابة ، وحوالي ظهر يوم 14 إنسحبت قواتنا مرة أخري إلي رؤوس كباري الجيش الثاني والجيش الثالث ،
أراء القادة العسكريين المصريين في حرب أكتوبر
المشير / أحمد إسماعيل علي القائد العام للقوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر أدلي برأية في هذا الموضوع في حديث نشر له بجريدة بالأهرام بتاريخ 18/11/1973
فقد جاء في إجابته عن السبب الذي من أجله لم يجر تطويرهجومنا الشامل إلي بالسرعة الواجبة ما يلي : هل كنا أبطأ مما يجب ؟؟ لا أعرف ، ماأعرفه هو أنني ألتزمت بالتخطيط أي أقصد الخطة الأصلية الذي يقتضي وقفة تعبوية بعد العبور وبعد تأمين رؤوس الكباري وقفة أعيد فيها تقدير الموقف علي ضوء رد فعل العدو وأتأهب للخطوة التالية ، وأتخذ لها أحتياطها الكافية وأتقدم.
إن الوقفة التعبوية لم تكن فترة سكون ،ولكنها كانت فترة تقبل الهجمات المضادة من العدو وتدميرها ومع ذلك ولست أظنني أذيع سراً لا يعرفه العدو فأننا أضطررنا إلي القيام بهجوم واسع بأسرع من الوقت المناسب، ولقد حدثت معارك ضخمة بالمدرعات وكانت تلك المعارك خارج نطاق الصواريخ ، وحينما أحسست اننا أضطرننا العدو إلي سحب جانب من قواته العاملة علي الجبهة السورية ، إلي جانب إسراعه بالأحتياطي إلي ناحيتنا ، فإني فضلت العودة إلي رؤوس الكباري نواصل تدعيمها ونجعل منها صخرة تتحطم عليها الهجمات المضادة للعدو
الفريق سعد الدين الشاذلي ( را ح ق م م ) من 16/5 /71 إلي 13/12/1973
في كتاب الفريق الشاذلي الذي نشر في باريس عام 1979 حرب أكتوبر ذكر الفريق الشاذلي لقد كثر الكلام وتعددت الآراء حول الأسباب التي منعت المصريين من تطوير هجومهم إلي الشرق فور نجاحهم في عملية العبور ، وقد إنتشرت شائعات كثيرة تقول بأنني كنت من أنصار الإندفاع السريع نحو الشرق سواء يوم 14 من أكتوبر أم قبل ذلك بكثير ، وقد إمتنعت القوات المسلحة عن التعليق علي هذه النقطة بالتأبيد أو بالنفي سواء علي المستوي
الأعلامي أم علي المستوي العلمي ( يقصد الفريق الشاذلي الندوة الدولية التي عقدت بالقاهرة عن حرب أكتوبر عام 1975 ) وهكذا بدأت وسائل الأعلام العالمية تؤكد تلك الشائعات ، لقد وصفوني بأنني رجل مظللي قوي ، عنيد هجومي ، مقدام ، ألخ .. وإنه ليسعدني أن أستمع إلي المديح ولكني لا أود أن نربط بين تلك الصفات الجميلة وبين قرار تطوير الحرب نحو الشرق ، إنني علي إستعداد دائم لأن أضحي بحياتي من أجل وطني ولكني لا أستطيع أن أقامر بمستقبل بلادي لقد كنت دائماً ضد فكرة تطوير الهجوم نحو الشرق سواء كان ذلك في مرحلة التخطيط أم في مرحلة إدارة العمليات الحربية للأسباب الكثيرة التي سبق أن ذكرتها ، وقد أبديت رأيي هذا بصراحة تامة أمام كثيرين ممن ما يزالون أحياء يرزقون
المشير محمد عبد الغني الجمسي وكان يشغل رئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر
في مذكراته يوميات حرب أكتوبر صفحة 179 "" إن التحليل الأمين لهذه العملية ( تطوير الهجوم ) أنها لم تكن ناجحة ، وبالتالي لم يتحقق الهدف منها ، وتكبدنا فيها خسائر كبيرة في الدبابات .إلا أن مجموعة الخسائر التي تكبدنها في الدبابات منذ بدء الحرب حتي قتال يوم 14 أكتوبر كانت أقل من خسائر العدو في الدبابات حتي ذلك اليوم ، وقال إن عدم نجاح هذه العملية جعل الكتاب والمحللين يبرزون الأخطاء التي وقعت ،والحقيقة أن بعض هذه الأخطاء صحيحة كما أن البعض الأخرغير صحيح ، فقد نسب بعضهم للتصرفات المصرية أنه في سبيل تطوير الهجوم حدث تفريغ لإحتياطي الجيوش وذكر البعض الأخر أننا أقحمنا كل الإحتياطي في هذه العملية أي الفرقة الرابعة المدرعة والفرقة 21 مدرعة وهذا القول مردود عليه ، فالجيش الثاني دفع الفرقة 21 مدرعة لتطوير الهجوم يميناً وإحتفظ بالفرقة 23 الميكانيكية ولواء مظلات ومحموعة صاعقة في إحتياطي الجيش في الجانب الغربي للقناة _ أماالجيش الثالث فقد إستخدم لواء مدرعاً واحداً من الفرقة4 المدرعة للإشتراك في تطوير الهجوم وظلت باقي الفرقة 4 المدرعة في الإحتياطي بالجانب الغربي للقناة .
