- إنظباطي كتب:
قدمنا للعراق وشعبه الكثير وان كانوا يستحقون اكثر .. ولولا غلطة المرحوم بحول الله صدام بأحتلال الكويت لكانت الامور على احسن مايرام
علاقتنا مع العراق كانت من اميز العلاقات ودعمنا للعراق كان غير مسبوق وحتى عندما انتهت حربنا من العراق لم نسعى للانتقام ورفضنا الغزو الامريكي وطردنا قواعدهم
لكن ان تأتي حكومة عراقية جديدة تعمل بمبدأ طائفي وتريدني ادعمها ! وفق اي منطق ؟
اسئل الاخ مي 17 لو اردت.
العلاقه بين العراق والسعوديه كانت متأرجحه على مر التاريخ
وللفائده سأدرجها كنقاط للقارئين :
1- الفتره الاولى 1921-1958 : انذاك كان يحكم العراق نظام ملكي هاشمي موالي للغرب
واتسمت العلاقات بين العراق والسعوديه في تلك الفتره بالفتور في بادئ الامر
حيث كان الهاشميين قد طردوا من مكه المكرمه والطائف على يد السعوديين
وتم نفي الشريف الحسين " وهو كبير اسره الهاشميين وشريف مكه " خارج الجزيره العربيه الى ان توفي
الا ان العلاقه بين العراق والسعوديه تحسنت تماما بعد ان قامت الثوره المصريه عام 1952
حيث بدأت مصر " الناصريه " بمحاوله نشر الافكار الاشتراكيه والقوميه , وهذه الافكار لم تناسب الدول العربيه المحافظه " مثل العراق والسعوديه والاردن "
لذلك تقارب العراق والسعوديه منذ العام 1952-1958
2- الفتره الثانيه : 1958-1963 : وتمثل هذه الفتره سقوط النظام الملكي واقامه النظام الجمهوري برئاسه عبد الكريم قاسم
ونظام الحكم الجديد في العراق كان يصف نفسه بانه تقدمي , ومال كثيرا الى الشيوعيه
انذاك فترت العلاقه بين العراق والسعوديه وخاصه بعد مطالبه العراق العلنيه بضم الكويت عام 1961
3- الفتره الثالثه : 1963-1968 : وتمثل هذه الفتره سقوط نظام عبد الكريم قاسم واستلام الاخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف
واتمر الفتور في العلاقه بين العراق والسعوديه معظم هذه الفتره بسبب تقارب العراق مع مصر "الناصريه "
وان كان الفتور اقل من الفتره السابقه بسبب نبذ نظام عارف للشيوعيه وبعض الاحزاب القوميه " كحزب البعث "
4- الفتره الرابعه 1968-1979 : وتمثل الفتره الاولى لتسلم حزب البعث للسلطه في العراق برئاسه احمد حسن البكر
واستمر الفتور في العلاقه بسبب استمرار نفس طبيعه النظام في العراق " نظام اشتراكي قومي ذي علاقه قويه مع السوفييت "
وهذا لم يناسب الدول المحافظه كالسعوديه والاردن
5- الفتره الخامسه : 1979 - 1990 : شهدت هذه الفتره وصول صدام حسين الى سده الحكم بالعراق وتنتهي هذه الفتره بغزو العراق للكويت
وتمثل هذه الفتره العصر الذهبي في العلاقات العراقيه -االسعوديه
وكان الدعم السعودي كبيرا وقويا ومشهودا للعراق من ناحيه التمويل وتسهيل علاقات العراق مع الدول الغربيه " دعم سياسي " اثناء حرب الخليج الاولى
بل ووصل الامر الى علاقه صداقه شخصيه بين الرئيس صدام حسين والملك فهد بن عبد العزيز
وكمثال على قوه العلاقه الشخصيه بين الزعيمين العربيين بان كان موقف السعوديه مقاربا لموقف العراق في الازمه السياسيه العراقيه-الكويتيه قبل غزو الكويت
ففي الاجتماع المشهور والذي عقد في جده بين نائب رئيس مجلس قياده الثوره عزت الدوري وولي عهد الكويت سعد السالم الصباح , حيث احتدم الجدال بين الوفدين حول كميه المال الذي يطالب العراق الكويت به
حيث طلب العراق 10 مليار دولار ووافقت الكويت على دفع 9 مليار, فتعهد الملك فهد بدفع المليار العاشر من اجل فك هذه العقده
لكن يبدو ان المشكله لم تتعلق فقط بالمال
فكان غزو العراق للكويت في 2 اغسطس 1990 مفاجاه صاعقه على الملك فهد
وحسب المراجع الامريكيه فقد كان الملك فهد من اكبر المترردين باستدعاء القوات الامريكيه للسعوديه بعد غزو العراق للكويت ولم يغير رأيه الا بعد ضغوط من المحيطين بالملك فهد اضافه الى الضغوط الامريكيه وعدم المرونه العراقيه
دخول العراق للكويت كان بدايه قطيعه مع السعوديه استمرت الى قمه بيروت عام 2002
6- الفتره السادسه : 1991-2003 : وهي فتره حرب عاصفة الصحراء على العراق وفتره العقوبات الدوليه
انذاك كانت العلاقه بين العراق والسعوديه هي علاقه اعداء " للاسف "
لكن تدريجيا بدأت الحراره تعود " وان على خجل " وتوجت هذه العلاقه بالمصالحه التاريخيه بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعزت ابراهيم الدوري " كممثل لصدام حسين "
ورفضت السعوديه توفير قواعد للقوات الامريكيه الغازيه
7- الفتره السابعه : 2003-2015 : وتمثل الفتره من غزو العراق الى حد الان
تارجحت العلاقه ايضا , فقد كانت العلاقه جيده بين السعوديه وحكومه اياد علاوي عام 2004-2005
وتوسطت السعوديه بين الفرقاء العراقيين لتوقيع وثيقه تحريم الدم العراقي في اتفاق مكه
لكن ابتداءا من حكومه ابراهيم الجعفري 2005-2006 مرورا بحكومتي المالكي 2006-2014 كانت العلاقه سيئه بين العراق والسعوديه
فالحكومات العراقيه بعد حكومه اياد علاوي انتهجت سلوكا متقاربا مع ايران وعدائيا مع السعوديه ودول عربيه اخرى على اسس سياسيه وطائفيه
اما حكومه العبادي 2014-الان فلازال الامر يسير ببطئ ونحن بانتظار افتتاح سفاره للسعوديه في بغداد , لكن تقلبات الوضع في المنطقه قد يعيق هذا الامر
تحياتي