تسبب نقص قطع الغيار لصيانه الاسلحه الليبيه المعقده الى عدد من التحويرات المثيره للاهتمام في بعض مهام هذه الاسلحه
وقد لجا الطرفان المتحاربان في ليبيا وهما الجيش الوطني الليبي ومليشيات فجر ليبيا للقيام بهذه التحويرات ضمن صراعهما للسيطره على الوضع في هذا البلد
سنناقش في هذا الموضوع واحده من التحويرات الهامه :
تسيطر مليشيات فجر ليبيا على العاصمه الليبيه طرابلس وبعض المدن الكبيره مثل مصراته وقد ورثت هذه المليشيات اعداد كبيره من صواريخ ارض-جو في المناطق التي تسيطر عليها في غرب ليبيا
ولكون طبيعه الصراع في ليبيا حاليا لايجعل الدفاع الجوي كاولويه
وهذا الامر جعل مليشيات فجر ليبيا لدراسه امكانيه تحويل هذه الصواريخ " ارض-جو " الى صواريخ " ارض-ارض " مستندين على خبرتهم السابقه في تحويل صواريخ Kh-29 جو-ارض والمخصصه لكي يتم حملها بواسطه مقاتلات Su-24 الى صواريخ ارض-ارض غير موجهه
وفي مفاجاه كبيره قامت مليشيات فجر ليبيا بتحويل لوائين منظومات S-125 للدفاع الجوي وبكامل صواريخها ومعداتها المصاحبه الى طرابلس في ديسمبر 2014 وفي مارس 2015
وانذاك لم يكن معروفا سبب هذا التحرك
الا ان صور ظهرت مؤخرا اثبتت ان مليشيات فجر ليبيا باتت تستخدم صواريخ S-125 كصواريخ ارض-ارض
واظهرت الصور ان مليشيات فجر ليبيا ابقت صواريخ S-125 على منصاتها المتحركه لكنها اجرت تحويرات في الصواريخ منها :
- ازاله الزعانف الاماميه للصاروخ لتوفير مسار مستقر للصاروخ اثناء عمله كصاروخ ارض-ارض
- اطاله انف الصاروخ مما يوحي باحتماليه زياده الوزن الحربي للصاروخ , حيث ان حجم الرأس الحربي الاصلي كافي لتدمير الاهداف الجويه الا انه ذو تأثير ضئيل على الاهداف الارضيه عند استعمال الصاروخ كصاروخ ارض-ارض
- الرأس الحربي الجديد قد يكون رأسا حربيا ذو قوه تفجيريه عاليه تقليديه Regular high explosive بدلا من الراس الحربي الاصلي الذي يحوي على متفجرات انشطاريه Fragmental
- تم استبدال فيوزات التفجير الاماميه Proximity Fuses بفيوزات ملائمه للاستعمال ضد الاهداف الارضيه
والصراحه فان قيام مليشيات فجر ليبيا بتحوير صواريخ ارض-جو لتعمل كصواريخ ارض-ارض هي ليست المره الاولى في التاريخ
فالعراق مثلا قام في العام 1988 بتحوير صواريخ S-125 الى صواريخ ارض-ارض وبمدي 200 كم عرفت بأسم صواريخ " البرق "
التحوير العراقي انذاك شمل ازالة الزعانف التي تعطي للصاروخ مرونه التحليق وازاله الفيوزات الراديويه في انف الصاروخ
كما قام العراق بازاله خاصية التدمير الذاتي للصاروخ
ولكن هذا التحوير على اي حال ليس سهلا ......
فالراس الحربي لصاروخ S-125 ملتحم ببدن الصاروخ وهيكله
وهذا ادى الا ان يكون العمل بطيئا كما احتاج التحوير الى تجارب عديده
والتجارب العراقيه اثبتت عمليا ان الصاروخ الجديد وصل الى 117 كم كأقصى مده لكن معدل الدقه CEP كان منخفضا ووصل الى كيلومترات كثيره بعيدا عن الهدف
كل هذه العراقيل ادت الى ايقاف المشروع العراقي للتحوير في العام 1990
ورغم كل ذلك فان مليشيات فجر ليبيا قامت بتحوير هذا الصاروخ حتى لو كان فاشلا مثل صاروخ البرق العراقي
وهذا سيؤدي الى صناعه صاروخ قصير المدى وعديم الدقه
ولكن وبسبب استمرار الحرب في ليبيا ولتوفر اعداد ضخمه من صواريخ S-125 فان عمليات التحوير هذه ستستمر بلا شك