العلاقات السعودية الفرنسية تعيش شهر عسل مثمر
تعتبر الزيارة التي يقوم بها إلى باريس ولي لي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز السعود حدثا هاما في مسار العلاقات الفرنسية السعودية ...فاللجنة المشتركة التي سيترأسها صحبة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ستكون مناسبة لمناقشة أوجه التعاون الاقتصادي و الأمني الذي سنه البلدان خلال الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس فرانسوا هولاند إلى الرياض عندما حل ضيفا استثنائيا على قمة مجلس التعاون الخليجي ...
وزيرا لخارجية الفرنسي كان أكد في تصريحات صحافية ان حجم التعاون بين البلدين يمكن ان يطال عشرين مشروعا ضخما بقيمة قد تصل الى عشرات المليارات من الدولارات...وتطال عدة مجالات حساسة مثل المجال العسكري و الطاقة النووية الشمسية و الصحة و النقل . جاء هذا الإعلان في سياق الاختراقات التي حققتها طائرة الرافال العسكري الفرنسية و مروحيات كركال التي استطاعت أن تستهوي دولا نافذة اقتصاديا مثل الكويت قطر و الإمارات العربية السعودية و سياسيا مثل مصر ... بالإضافة إلى الاتفاق السياسي الأمني وقعته باريس مع الرياض يتم بموجبه تسليح الجيش اللبناني بقيمة ثلاث مليارات دولار.
و تنوي القيادة الفرنسية إعطاء علاقاتها مع العربية السعودية زخما غير مسبوق تحت عنوان الشراكة الإستراتيجية مع دول الخليج ...و جاء هذا التقارب السياسي بين فرنسا و السعودية على خلفية تبني مواقف مشتركة بين البلدين اتجاه ابرز الأزمات التي تلهب المنطقة بالإضافة إلى أن الفرنسيين استغلوا مرحلة التوتر البارد الذي طبع العلاقات الأمريكية السعودية في عهد الرئيس الديمقراطي براك اوباما الذي جعل من عدم نشر قوات أمريكية في المنطقة و اللجوء إلى منطق التدخل العسكري عقيدة أمنية لإدارته حتى تحت التهديدات التي أصبحت منظمة إرهابية مثل داعش تلقي بظلالها القاتمة على المنطقة
فلباريس و الرياض مقاربة واحدة حول كيفية حل الأزمة السورية...حيث شجع البلدان الحل العسكري لإطاحة بنظام بشار الأسد كاد أن يحصل لولا التراجع الأمريكي في آخر لحظة وخيار الحل السياسي في سوريا الذي فضله باراك اوباما .. أما بخصوص إيران فقد أثارت انتباه الرياض الموافق الحازمة التي تبنتها باريس اتجاه الملف النووي الإيراني ...السعودية تعتبر ايران منافسها التاريخي و الحيوي في المنطقة في إطار الصراع الذي أصبح اليوم أسطوريا بيت الشيعة و السنة ...الفرنسيون تقمصوا دور الصقور في هذا الملف في الوقت الذي كانت الإدارة الأمريكية مضغوطة بأجندة الديمقراطيين الداخلي تهرول نحو التوقيع على التفاهم حول النووي الإيراني.. و عندما قررت السعودية قصف الحوثيين في اليمين في محاولة لإعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصورهادي تلقت دعما عفويا من باريس رسخ مبدأ التقارب بين البلدين..
و بالرغم من أن معظم المراقبين يصفقون لهذه الشراكة الإستراتيجية إلي تسنها باريس مع الرياض إلا أن هناك من يتخوف من انعكاسات هذا التقارب على مواقف باريس اتجاه وضعية حقوق الإنسان في المملكة و تضييق هامش تعبيرها و لعل ابرز مثال جسد هذا التخوف هو مصير المدون السعودي رائف بدوي الذي تعتبره منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان كأيقونة لهده المعركة ..باريس كانت اكتفت بالتعبير عن قلقلها مطالبة السلطات السعودية بمبادرة رحيمة.