أنشئت قاعدة حامات الجوية منذ نحو أربع سنوات (25/11/2010). اليوم، وفي نظرة سريعة إلى ما تحقق فيها، يبدو واجبًا أداء التحية لجهود بذلت وأثمرت. فالقاعدة أصبحت «احتياط تدخّل سريع»، جاهز لأداء أي مهمة طارئة إلى المهمات العادية والروتينية.
في هذا الإطار، نشرت مجلة الجيش اللبناني مقابلة أجرتها الزميلة جان دارك ابي ياغي مع قائد قاعدة حامات الجوية العميد الركن الطيار زياد هيكل، ليضعنا في صورة أهمية قاعدة حامات الجوية.
• ما هي أبرز المهمات التي تنفّذونها؟
- تنفّذ قاعدة حامات الجوية المهمات التي تكلّفها بها قيادة القوات الجوية بناء لأوامر قيادة الجيش. وتنقسم هذه المهمات إلى نوعين: أرضية وجوية.
من المهمات الجوية عمليات البحث والإنقاذ خصوصًا فوق البحر (search and rescue)، ونقل الشخصيات الرسمية (VIP transport)، بالإضافة إلى نقل العناصر، فنظرًا الى قدرتها على استيعاب حمولة كبيرة، تستطيع الطوافة نقل حوالى 20 عنصرًا (troops insertion).
ويضيف: استطاعت القاعدة وبجهود عسكرييها تجهيز الطوافات المتوافرة لديها بأسلحة مناسبة، كانت على متن طوافات «الهانتر» القديمة التي لم تعد في الخدمة. وبذلك باتت قادرة على دعم المهمات الجوية القريبة للقوات الصديقة. فهذه الطوافات تستوعب اليوم عشرات الصواريخ إلى مدافع 30 ملم وتستطيع رمي قنابل (زنة الواحدة منها بين 250 و400 كلغ) ومذنبات( 68 ملم). وأشار قائد القاعدة إلى أن هذه الطوافات هي هبة قدمتها دولة الإمارات في العام 2010، موضحًا أن التعديلات التي أجريت عليها تشكل إنجازًا نوعيًا، وهذا ما عبّر عنه قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما زار القاعدة وحضر مناورة حية للطوافات في حلّتها الجديدة. شاركت هذه الطوافات في المعارك التي خاضها الجيش ضدّ الإرهابيين وأثبتت فعاليتها، ما حدا بالعماد قهوجي إلى تهنئة العسكريين على أدائهم، وذلك خلال جولته التي شملت القواعد الجوية في كل من حامات ورياق والقليعات.
إلى هذه المهمات، فإن الطوافات مجهزة لعمليات إنزال الحبل السريع (rappel)، ولتمارين عناصر أفواج القوات الخاصة.
أما المهمات الأرضية فتشمل تدريب عناصر من مختلف الوحدات على مشبه الرمي والإنتشار العملاني وعمليات حفظ الأمن في محيط القاعدة، وفي أثناء الانتخابات النيابية.
• تحتاج القواعد الجوية إلى تجهيزات خاصة، هل تتوافر لديكم هذه التجهيزات؟
- تتوافر في القاعدة التجهيزات المطارية التي تتيح لها تأمين المراقبة والرصد الجوي والإتصالات، بالإضافة إلى مؤشر إنارة للطائرات (rotating beacon)، ومخزن ذخيرة طيران وتجهيزات أخرى مثل مشبه رمي، ومشغل آليات وسوى ذلك...
وأضاف: يتمركز في القاعدة السرب التاسع، وتعتبر مشاركة الطوافات في المعارك من القدرات الجديدة في الجيش والتي توافرت بفضل المجهود الذي بذل في هذا المجال. فالقاعدة تؤمّن تدريب الطيارين والفنيين على استعمال السلاح وأعمال الصيانة، بقدراتها الذاتية.
عمليًا تعتبر القاعدة قوة احتياط للتدخل السريع، وفي جرود عرسال أثبتت طوافاتها كفاءة عالية في استعمال الأسلحة الثقيلة بكثافة نيران كبيرة. باختصار، نحن بتصرف القيادة مباشرة، ونحن أول من يتدخل لمصلحة وحدات الجيش المنتشرة وعند كل طارئ.
