كيف وصلت شاحنة فورد من تكساس إلى جماعة "أنصار الدين" في سوريا؟.. سؤال لا يزال حائرًا حتى الآن، ولا يملك أي أحد إجابة واضحة عنه. خصوصًا أن صاحبها الأميركي قد باعها منذ 3 سنوات لكنه نسي إزالة اسم شركته ورقم هاتفه المدونين عليها، فبات مطلوبًا للتحقيق بتهم إرهابية!.
حيث فوجئ مارك أوبرهولتزر برؤية سيارته على التلفزيون تحمل مدفعًا مضادًا للطائرات، وتقودها مجموعة من المقاتلين المتشددين في الخطوط الأمامية في سوريا. فكيف انتقلت هذه السيارة من ولاية تكساس إلى جماعة "أنصار الدين" في سوريا؟!.
أوبرهولتزر ليس مقاتلًا إسلاميًا في سوريا، ولم يزر البلاد يومًا، فهو يعمل سبّاكًا في مدينة تكساس، ويقول إنه بالتأكيد لم يساعد المقاتلين الإسلاميين في سوريا. بدأت القصة عندما ظهرت شاحنة "بيك آب فورد" F-250 – التي تحمل شعار متجر أوبرهولتزر للسباكة، ورقم هاتفه، في صورة أرسلتها جماعة أنصار الدين المتطرفة من الخطوط الأمامية للحرب في سوريا.
يقول أوبرهولتزر إنه بدأ فجأة بتلقي مئات المكالمات الهاتفية والفاكسات، منذ أن ظهرت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرتها الجماعة على تويتر في محاولة لجذب المزيد من المجنّدين. وظهرت شاحنة أوبرهولتزر على صفحة جبهة أنصار الدين على تويتر، وعلى متنها مدفع مضاد للطائرات، مما جعل الرجل مشتبهًا فيه في دعم الجماعة وتزويدها بالمعدات.
التهديدات المستمرة والملاحقة دفعت بالسباك الأميركي إلى اللجوء إلى محامٍ، كما إنه بدأ بالتواصل مع القائمين على موقع تويتر لإزالة الصورة التي تظهر فيها صورة شاحنته مع اسمه ورقم هاتفه.
باعها منذ 3 أعوام
ويقول أوبرهولتزر إنه باع شاحنته قبل ثلاث سنوات إلى متجر يحمل اسم "أوتو نايشن"، وإنه نسي أن يزيل شعار المتجر ورقم هاتفه عنها، معتقدًا أن الشركة ستزيل كل المعلومات، قبل أن تعيد بيع السيارة، لكنه كان مخطئًا.
وعلى الرغم من أن التحقيقات لم تصل بعد إلى المصدر الذي انتقلت منه السيارة إلى الجماعة المتطرفة، يقول متجر "أوتو نايشن" لبيع السيارات المستعملة إنه غير مسؤول عن وصول الشاحنة إلى المقاتلين الإسلاميين في سوريا. وقال متحدث باسم المتجر إن شاحنة أوبرهولتزر عُرضت في مزاد الكتروني، وإنها بيعت مرات عدة، قبل أن تنتهي في أيدي الإسلاميين المتشددين.