طوّرت الأردن والولايات المتحدة الأميركية علاقتهما الاستراتيجية على مدى عقود؛ وكانت الأردن شاركت مؤخراً بشكل فعّال في عملية "العزم المتأصل" (Operation Inherent Resolve) ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقبل هذه العملية العسكرية، تعاون البلدان في المجالات العسكرية والاستخباراتية، بالإضافة إلى قيامهما بتمارين وعمليات ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل روتيني. تجدر الإشارة إلى أن إدارة أوباما والحكومة الأردنية وقّعتا في شباط/فبراير الماضي على مذكرة تفاهم غير ملزمة تمتدّ على ثلاثة سنوات وتنص على التزام الولايات المتحدة بتزويد المملكة الأردنية بمليار دولار سنوياً من إجمالي المساعدات الخارجية وهي رهن موافقة الكونغرس الأميركي للسنة المالية 2015-]2017. وستساهم هذه المبيعات العسكرية الأجنبية والهبات في زيادة القدرات العسكرية الأردنية.
يشار إلى أن هناك عدد من عقود المبيعات العسكرية الأجنبية الأردنية-الأميركية التي يتم العمل على استكمالها حالياً. من جهة أولى، حصلت شركة هيلفاير سيستمز (Hellfire Systems) في أورلاندو على عقد تعديل لعقد تصنيع وتسليم صواريخ هيلفاير 2 (Hellfire II) للأردن. تجدر الإشارة إلى أن هذا العقد يشمل عدد من الدول الأخرى. وبموجب العقد، ستحصل الأردن والدول الأخرى على 2109 صاروخ Hellfire. يشمل عقد صواريخ Hellfire II عدد من الدول الشرق-أوسطية بما في ذلك العراق وقطر والمملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن ينتهي العمل عليه بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
وقالت ميشال فولر، من مكتب الشؤون العامة لقيادة المساعدات الأمنية لدى الجيش الأميركي، إنها لا تستطيع تأكيد عدد صواريخ Hellfire II التي ستحصل عليها الأردن من أصل 2109 صاروخ. وأضافت المختصة بالشؤون العامة أنها لا يمكنها التعليق على الجدول الزمني لتسليم الصواريخ إلى الأردن.
ستساهم صواريخ Hellfire II الموجهة بالليزر في زيادة قدرات الأردن في المهام أرض-جو، كما ستوفّر للطائرات المروحية للمملكة قدرات إضافية لإصابة الأهداف غير التقليدية والثقيلة وذات الدروع المتطورة.
وتعتبر شركة Lockheed Martin المقاول الرئيس لأنظمة Hellfire. وفي هذا الإطار، قالت إيمي كوشروم، وهي عضو في فريق الإتصالات في قسم الصواريخ والتحكم بالنيران لدى الشركة، أنها لا تستطيع الإفادة بالمزيد من المعلومات نظراً لوجود معلومات مصنفة.
ومن العقود الأخرى المندرجة ضمن صفقات المبيعات العسكرية الأجنبية والتي تحمل رمز W31P4Q-14-C-0127، حصلت الأردن على صفقة صواريخ جافلين، وهي الدولة الوحيدة التي حصلت على هذه الصواريخ ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المتوقّع أن يتم تسليم هذه الصواريخ لكل العملاء بحلول شباط/فبراير 2016.
وأشار متحدث باسم هيئة الأركان في وزارة الدفاع، في 28 نيسان/أبريل، إلى أنه بالرغم أن هذا العقد هو "عالي الوضوح"، لكنّه رفض إعطاء معلومات دقيقة عن عدد الصواريخ التي ستستلمها الأردن أو تاريخ تسليمها.
وقد تم استخدام صواريخ جافلين من قبل القوات المسلحة الأميركية وحلفائها في حروبٍ بريّة في العراق وأفغانستان، لهزيمة الأهداف المدرعة، المخابئ والأهداف التي يصعب الوصول إليها في المناطق المدنية، مع التقليل من الأضرار الجانبية للقوات الصديقة والمدنيين.
وفي ما يخصّ قطاع المركبات العسكرية، حصلت الأردن على عقدٍ لبيعها 12 مركبة تكتيكية متوسطة (FMTV) من إنتاج شركة أوشكوش ((Oshkosh، والتي من المتوقع أن تستلمها بحلول تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ورفضت Oshkosh أن تعلّق على موضوع الجدول الزمني لإنتاج هذه المركبات والمسائل ذات الصلة، وقد تمّ الإتصال بسفارة الأردن في واشنطن في 5 أيار/مايو لمعرفة المزيد من التفاصيل، غير أنه لم يتم الحصول على أيه معلومة.
وفي الإطار نفسه، قدّم متحدث باسم الشركة لمحة عن القدرات التي سيوفّرها برنامج FMTV للأردن، بخاصةٍ في ما يتعلق بالقدرات التكتيكية والقتالية، وعمليات الإغاثة، ومهمات وحدة الإمداد، وقال: " من ميزات هذه المركبات أنها مزودة بتقنيات حماية متقدمة، وذلك لتوفير القدرة والتنقل والحماية أثناء القيام بعمليات نقل الجنود أوالإمدادت، أو صيانة المركبات والأسلحة".
وأضاف: " إن مركبات FMTV هي عبارة عن 17 نموذجاً و 23 تشكيلاً يتحملان حمولة تتراوح بين 2.5 طن و10 طن، كما وأنها تتمتع بالأجزاء نفسها، الأمر الذي بسط عمليات الصيانة، والتدريب، والكفاءة وقلّص من التكلفة الإجمالية".