كان هجوم تنظيم الدوله الاسلاميه في وسط سوريا وتوسع نطاق عمليات هذا التنظيم الى اماكن لم يتوقع احد ان يصلها سببا في تهديد امدادات الغاز للجيش السوري في المنطقه
كما سيطر تنظيم الدوله الاسلاميه على الطريق المؤدي الى محطه ضخ الغاز T4 والقاعده الجويه T4 مما يؤدي الى زياده خطر سقوطهما تحت سيطرة التنظيم
القاعده الجويه T4 والتي اكتسبت اسمها من محطة ضخ الغاز القريبه منها وتعرف ايضا باسم قاعدة تياس الجويه وتعتبر واحده من اكبر القواعد الجويه في سوريا
وبعد سقوط قاعدة تدمر الجويه في يد تنظيم الدوله الاسلاميه فقد اصبحت قاعده T4 واحده من 16 قاعده جويه يسيطر عليها الجيش السوري
كما اصبح الدفاع عن قاعده T4 حيويا لسلاح الجو السوري خصوصا وان هذه القاعده هي ضروريه لسلاح الجو السوري من ناحية اعطائه القدره على السيطره على الاجواء السوريه
وتتمركز حاليا في قاعده T4 الجويه ثلاثة اسراب من القاذفات وسرب واحد من المروحيات , ومن ضمن المقاتلات التي تعمل من قاعده T4 هي القاذفه Su-24M2 وهي من احدث مقاتلات السلاح الجوي السوري
كما تعتبر قاعده T4 الجويه مقرا لاسطول سوريا من مقاتلات Mig-25 والتي خرج معظمها من الخدمه
وعلى الرغم من كبر حجم قاعده T4 الجويه الا انها تمتلك مدرجا واحدا فقط مما يجعلها معرضه للتوقف عن العمل في حالة اصابه هذا المدرج او الاستيلاء عليه من قبل المتمردين
وكرده فعل لتقدم تنظيم الدوله الاسلاميه في شرق واواسط سوريا في منتصف واواخر عام 2014 فقد قام الجيش السوري بتعزيز حاميه قاعده T4 الجويه بطائرات L-39 منها و اربع مروحيات من طراز Mi-8 و Mi-17
وادراكا للاهميه العسكريه لقاعده T4 الجويه فقد بذلت القياده العسكريه السوريه جهودا كبيره من اجل تعزيز دفاعات هذه القاعده وجعلها قلعه حصينه لايمكن اختراقها , فهذه القاعده تمثل المانع الرئيسي بين تنظيم الدوله الاسلاميه ومدينه حمص
وقد اشتبكت حاميه القاعده مع مقاتلي تنظيم الدوله الاسلاميه في عده مناسبات في السنوات السابقه , الا ان الهجوم الاخير الذي قام به التنظيم وصل به الى قرب محطة ضخ الغاز T4 ومساكن الضباط في القاعده الجويه
وحسب مصادر تنظيم الدوله الاسلاميه فقد قام التنظيم بقصف القاعده الجويه بالمدفعيه في اواخر مايو 2015 ولايعرف تماما حجم الاضرار التي لحقت بالقاعده بسبب هذا القصف
وعلى الرغم من ان القاعده الجويه نفسها ليست في خطر داهم للوقوع تحت سيطره تنظيم الدوله الاسلاميه الا ان الطريق المتجه للقاعده سيسقط على الاغلب كليا تحت سيطره التنظيم وهو يحاول التقدم باتجاه مدينة حمص
فسيطره التنظيم على هذا الطريق سيخلق مشكله للحاميه الموجوده في القاعده الجويه على المدى البعيد من ناحية الامداد
حيث سيتم امداد الحاميه جويا فقط بعد انقطاع الطريق البري
لكن الامداد الجوي بمروحيات النقل لن يعوض عن انقطاع الامداد البري , حيث لايستطيع الامداد الجوي بالمروحيات من تعزيز حاميه القاعده بالاسلحه الثقيله والوقود مما يقلل الى حجم كبير كميه الامدادات الحيويه للقاعده وحاميتها
اسطول المقاتلات والمروحيات المرابطه في قاعده T4 يمثل شوكه في عين تنظيم الدوله الاسلاميه والذي يحاول السيطره على محافظة حمص
الا ان سلاح الجو السوري يبدو عاجزا عن مواكبة التطورات الحاليه , فطائرات سلاح الجو السوري تتدخل بعد اندلاع المعارك بين المتمردين والقوات البريه الحكوميه
