استمرار لسياستها فى ضرب استقرار الدول الإفريقية لتبقى فى حالة توتر أمنى تجعلها تعتمد دوما على إسرائيل، كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تهربت من الرد على تساؤل من جانب الكنيست حول بيع الأسلحة الإسرائيلية لجنوب السودان، التى تشهد حربا أهلية منذ عام ونصف، يتم خلالها ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بصورة هائلة.
السلاح الإسرائيلى يعزز الحرب الأهلية بجنوب السودان
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الحرب الأهلية الدائرة فى جنوب السودان تسببت حسب تقارير للأمم المتحدة، فى عمليات اغتصاب واسعة للنساء والبنات القاصرات وإحراق قرى بالكامل وتجنيد الأطفال للقتال فى ساحة الحرب. وكان قد زار وفدا حكوميا رسميا من جنوب السودان إسرائيل قبل حوالى شهر، وحضر معرض أسلحة كبير أقيم فى تل أبيب، لغرض شراء أسلحة، وقد أثارت هذه الزيارة، مجددا، احتجاجات على بيع أسلحة لجنوب السودان.
مطالب بإلغاء أو تعليق بيع الأسلحة الإسرائيلية لجنوب السودان
وعلى أثر ذلك توجهت النائبة اليسارية بالكنيست الإسرائيلى تمار زاندبرج، من حزب "ميرتس"، إلى وزير الدفاع موشيه يعالون، وسألته حول التصدير الأمنى إلى جنوب السودان، وطالبت بوقف تصدير السلاح الاسرائيلى وإلغاء او تعليق التراخيص التى منحها قسم مراقبة الصادرات الأمنية فى الوزارة. وقالت زاندبرج انه يتحتم التعامل بشفافية فى مسألة الصادرات الامنية، خاصة خلال الحرب الأهلية، كى يتمكن الجمهور من تلقى معلومات حول الموضوع، ولكن الوزارة لم تتطرق فى ردها الى مسالة الصادرات العسكرية الى جنوب السودان. وأكد المحامى الإسرائيلى ايتاى ماك، فى تقرير أرفق باستجواب زاندبرج، على أن تجار أسلحة إسرائيليين يسافرون إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، وأن قوات الأمن فى هذه الدولة يحملون بنادق أوتوماتيكية من طراز "جاليلى آيس" التى تصنع فى إسرائيل.
الدفاع الإسرائيلية ترفض التعليق على بيع السلاح لجنوب السودان
وفى المقابل، جاء قال رئيس ديوان وزارة الدفاع الإسرائيلية فى رده على نائبة الكنيست: "إن سياسة التصدير الامنى الى كافة دول العالم يتم فحصها من قبل الوزارة بالتعاون مع وزارة الخارجية، وبما يتفق مع المصالح الامنية والسياسية لإسرائيل، بما فى ذلك معايير تتعلق بحقوق الإنسان فى الدولة التى تستورد الأسلحة الإسرائيلية". وامتنعت وزارة الدفاع الإسرائيلية فى ردها عن التطرق إلى تصدير الأسلحة إلى جنوب السودان أو لسياستها تجاه تصدير السلاح إلى هذه الدولة.
إسرائيل تفرض تعتيما على بيع السلاح لدول تشهد حروب أهلية
وأوضحت هاآرتس أن إسرائيل تفرض تعتيما على سياستها تجاه على الدول التى تصدر إليها أسلحة وتدور فيها حروب أهلية وترتكب مجازر وجرائم حرب، وترفض الكشف عن أسماء هذه الدول بادعاء أن أمرا كهذا من شأنه أن يؤدى إلى قطع علاقات أمنية إستراتيجية مع هذه الدول.
زيادة حجم الصادرات العسكرية الإسرائيلية للدول الإفريقية
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه خلال السنوات الأخيرة كان حجم الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى الدول الأفريقية فى تصاعد مستمر، وقد ارتفع من 107 ملايين دولار فى 2010 الى 318 مليون دولار فى 2014 الماضى. الجدير بالذكر، أن وفد جنوب السودان الذى زار تل أبيب منذ شهر، تجول معرض الأسلحة "ISDEF" فى تل أبيب، برئاسة وزير المواصلات الجنوب سودانى، وقبل ذلك بنصف عام زار وفد جنوب سودانى رسمى معرضا إسرائيليا حول موضوع الأمن الداخلى.