مع الذكرى الـ67 لإقامة دولة إسرائيل فى 14 مايو 1948، أصدر معهد أبحاث الأمن القومى ((inss دراسة بحثية عن قوة إسرائيل العسكرية بين دول المنطقة وحملت الدراسة عنوان "ثمن أمن دولة إسرائيل".
وبدأت الدراسة بتعريف الوزارة المسئولة عن تمويل أمن إسرائيل، حيث إن وزارة المالية هى التى تعتمد ميزانية وزارة الدفاع فى إسرائيل بعد موافقة الحكومة عليها، ويتم إصدار بيانات رسمية عن حجم الإنفاقات على وزارة الدفاع، لكى يتعرف عليها المواطنون فى إسرائيل.
وأوضحت الدراسة أن ميزانية وزارة الدفاع فى تنامٍ مستمر سنويا من أجل شراء أسلحة أو إجراء مناورات عسكرية أو إقامة مناطق أمنية مثل الجدار الإلكترونى على الحدود المصرية، والذى تم الانتهاء منه فى عام 2013، بهدف منع التسلل إلى إسرائيل من مصر.
وأشارت الدراسة إلى أن ميزانية وزارة الدفاع فى عام 2014 بلغت 64 مليار شيكل أى ما يعادل 17 مليار دولار، بينما فى عام 2013 كانت ميزانية وزارة الدفاع 53 مليار شكيل، مشيرا إلى أنه يخدم فى الجيش الإسرائيلى 600 ألف جندى منهم 400 ألف جندى فى الاحتياطى، مضيفة أن الجيش الإسرائيلى من أحد أكبر قوات الاحتياط فى الشرق الأوسط.
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن تقسيم القوى التى تعادى إسرائيل إلى قسمين :
الأولى قوى تمثل تهديدًا مباشرًا على أمن دولة إسرائيل، مثل إيران وحزب الله وحركة حماس والجهاد والمنظمات التى تستند إلى أفكار إسلامية متطرفة.
وبالنسبة للقوى التى تعادى إسرائيل بصورة غير مباشرة فيتمثل ذلك فى الجيش السورى واللبنانى، وبالنسبة للجيش المصرى والأردنى فعلى الرغم من إبرام الدولتين اتفاقية سلام مع إسرائيل إلا أن هذا السلام لم يمنعهما من التسليح لمواجهة إسرائيل مستقبلا، ولا يتجاهل الجيش الإسرائيلى قدرات هذين الجيشين العسكرية.
وأكدت الدراسة أن الجيش الإسرائيلى يرفع شعار " عدم اليقين الأمنى" أى أنه فى أى وقت يكون مستعدا لخوض حرب نظامية مع أى جيش فى المنطقة، وهذا الشعار يأتى ضمن التغيرات الاستراتيجية، التى قد تؤدى إلى اندلاع حرب فى أى وقت.
وأكدت الدراسة أن الجيش الإسرائيلى يخوض ماراثون تسليحى مع الجيش المصرى رغم معاهدة السلام فى فترة السبعينيات ويستمر هذا المارثون حتى الآن، وبلغ ذروة الماراثون فى بداية هذه الألفية.
وأوضحت الدراسة أن الدعم العسكرى الأمريكيى للجيش الإسرائيلى ضمن التميز العسكرى عن باقى الجيوش الاخرى، من حيث تطوير المنظومات الصاروخية مثل منظومة "القبة الفولاذية "، حيث كان التمويل أمريكى خالص. وأوضحت الدراسة أن تمويل الولايات المتحدة الأمريكية لطائرات " إف- 35 " المتطورة كان الضامن الآخر لتفوق الجيش الإسرائيلى عن جيوش المنطقة، حيث ستتسلم إسرائيل 10 طائرات من هذه الطراز ابتداء من نهاية العام المقبل.
وأوضحت الدراسة أن الجيش الإسرائيلى لا يعتمد بشكل أساسى فى تأسيس الجيش على العنصر البشرى فقط، بل أيضا على التقنيات الحديثة فى الأسلحة المختلفة بحكم الطابع الجغرافى للدولة، ليضمن التفوق العسكرى عن باقى جيوش المنطقة، ومن أجل ضمان سلامة الجنود خلال الحرب.
وأكدت الدراسة أن استراتيجية الجيش الإسرائيلى فى الهجوم حيث كان الجيش الإسرائيلى يعتمد على إدخال قوات برية إلى الأراضى، وهو ما اتضح فى حرب 5 يونيو 1967، كذلك حرب لبنان 1982 وفى حرب لبنان الثانية، بينما تغير هذا المفهوم فى الوقت الراهن حيث يعتمد الجيش على ضرب الأهداف الحيوية من خلال المقاتلات أولا، وتطهير المناطق ثم السيطرة على الأرض بعد ذلك من خلال قوات برية مدربة تتمكن السيطرة على الأرض دون عناء القتال.
وأكدت الدراسة أن الحرب المستقبلية للجيش الإسرائيلى تعتمد فى المقام الأول على الحفاظ على القوة البشرية للجنود مقارنة بالمعدات المستخدمة أى أن الجيش الإسرائيلى لن يقوم بعمليات إدخال إو إنزال جنود فى حالة وجود مواجهة مباشرة مع الجيوش الأخرى.