وفي الضفة الشرقية للقناة في رؤوس الكباري الخمسة أربعة لواءات مدرعة موزعة ولما كان المطلوب هوتطوير الهجوم في إتجاه غرب المضايق وبحيث يتم في نفس الوقت تأمين المحافظة علي رؤوس الكباري لذلك لم يكن من الممكن إستخدام هذة اللواءات المدرعة في عملية التطوير مع الأبقاء علي الفرقتين 4،21 المدرعتين في الإحتياطي كما كانت منذ الحرب ، وبالأشارة إلي الرأي الذي يري أن فرصة النجاح كانت ستكون أفضل لو تم التطوير يوم 9 ، 10 أكتوبر قال الجمسي كان توقيت تطوير الهجوم في جبهة سيناء من أهم عوامل نجاحه _ وكان من الواضح أنه كلما طال وقت الإنتظار _ وقفة تعبوية بعد يوم 9 أكتوبر كان لدي العدو فرصة تدعيم موقفة العسكري وتجعل قواته أكثر ثباتاً في مواجهة قواتنا المهاجمه ، وبمعني أخر كلما كانت فترة الإنتظار أقصر كان ذلك أفضل لنا ، ويتابع قائلاً لقد كانت الموازنة الدقيقة لتحديد هذا الوقت من أصعب الأمورلكثرة وأهمية العوامل التي تتحكم في إتخاذ القرار .
اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني
ذكر رأية ( قررت منذ فترة طويلة بعدم الخوض في هذا الموضوع لكن أمام إغراء الحقيقة لابد وأن أعترف بأن قرار تطوير الهجوم نحو المضايق كان قراراً خطئاً مائة بالمئة ، وكان خطاً جسيماً لأنه ترك الفرصة للعدو لأن يكون علي إتصال قريب من قواتنا وكانت دفاعات العدو وصمود قواته قوية بدرجة ملحوظة الأمر الذي يوضح أن القوات الإسرائيلية كانت علي إستعداد لهذه المواجهة ، كما أن أرض وسماء المعركة تساعدها أي القوات اليهودية المتواجدة في ميدان المعركة ، لأنها كانت تستخدم الساتر أي من خلف مصاتب مجهزة لتدمير الدبابات المصرية ، إذاً كان الهجوم صعباً للغاية وكان من الأفضل أن نكون في موقع الدفاع لأن مدي الصواريخ التي كنا نستخدمها تستدعي مبادأة العدو بالهجوم .
اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني حتي يوم 14/أكتوبر
إن قرار تطوير الهجوم نحو المضايق يوم 14/10/73 - كان قراراً خاطئاً ولم يكتب أحد في القادة الحقيقة حتي الأن ولا غيري الخوض في أسباب هذا القرار .
المشيرمحمد عبد الحليم أبو غزالة وكان يشغل منصب قائد مدفعية الجيش الثاني أثناء حرب أكتوبر
من المؤكد أن هجوم 14 أكتوبر لتخفيف الضغط علي سوريا هو الذي أدي بعد ذلك إلي حدوث الثغرة إذ تكون فراغ إستراتيجي غرب القناة وبفضل معلومات الإستطلاع التي وفرتها الأقمار الأمريكية وطائرات الإستطلاع الإسترتيجي الأمريكية لأسرائيل هي التي سمحت لهم بأختيار مكان العبور ، وأدت إلي نجاحها ، وعندما تقوم مصربنشر وثائق حرب أكتوبر أو تاريخها ، فمن المؤكد سيتم توضيح هذا الأمر بدقة .