ولتحقيق التعاون الامثل بين سلاح الجو والقوات البريه فأن الامر يقتضي توفير تأهيل المقاتلات في قاعده T4 الجويه
فمثلا ان الغارات الانتقاميه التي يقوم بها سلاح الجو السوري ضد المدن التي خسرها مؤخرا تمثل تضييعا للوقت ولساعات الطيران التي يمكن استخدامها بشكل افضل بتوفير الدعم للقوات البريه
بالاضافه الى ان هذه الغارات الانتقاميه تسبب خسائر لامبرر لها بصفوف المدنيين الابرياء
فمثلا قامت مقاتلات سلاح الجو السوري بتوفير الدعم الجوي للمدافعين عن منطقه الحليحله , بينما ترك المدافعون عن مناطق اكثر حيويه في السخنه والحيل واراك وحقول الغاز بدون دعم جوي الى ان سقطت بيد تنظيم الدوله الاسلاميه !
المثال الاخر هو في تدمر , حيث لم يظهر سلاح الجو السوري اي فعاليه الا بعدما سقطت المدينه بيد تنظيم الدوله الاسلاميه
وانذاك لم تمثل الغارات التي قام بها سلاح الجو السوري على المدينه الساقطه الا رفعا للمعنويات لا اكثر
بعد سقوط تدمر وقاعدتها الجويه تحت سيطره تنظيم الدوله الاسلاميه , فقد استولى التنظيم على مخازن الاسلحه والذخائر الضخمه الموجوده هناك
وكان يمكن لمقاتلات السلاح الجوي السوري ان تقصف هذه الذخائر بقذائف موجهه قبل وقوعها بيد مقاتلي تنظيم الدوله الاسلاميه , ولكن هذا لم يحدث
والجهد الجوي الوحيد كان قصف مقاتلات التحالف الدولي لسته مدافع مضاده للطائرات استولى عليها التنظيم من مخازن تدمر
علما ان قاعده T4 الجويه تحوي على ذخائر موجهه ومقاتلات قادره على استخدامها !! وقاعده T4 تبعد عن تدمر بمسافة 60 كم فقط !!
والصراحه لم تستخدم مقاتلات سلاح الجو السوري الكثير من مخزونها من القذائف الموجهه طيله الحرب الاهليه ويبدو ان سلاح الجو السوري يحفظ مخزونه من هذه القذائف من اجل صراع مستقبلي مع الولايات المتحده او اسرائيل
ولكن بدخول الحرب الاهليه عامها الرابع يرتفع سؤال وجيه : اليس من الافضل ان يستعمل سلاح الجو السوري مخزونه من القذائف الموجهه بدلا من حفظها انتظارا لمعركه مستقبليه " قد لاتحدث " مع امريكا او اسرائيل ؟
والذي يقول بان مخزون سوريا من هذه القذائف قد يستنفذ بسرعه , لكن الجواب هو امكانيه تعويض هذا المخزون هن طريق روسيا وامداداتها المتواصله
عند دراسه اخر صور الاقمار الصناعيه " المعلنه " لقاعده T4 الجويه , يمكننا مشاهده العديد من المقاتلاتت غير العامله منتشره في ارجاء القاعده
من هذه المقاتلات توجد 32 مقاتله Mig-25 خارجه من الخدمه " شوهدت في صوره من الاقمار الصناعيه بتاريخ شهر اكتوبر 2014 "
حيث اخرجت سوريا هذا الاسطول من الخدمه بالتدريج
وكانت سوريا قد استلمت سابقا 40 مقاتله Mig-25 من النسخ Mig-25P " والتي حدثت لاحقا الى النسخه Mig-25PDS" و Mig-25PD الاعتراضيه و Mig-25R و Mig-25RB الاستطلاعيه و Mig-25PU التدريبيه ذات المقعدين
ويعود السبب في اخراج هذا الاسطول من الخدمه ليس فقط بسبب قدمه والتكلفه العاليه للصيانه بل بسبب سهوله التشويش عليه من قبل المقاتلات الاسرائيليه
ولكن هنالك عدد محدود من مقاتلات Mig-25 اشتركت في الطيران في الحرب الاهليه السوريه وشوهدت تحلق في مارس وابريل 2014
وفي حادثه مثيره للاهتمام قامت مقاتله Mig-25PD بضرب صاروخ R-40 جو-جو على اهداف ارضيه !!
