التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري ، والوفد المرافق له، وزير الدفاع الفرنسىJean-Yves Le Drian ، فى ثانى أيام زيارته الرسمية لفرنسا.
وفى بداية الاجتماع أشاد رئيس الوزراء بالتطور الذى تشهده العلاقات العسكرية بين البلدين، والذى توج بالتوقيع على صفقة الطائرات الفرنسية "رافال" إلى مصر فى 16 فبراير 2015، معربًا عن تطلعه لاستمرار الدعم العسكرى والفنى الفرنسى لمصر فى حربها ضد الإرهاب.
وأحاط رئيس الوزراء المصري وزير الدفاع الفرنسى بجهود مكافحة الإرهاب فى مصر، حيث أشار إلى أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم كله، وحققت نجاحات فى هذا الإطار، كما تمت الموافقة على إنشاء القوة العربية المشتركة، لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجه الأمن القومى العربى فى المرحلة الحالية، وهى تحديات تتعلق باستعادة دور الدولة فى المنطقة للحيلولة دون توسع الصراعات والنزاعات الطائفية، والتى ضاعفت التحدى الذى يمثله خطر الإرهاب، حيث استدعى الأمر اعتماد إجراءات وتدابير فاعلة للتصدى لهذه الظاهرة وتجفيف منابِعها.
وأكد المهندس إبراهيم محلب أهمية ألا تقتصر مجابهتنا لهذه الآفة المدمرة على البعدين الأمنى والعسكرى، حيث يتطلب الأمر تبنى استراتيجية أوسع تراعى جميع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتداخلة، مشيرًا فى هذا السياق إلى استعداد مصر للتعاون مع فرنسا لمكافحة ظاهرة تجنيد الشباب من جانب الجماعات المتطرفة على نحو ما طرحه فضيلة المفتى خلال زيارته الأخيرة لفرنسا.
وقال رئيس الوزراء المصري : يعد الإرهاب والتطرف من أبرز التحديات التى تواجه استقرار البلاد، والإرهاب آفة تواجه العالم دون تفرقة، كما أنه لا يرتبط بديانة محددة، مشددًا على أن الإسلام برىء من محاولات البعض إلصاق تهمة الإرهاب به، فالدين الإسلامى هو دين التسامح، والمتطرفون والإرهابيون التابعون لمنظمات إرهابية يلصقون أنفسهم بالإسلام، وهم لا يمثلون الإسلام، ولدى أعضاء تلك المنظمات اعتقادات مغلوطة عن الإسلام الصحيح والمعتدل. وأشار إلى أن أغلب المتطرفين هم نتاج أوضاع اقتصادية متردية، وتفسيرات مغلوطة للإسلام، هذا وتلعب المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، دورا مهما فى توضيح صورة الإسلام الصحيح، كما تعمل فى الوقت نفسه على تطوير الخطاب الدينى.
من جانبه، أعرب وزير الدفاع الفرنسى عن امتنانه لتشرفه بلقاء الرئيس السيسى، خلال زيارته السابقة لفرنسا، واليوم يحظى بلقاء رئيس الوزراء المصرى، وهو ما يؤكد على علاقات الشراكة القوية بين البلدين، والتى تجسدت فى التوقيع مؤخرا على عقد الطائرات الفرنسية لمصر، وهو ما يبشر بفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائى العسكرى طويل المدى.
وأكد التزامهم بتسليم الفرقاطة الفرنسية فى توقيتها المحدد، يوليو المقبل، والتى ستكون ضمن الأسطول المشارك فى افتتاح قناة السويس الجديدة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تدريب البحارة المصريين، الذين سيعملون على تلك الفرقاطة. وأشار وزير الدفاع الفرنسى إلى استعدادهم للتعاون مع ورش البحرية المصرية بالإسكندرية، التابعة لوزارة الدفاع فى مجال بناء وصيانة السفن، وتدريب الأطقم البحرية العاملة عليها، مشددا شدد على التزامهم بمواعيد تسليم طائرات الرافال لمصر، وان توقيع عقدين جديدين لن يؤثر على هذا الالتزام.
وتم خلال اللقاء تبادل الآراء حول عدد من الملفات والقضايا الاقليمية، منها مكافحة الارهاب، والاوضاع فى كل من ليبيا، وسوريا، وفلسطين.