( كتاب دروس الحرب الحديثة للكاتب الأمريكي ( أنتوني كوردسمان -- إبراهام واجنر ) ترجمة وتقديم المشير أبو غزالة
السيد / حافظ إسماعيل والذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس للأمن القومي أثناء حرب أكتوبر ذكر في كتابة أمن مصر القومي في عصر التحديات تحت عنوان وقفة تعبوية ما يلي
كانت قواتنا خلال المرحلة التي إنتهت قد أتمت تحقيق الهدف المباشر ، وكنت من خلال أحاديثي مع الفريق أحمد إسماعيل قبل نشوب الحرب أدرك أنه لا ينوي التقدم حتي الممرات الجبلية وإن ما جاء في تعليمات عمليات القيادة العامة بأن الهدف هو إحتلال المضايق .. إنما قصد به حث القيادات الصغري خلال مرحلة بناء رؤوس الكباري علي إستمرار التقدم حتي الهدف المباشر ( محمد حافظ إسماعيل / أمن مصر القومي في عصر التحديات ص 323 )
ويستطرد حافظ إسماعيل في سردة للأحداث فيقول : إن تقييم السادات للموقف كما شرحة لمساعدي الرئيس ونواب رئيس الوزراء ، ومستشار الأمن القومي بعد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إننا خسرنا يوم 14 أكتوبر 220 دبابة ، وكانت هذة المعركة هي المقدمة للإختراق الإسرائيلي في منطقة الدفرسوار ، وأوضح أننا دخلنا الحرب لأقناع إسرائيل بأن الحرب لا تحل المشكلات وإننا كسبنا الأحترام بدلاً من إحتقار العالم لنا ،ثم أضاف بأننا لا نستطيع تحرير سيناء عسكرياً ( المرجع السابق)
شهادة أخري للمشير أبو غزالة في حديث له مع مجلة روز اليوسف بتاريخ 26/3/1994:
ذكر المشير ولا يعقل أن تكون أفكار القيادة العامة غير معلومة لقادة الجيوش حتي تكون الجيوش مستعدة لتنفيذ الأفكار ، ولقد ذكر لي كثير من القادة أنهم لم يعلموا بأن هناك نية للتطوير إلا يوم 12 أكتوبر وكان يهدف إلي تخفيف الضغط عن سوريا , وانا لاأقول هذا إن ماقاله الجمسي ليس صحيحاً فهو رأي ولاشك سليم ، ولكن كان يجب أن يكون معلوماً للقادة والقوات حتي تكون علي إستعداد تام لتنفيذ المهمة بكفاءة
-----------------
إنعقدت بالقاهرة في الفترة ما بين 27 و 31 من أكتوبر 1975 ندوة دولية عن حرب أكتوبر شارك فيها 185 خبيراً أجنبياً ينتمون إلي 50 دولة ، وقد قدم هولاء الخبراء 11 بحثاً قيماً تناولوا فيها جميع جوانب حرب أكتوبر وقد أشادت جميع هذه البحوث بعملية العبور الرائعة التي قامت بها القوات المسلحة ، ولكنهم في نفس الوقت وجهوا نقداً لاذاعاً للقيادة العامة إزاء تصرفاتها تجاه موضوعين رئيسيين الأول هو تطوير هجومنا نحو المضايق والأخير هو أسلوب التعامل مع الثغرة وكان مما قالة الخبراء
لا يستطيع أي جيش بالعالم أن يدعي أنه يستطيع أن بأستطاعته أن يفعل أفضل مما فعله المصريين في تخطيط وإدارة وإقتحام قناة السويس ، أما القرار باستغلال النجاح فكان خطئاً جسيماً ، ولنتذكر جيداَ أن أحد العوامل الرئيسية في الخطة المصرية ، كان هو الأعتراف بالتفوق الكبير للسلاح الجوي الإسرائيلي والتفوق المساوي له تقريباً في حرب المدرعات المتحركة لقد واجه قائدان مهمان في التاريخ نفس المهمة المشكلة التي واجها المشير أحمد إسماعيل أحدهما و الجنرال الأمريكي أندرو جاكسون في موقعة نيو أورليانز عام 1815 فقد حقق نصراً دفاعياً ضد أفضل قوات الجيش البريطاني وبعد ذلك رفض بحكمة التحول للمطاردة بعد أن أتضح له أنها ربما تطيح بالنصر الذي أحرزه ، نفس الشيء أيضاً فعله الجنرال مونتجمري في معركة علم حلفا عام 1942 ، إذ رفض بحذر إعطاء روميل فرصة الهجوم المضاد وتحويل هزيمته إلي إنتصار .
