تجري اليوم الاثنين في تركيا جلسة لمجلس الأمن القومي التركي، تُبحث فيها مسألة التدخل العسكري في سوريا، كما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وسط أنباء عن احتشاد آلاف الجنود الأتراك على الحدود مع سوريا لمنع قيان كيان سياسي كردي مستقل في حدودها الجنوبية.
حيث كان جاويش أوغلو قد أكد أمس الأحد خلال زيارته لولاية أوردو في البحر الأسود، ردّا على ما نقلته صحيفة "يني شفق" التركية عن مخطط لعملية عسكرية للجيش التركي داخل الأراضي السورية، مؤكدة أنها تهدف لإقامة منطقة حدودية آمنة شمالي سوريا بعمق 35 كم وطول 110كم، مشيرة إلى أن محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي لإنشاء دولة كردية شمالي سوريا وتوجيه ضربات عسكرية لتنظيم داعش وتحويله إلى أهداف استراتيجية، مما دفع الحكومة التركية إلى توخي الحذر والاستعداد لإنشاء ممر آمن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد تعهد بعدم السماح بقيام دولة كردية أول أمس الجمعة "لن نسمح إطلاقاً ببناء دولة في حدودنا الجنوبية (شمال سوريا) مهما كان الثمن. ولن نتغاضى عن عملية تغيير التركيبة السكانية في المنطقة" في إشارة للادعاءات التركية بأن الأكراد طردوا العرب من مدن سيطروا عليها مؤخرا.
وسربت العديد من الصحف التركية في سياق الحديث تسجيلات وتفاصيل سجالات ونقاشات بين مسؤولين عسكريين والحكومة التركية، حيث سربت إحدى الصحف تفاصيل سجال بين قائد الأركان التركي الجنرال نجدت أوزال ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 حزيران/ يونيو الجاري. رفض خلالها رئيس الأركان هذا التدخل العسكري.
وطلب رئيس الأركان تعليمات خطية واضحة في هذا الشأن، محذرا من حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش السوري.
وأوردت صحيفة "حرييت" التركية أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سوريا. وذلك في أعقاب خشية الحكومة التركية من إقامة دولة كردية مستقلة في شمال سوريا، في المناطق التي سيطر عليها مقاتلوا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يشكل ممثلا سياسيا للأكراد البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين في سوريا. في حين تخشى تركيا من أن يؤدي ذلك الى إنعاش مطالب الأكراد في تركيا والبالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة بالاستقلالية.
ولكن من جانب آخر يقول محللون إن هذه التصريحات ليست الا محاولة من إردوغان لدفع المحادثات لتشكيل ائتلاف حكومي بعد خسارته الانتخابات البرلمانية، فيما اعتبر آخرون أنه تمهيد لإجراء انتخابات مبكرة.