تحليلات اوليه
أثارت أصوات الطيران الحربي في سماء لبنان أمس علامات استفهام عدة، خصوصاً انه لم يكن مقتصراً على البلدات الجنوبية كالعادة، بل تجاوزها هذه المرة الى الجبل مرورًا بالعاصمة بيروت وصولاً الى بعض المناطق الشمالية، الى ان استيقظ اللبنانيون على خبر يكشف السبب: إنه استهداف اسرائيلي لمواقع حزب الله في القلمون.
الخبر يتمّ تداوله عبر وسائل الاعلام من دون صدور أي بيان رسمي سواء من حزب الله او من اسرائيل يؤكد او ينفي ذلك. وفي تفاصيل ما يتداول فان الغارات التي شنت مساء الجمعة استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى، وسط مدينة القطيفة ومحيط مدينتي يبرود وقارة.
رسالة سياسية
ان "كانت هذه الضربة صحيحة فان اسرائيل من وقت الى آخر تطلق هكذا عمليات وتقف القصة عند هذا،"بحسب رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر الذي أضاف في اتصال مع "النهار" "هذه الضربة ليس لها تأثير انما هي رسالة سياسية، العملية العسكرية مستمرة في سوريا، اما عمليةالقلمون فمحضّر لها منذ فترة على ان تنطلق قبل اسبوعين لتحرير الزبداني، تأخرت ربما لأسباب لوجيستية او بسبب الاولويات، اذ ان الاولوية المطلقة الآن هي للعاصمة".
حلقة في سلسلة
ليست المرة الاولى التي تشن فيها الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات عدة على مواقع في سوريا منذ بداية الأزمة السورية، ففي 7 كانون الأول الماضي استهدفت اسرائيل منطقتين في الديماس وقرب مطار دمشق الدولي، كما استهدفت في 18 كانون الثاني الماضي موقعًا في محافظة القنيطرة حيث أسفرت الغارة عن مقتل ستة من عناصر حزب الله اللبناني، بينهم قياديون وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، لذلك اعتبر العميد والخبير العسكري والاستراتيجي نزار عبد القادر ان "لا شيء جديدًا، وان الغارة حلقة ضمن مسلسل الغارات الذي يستهدف مخازن صواريخ حزب الله، والتي أصبحتجزءًا من الاستراتيجية الاسرائيلية من اجل اصطياد مناطق تحزين الاسلحة او صواريخ الحزب"، وأضاف"الهدف من هذه الغارات وقف نقل شحنات الصواريخ لحزب الله او ضرب بعض مخابئ اسلحته ضمن الاراضي السورية وذلك لإضعاف قدراته العسكرية في حال اي مواجهة مقبلة معه".
سير العملية العسكرية
وعما اذا كان مثل هذه الغارات تؤثر على سير العمليات العسكرية على الارض شرح عبد القادر "هذه العملية ليس لها اي علاقة بالعمليات الجارية سواء من قبل حزب الله او النظام مع المعارضة، كما انها ليست في وارد منع حزب الله من التواجد في منطقة جغرافية معينة، لو كانت هذه الغارة في المنطقة القريبة من خط وقف النار في الجولان لكان يمكن قراءتها بطريقة اخرى".
هل هي اختبار؟
وعن كون الغارة بسبب خشية اسرائيل من امتلاك حزب الله سلاحًا يكسر تفوّقها اجاب جابر "لا شك في ان اسرائيل تتفوّق في السلاح الجوي لكن لدى حزب الله سلاح نوعي واسرائيل تعلم ذلك". واستطرد "ان فعلاًنفّذت اسرائيل غارة فإن حزب الله لم يطلق عليها صواريخ ارض جو، ربما لأنه لا يريد ان يكشف انه يمتلك مثل هذه الصواريخ، فقد تكون الغارة اختبارًا من اسرائيل لمعرفة ان كان الحزب سيرد بها".
ماذا عن الرد؟
لا يوجد معلومات عن الضحايا او الخسائر، لكن قال جابر "ان كان هناك خسائر بشرية علينا ان ننتظر ردًّا من حزب الله ليس كبيرًا، الردّ قد يكون في مزارع شبعا او الجولان، لكن ليس من لبنان. ليست المرة الاولى دائمًا عندما يكون هناك قتال بين الجيش السوري وجبهة النصرة من وقت الى آخر تضرب اسرائيل مدفعية كما فعلت في القنيطرة خلال الاشهر الماضية، ولأكثر من مرة.او مثل العملية التي استهدفت جنرالاً ايرانيًّا وقد جاء ردّ الحزب سريعًا في مزارع شبعا".