الخبير الأمريكي
الكولونيل تريفور دي بوي
الندوة الدولية عن حرب أكتوبر بالقاهرة 1975
التعليق علي الأحداث
أنتوني كوردسمان هو أستاذ في دراسات الأمن القومي بجامعة جرج تاون بالولايات المتحدة ومستشار خاص في مجال المسائل العسكرية لشبكة أخبار Abc وإشترك معه في هذه السلسلة إبراهام ر . واجنر وهو مستشار لشئون الدفاع ويعمل مع Scince Application International Inc
وكذا مع مجموعة من الأجهزة الفيدرالية الأمريكية .
سير الحوادث
إن سير الحوادث المذكور يوضح أن العرب بددوا المكاسب الإبتدائية التي حققوها لأن مصر وسوريا لم تتمكنا من تنسيق العمليات البرية والبحرية لقد أفتقروا إلي تدريب القوات البرية علي المناورة وإفتقرا إلي قدرات القيادة والسيطرة والاستطلاع الآلية ( CI ) وقدرات التنسيق الجوي والأنذار والتعارف والمرونة العالية للقيادة .
لقد بدأت الحرب يوم 6 أكتوبر 1973 عندما هاجمت القوات المصرية والسورية عبر خطوط إطلاق النار 1967 علي جبهتين ، وإستفاد الهجوم من جهود جيدة للخداع بواسطة العرب ، وتم تجزئة الخطة بواسطة إسرائيل عندما بدأت الأعمال القتالية ، وقرر الإسرائيليون عدم توجيه ضربة إحباط ضد القوات العربية لأسباب سياسية .
وفي الأيام القليلة الأولي كانت الحرب أقصي حرجاً بالنسبة لاسرائيل ، فالجيش النظامي الإسرائيلي والعدد المحدود من الإحتياط واجهوا بمهمة صعبة هي محاولة إيقاف القوات العربية المتقدمة إلي أن يحدث توازن للاحتياط الإسرائيلي ويتم نقل كميات ضخمة من المعدات والأسلحة جواً من الولايات المتحدة .
إن الحدث المسيطر في الأيام الأولي من الحرب علي الجبهة المصرية هو حصار عدد من الحصون الإسرائيلية المعروفة بخط بارليف ،فهذه الدفاعات الإسرائيلية المنتقاة بعناية والمتخندقة والمحصنة هوجمت بأعداد متفوقة من القوات المصرية ، وكل هذه النقاط الحصينة ( القلاع ) عدا واحدة تم تدميرها والإستيلاء عليها بواسطة مصر في الفترة الأبتدائية من القتال ، والنقطة الوحيدة التي صمدت هي التي سميت أسماً رمزياً " بودابست "ونجح الإسرائيليون في إعادة إمداد هذة النقطة عدة مرات خلال الجزء الأول من القتال ، وعلي الجبهة الشمالية هاجمت سوريا عبر منطقة مرتفعات الجولان مع التركيز علي المنطقة شمال وجنوب القنيطرة ، وتتطلب الوقف هناك توجيه المجهود الرئيسي الإسرائيلي لهذة الجبهة خلال الفترة الأولي من الحرب ، لقد حافظ موشي ديان علي أن تبقي الجولان هي مركز الثقل العسكري حتي يوم 13 أكتوبر ( أي طوال الأسبوع الأول من الحرب )
وكان تقدم القوات العربية علي كلا الجبهتين في حماية جيدة من الصواريخ أرض جو التي إستخدمت للمعاونة في تحييد المزايا الإسرائيلية في نوعية الطائرات ومستوي حرفية الطيارين وخلال الجزء الأول من الحرب كانت هذه الصواريخ فعالة بصفة خاصة بسبب عدم وصول معدات الحرب الإلكترونية المضادة الأمريكية المتقدمة لإسرائيل حتي ذلك الوقت ، هذا إلي جانب أن طائرات إسرائيل أضطرت علي تنفيذ مهام المعاونة للقوات دون كبح ( إسكات) سبق للصواريخ سام .