وبالتاكيد لم يكن لهذا النوع من الطلعات اي فائده ميدانيه
وكانت اخر مقاتلات Mig-25 عامله تتمركز في قاعده تدمر الى نهاية عام 2013 " ثلاث مقاتلات Mig-25PD وواحده Mig-25PU " لكنها حلقت لتنضم الى رفيقاتها في قاعده T4 الجويه
معظم المقاتلات العامله في قاعده T4 الجويه تحتمي ب 48 ملجأ طائرات محصن ومن هذه المقاتلات نجد مقاتلات Su-24M2
حيث ان قاعده T4 الجويه هي القاعده الام لاسطول سوريا من مقاتلات Su-24M2 والتي تتمركز في الزاويه الجنوبيه-الشرقيه من القاعده
وبدون شك تمثل مقاتلات Su-24M2 الافضل والاحدث من بين جميع المقاتلات الموجوده في قاعده T4 الجويه
لكن على الرغم من تواجد تنظيم الدوله الاسلاميه بالقرب من القاعده فأن مقاتلات Su-24M2 المتمركزه في قاعده T4 الجويه نادرا ماشاركت في ضرب مواقع التنظيم بالقرب من القاعده
ويبدو ان سلاح الجو السوري يستعمل مقاتلاته من طراز Su-24M2 كذراع طويله لقصف مواقع المتمردين في جميع انحاء سوريا " من دير الزور شرقا الى القنيطره غربا "
بل حتى استعمل سلاح الجو السوري هذه المقاتلات لدراسه رده فعل سلاح الجو الملكي البريطاني من قاعدته في قبرص !!
ونفيا لتقارير سابقه ذكرت بان سوريا استلمت منتصف التسعينيات مقاتله نوع Su-24MK ومقاتله نوع Su-24MR من ليبيا
لكن يبدو هذا الامر غير صحيح بشهاده طياري سلاح الجو السوري والقائد السابق لقاعده T4 الجويه
وبالتالي فأن اسطول مقاتلات سوريا من نوع Su-24 يبلغ 20 مقاتله
وقد تم تحديث 19 مقاتله منها من النسخه MK الى النسخه M2 الاحدث في مصنع 514 ARZ لتصليح الطائرات في روسيا في لبفتره من 2010-2013 وقد عادت جميع المقاتلات المحدثه الى سوريا بهدوء وبسريه
وقد اشتمل تحديث هذه المقاتلات على تزويدها بانظمه احدث للتهديف والملاحه وانظمه احدث للسيطره على النيران
كما ان التحديث ادى الى قدره النسخه الجديده على حمل ذخائر احدث مثل KAB-500 و KAB-1500 و Kh-31A و Kh-31P و Kh-59 و R-73
تضاف الى قنابل FAB و OFAB و RBK و الصواريخ الموجهه Kh-25 , Kh-28 , Kh-29L , Kh-29T , Kh-58
بالاضافه الى صواريخ جو-ارض نوع S-24 و S-25 وصواريخ جو-جو نوع R-60 التي تحملها اصلا
وقد قام سلاح الجو السوري باستعمال الذخائر الجديده على ال Su-24M2 باستثناء صواريخ R-73 والتي خصصت على مايبدو لمقاتلات Mig-29SM
يتبع .......