• ما كانت أهمية هذه الطوافات في المعارك الأخيرة التي خاضها الجيش؟
- لقد برهنت الوقائع خلال معارك عرسال وطرابلس ورأس بعلبك أهمية دور هذه الطوافات، في الحسم لمصلحة الجيش، إلى جانب القوى التي تمسك بالأرض. وقد كان للغارات التي شنّتها على مواقع المسلحين أثر كبير في مجريات المعارك، وهذا ما نوّه به العماد قائد الجيش.
• هل من خطوات مستقبلية لتطوير القاعدة؟
- بحسب الخطة التي وضعتها قيادة القوات الجوية، سوف تستقبل قاعدة حامات خلال السنوات الثلاث المقبلة، ست طائرات حربية من نوع super tucano، سبع طوافات مسلحة نوع cougar، في إطار الهبة السعودية-الفرنسية للجيش اللبناني. من هنا تمّ وضع خطة لتجهيز المطار وتطويره وفق دراسة أعدتها مديرية الهندسة حول المنشآت الضروية (إنشاء هنغارين كبيرين لاستيعاب الطائرات الجديدة، محطة وقود، محطة إطفاء، مخازن ذخيرة، تأهيل المدرج وإنارته وتزفيته، إنشاء سور لعزل القاعدة عن محيطها وتأمين حمايتها، تحوير الطريق الممتد من بلدة حامات إلى بلدة وجه الحجر بحيث لا يتقاطع مع المدرج).
في مجال آخر أشار العميد الركن هيكل إلى أن القاعدة تستقبل على مدرجها طائرات عسكرية أميركية موضوعة في تصرّف عناصر السرية المتمركزة في مدرسة القوات الخاصة، إضافة الى المعدات التي تنقلها للجيش (استقبلت في العام الماضي 59 طائرة)، وطوافات السرب الملكي البريطاني في قبرص التي تتولى تدريب الضباط والفنيين على عمليات البحث والإنقاذ، فالبريطانيون يتمتعون بخبرة عالية في هذا المجال. وفي إطار التعاون القائم بيننا وبينهم، شارك ضباط القاعدة في إلقاء عدة محاضرات في قبرص وفي تمارين بحث وإنقاذ.
كذلك أشار إلى أن القاعدة نفّذت خلال الأربع سنوات الماضية أكثر من 2000 ساعة طيران، هذا العدد قابل للتصاعد تدريجًا في المستقبل، وهو دليل على الخبرة التي يكتسبها الطيارون وعلى جهوزية الطوافات فنيًا، والتي تخطت الـ75%، خصوصًا في مرحلة المعارك الأخيرة.
• هل يتابع الطيارون دورات في الخارج؟
- بعد أن يتلقى الطيارون التدريب اللازم في مدرسة رياق الجوية حيث يتخرجون، يتابع البعض منهم دورات في الخارج خصوصًا في أميركا وفرنسا وفي الدول العربية، لاكتساب المزيد من الخبرة في هذا المجال. ومن المرتقب زيادة عدد الطيارين تماشيًا مع عدد الطائرات والطوافات التي سنحصل عليها.
• هل تخضع الطوافات لصيانة دورية؟
- إن الجناح الفني، المكوّن من ضباط ومهندسين ورتباء وأفراد اختصاصيين، مسؤول عن ديمومة جهوزية الطوافات، وهو يقوم بأعمال فنية عديدة ومميزة مثل: الكشف اليومي ما قبل الطيران (PMD)، كشف ما بعد الطيران (AF)، كشف السبعة أيام (7 days inspection)، إلى الكشوفات الدورية بالساعات والأشهر والسنين. طبعًا لكل عمل فني اختصاصيوه وعدته وعتاده، والجميع يؤمنون المطلوب بدقة، فخلال 2000 ساعة طيران لم يسجل أي حادث يذكر.
في ختام اللقاء، أشار قائد القاعدة إلى أن التحديات على صعيد تأهيل القاعدة كبيرة و«نحن بحاجة إلى منشآت جديدة كي يكون عندنا مطار مثالي على غرار بقية المطارات».