ولكن الجولان كانت مركز الثقل العسكري الإبتدائي فأنها حظيت بالجزء الأكبر من التدعيمات ، وفي الوقت الذي كان الإسرائيليون فيه ينزفون بشدة في الأيام القليلة الأولي من الحرب كانوا قادرين علي البدء ف هجوم مضاد عام يوم 11 أكتوبر ، لقد بدأوا بأندفاع إسرائيلي داخل الدفاعات السورية الرئيسية مستخدمين أربعة أرتال مدرعة ، وأدت هذه الإندفاعات إلي دفع السوريين للخلف رغم المقاومة الغنيفة ، ومع ذلك فأن السوريون لم يسمحوا بأنهيار دفاعتهم كما كان يأمل الإسرائيليون
، فقد إنسحب السوريون بأسلوب منظم يقاتلون خلال الإرتداد ، وبحلول 13أكتوبر أعتبر وزير الدفاع موشي ديان أن هذا الهجوم المضاد العام الأول كان ناجحاً وأصدر توجيهاته بأن تأخذ جبهة سيناء الأسبقية الأولي لإعادة إمدادها بالمواد والقوات .وفي 11 أكتوبرتلقي المصريون طلباً عاجلاً من السوريون بالمعاونه لتخفيف الضغط علي جبهة الجولان وذلك بشن هجوم علي الجبهة الجنوبية ، وشعر المصريون بأن عليهم الإستجابة لهذا الطلب الذي سيمنع حلفائهم من الإنهيار ، وأدي ذلك إلي هجوم 14 أكتوبر الذي ساعد بصورة سيئة بالنسبة للمصريون، ولقد نشر الفريق الشاذلي رئيس الإركان فيما بعد إتهامات قاسية للرئيس السادات لإصدارة هذا القرار ، وكان فشلاً أيضاً لأنه لم يؤد إلي تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي علي السوريون في الجبهة الشمالية ، ولذلك فأن المشاكل العسكرية إستمرت علي هذه الجبهة بهجمات عربية مضادة إنتهت بالفشل وبحلول وبحلول 21 – 22 أكتوبر إسترد الإسرائيليون
جبل هيرمون وكانوا في موقف جيد لتهديد دمشق ,
إن نقطة التحول في الحرب علي طول الجبهة الجنوبية ظهرت يوم 16 أكتوبر عندما عبرت القوات الإسرائيلية القناة وبدأوا في إنشاء رأس جسر علي طول الضفة الغربية ، وكجزء من هذا المجهود تمكن الإسرائيليون من الإستيلاء عليه مطار فايد وتدمير قواعد الصواريخ علي الضفة الغربية ، ولقد جلب الإسرائيليون بصفة خاصة مدفع 175 مم بعيدة المدي عبر القناة لتدميرالسامات المصرية علي الضفة الغربية من قناة السويس ، وما أن تم عبور القناة قام الجنرال شارون بأختراق الخطوط المصرية و الإستلاء علي الدفرسوار ، ولقد تم ذلك بمعاونة القوات الجوية التي تمكنت من العمل في فضاء جوي كان من قبل محمياً بالصواريخ سام المصرية ومن تلك اللحظة فصاعداً أمكن للإسرائيليين تحقيق نجاح كبير في إستغلال عبورهم ن فالتحرك السريع للأرتال المدرعة الإسرائيلية وجهت ضرباتها إلي القوات المصرية خلف الخطوط المصرية ونجحت في قطع خطوط حيوية للأمداد والمواصلات كما أنها واجهت خصماً أقل صعوبة بعد أن أصبح أمن القوات المصرية ومعظم أسلحته المتطورة موجودة علي الشاطيء الشرقي .إن أكثر إستغلال للعبور بواسطة الإسرائيليين إلي الضفة الغربية كان عزل عناصر رئيسية للجيش الثالث الميداني ، لقد صمم الإسرائيليون علي قطع الإمداد والتموين وإجبارهذه القوة علي الإستسلام ، وكانت هذه مهمة صعبة نظراً لإمتلاك الجيش الثالث لإحتياطات كبيرة من الأغذية وكانت خطوط مياه من أبار السويس مازالت تعمل ، لهذا قام الجيش الثالث بالتخندق توقعاً لهجوم إسرائيلي .
وتم تطبيق إيقاف لإطلاق النارفي يوم 22 أكتوبر الذي كسر في نفس اليوم بتحرك إسرائيلي لتدمير أجزاء معزولة من الجيش الثالث ، وبقيام إسرائيل بذلك واجهت جيشاً صلباً ولا زال مزوداً بعتاد جيد ومع ذلك فبنجاح إسرائيل بجلب كل تفوقها الجوي بدأت ترسل الطلعات بعد الطلعات بعد الطلعات لتوجية ضربات للقوات المصرية .
