أكد السفير الروسي بالجزائر ألكسندر زولوتوف أن طابع الأسلحة التي تبيعها روسيا للجزائر يبقى “دفاعيا”، وأثنى على الشراكة المتميزة في هذا المجال في لقاء صحفي أمس في السفارة الروسية بالجزائر، بمناسبة تحضيرات الاحتفال بالذكرى 60 لنصر الاتحاد السوفيتي سابقا على ألمانيا.
وكشف السفير أن استعراضا عسكريا سيقام في 9 ماي بالساحة الحمراء في موسكو، تقدم فيه أسلحة روسية متطورة، منها دبابة “تي 14 أرماتا” المختلفة عن سابقاتها من حيث القدرة على لعب دور المدفعية، ومدرعات نقل وطائرات مروحيات ومضادات للطائرات وصواريخ. ووجهت السلطات الروسية الدعوة إلى جميع الدول التي شاركت في الحرب ضد النازية. كما لفت إلى أن الجزائر شاركت في الحرب من خلال محاربيها مع أنها كانت تحت الاحتلال، “وهذا شيء يشرف الجزائر”. وتابع السفير الروسي أن من لا يعرف الدور المحوري الذي لعبته روسيا في الحرب العالمية الثانية لا يدرك معنى هذه الذكرى بالنسبة للروس، حيث تجاوزت الحصيلة 20 مليون قتيل، بنسبة 10% من النسمة الإجمالية، مقابل 7 مليون من ألمانيا و1,5 مليون من يوغسلافيا و600 ألف من فرنسا و388 ألف من بريطانيا و300 ألف من الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك دمرت مدن روسية بالكامل، مثل لنينغراد سابقا (سان بترسبورغ) وستالينغراد سابقا (فلغاغراد).
وترى روسيا أن الاحتفالات التي تقام هنا وهناك بهذه المناسبة فيها “شيء من الإجحاف”، نظرا لحجم الفاتورة التي دفعتها روسيا في تحرير أوروبا. وتحدث زولوتوف عن مشروع لائحة سيقدم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، يتضمن قرار منع الإشهار بـ “تجميد العنصرية واللاتسامح والكراهية”، حتى لا تتكرر الكارثة مرة أخرى.
وحاول السفير الروسي ربط الماضي بالحاضر، كون التحديات مازالت قائمة مع ظهور “النازية الجديدة” في كثير من البلدان الأوروبية و “الإرهاب” في الجنوب، والذي يحمل نفس الغاية “تحت الغطاء الديني”. وحيى بالمناسبة الدور الذي تؤديه الجزائر في مسار السلم في مالي وليبيا وغيرها من النقط الساخنة.
وكان اللقاء فرصة لطرح بعض الأسئلة عن الأحداث الراهنة، من بينها سوريا واليمن وليبيا وأوكرانيا. ففي الوضع السوري، قال إن التطابق كبير بين النظرة الروسية والجزائرية. أما في ليبيا، فاعتبر أن لا وجود لحل غير الحوار، وعن أوكرانيا لم يتوان عن وصف حكام كييف الجدد بـ“الانقلابيين”.