وكان من الممكن للأسرائيلين أن يكبدوا الجيش الثالث خسائر أكبر لولا التدخل السياسي للولايات المتحدة ، فالجيش الثالث الميداني لم يهزم بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار وإستمر في تحسين دفاعاته وإجراء تجهيزات هندسية أخري ، ومع ذلك فلقد ظل محاصراً ولم يكن إمداده بالاحياجات بفاعيلية ، وأستمرت القوات الجوية الإسرائيلية في توجيه ضربات جوية ضد رأس الجسر بعد وقف إطلاق النار وكان من المحتمل أن يستسلم الجيش الثالث الميداني بسبب هذه الهجمات وبسبب توقف الإمدادات ، ولم يرغب وزير الخارجية الأمريكي أن يري المصريين وقد إنهزموا كليةً ن لأنه كان يري أن حكومة مصرية جديدة بعد الهزيمة ستكون ضعيفة ليتفاوض معها ، كما شعر أن هذا التصرف قد يسيء بشدة إلي صورة الولايات المتحدة داخل العالم العربي خاصة وان كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة قد تم إمداد إسرائيل بها بواسطو الولايات المتحدة وهو ما أثر بصورة فعالة علي نتيجة القتال الذي إنتهي في يوم 24 أكتوبر .
تعليق المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة
وزير الدفاع المصري 1981 /1989
1- لم يذكر كوردسمان في سجل الحوادث أسر مجموعة القتال بيادة عساف ياجوري .
2- لم يذكر كوردسمان عدد الدبابات الإسرائيلية التي تم تدميرها وأكتفي بذكرعدد مفترض بالجانب المصري .
3- لم يذكر كوردسمان أن القوة المدرعة التي حاولت الوصول للقنطرة تم تدميرها بالكامل .
4- يعلم الكاتب تماماً أن إسرائيل هي التي لم تنفذ وقف إطلاق النيران يوم 21 أكتوبر .
5- كان معروفاً أن لإسرائيل تفوقاً عددياً في القوات الجوية بنسبة 2.5 :1 خلاف التفوق النوعي وكان هذا أحد أسباب وضع خطط حرب أكتوبر بحيث يتم مراعاة هذا العامل والعمل علي تحييدة .
6- رغم ما كتبةكوردسمان وما كتبه ىخرون مثل الأستاذ هيكل عن حرب اكتوبر فالأول يدعي ان إسرائيل إنتصرت في حين أحد مصادره التي ذكرها الكولونيل ديبوي يقول أنها تعادل فلامنتصر ولا مهزوم وهيكل يحاول أن يسلب مصر إنتصارها في أكتوبر فأن من أهم إنجازات حرب أكتوبر أنها هدمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وهدمت إسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وهدمتنظرية الآمن الإسرائيلية وأثبتت للعالم قدرة الجندي المصري والجندي العربي علي القتال بأسلحة أقل تطوراً من خصمة ويكبده خسائر جسيمة ويحقق فوزاً في معارك شهيرة .
7- من المؤكد أن هجوم 14 أكتوبر لتخفيف الضغط علي سوريا هو الذي أدي بعد ذلك إلي حدوث الثغرة إذ تكون فراغ إستراتيجي غرب القناة وبفضل معلومات الإستطلاع التي وفرتها الأقمار الأمريكية وطائرات الإستطلاع الإسترتيجي الأمريكية لأسرائيل هي التي سمحت لهم بأختيار مكان العبور ، وأدت إلي نجاحها ، وعندما تقوم مصربنشر وثائق حرب أكتوبر أو تاريخها ، فمن المؤكد سيتم توضيح هذا الأمر بدقة .
8- لم تتوفر لمصر معلومات الإستطلاع بنفس الصورة التي توافرت لإسرائيل ، ولقد كتب محمد حسانين هيكل في كتابة عن حرب أكتوبر أن الإتحاد السوفيتي عرض علي الرئيس السادات صور الأقمار الصناعية وبها معلومات كثيرة ولكن للإسف الشديد أن الإتحاد السوفيتي لم يقدم أيا من هذة المعلومات إلي مصر أوسوريا لسبب في نفس يعقوب ولو توافرت هذه الصور لتغير الموقف بصورة كبيرة لصالح إلي مصر و سوريا .