مفاجأة سارة فجرها "فيت جيديكا" للمواطنين الناقميين على جنسياتهم، بعدما أعلن عن حاجته إلى سكان لدولته الجديدة، والتي أطلق عليها أرض الحرية أو «ليبرلاند»، والدعوة لاقت ترحيبًا كبيرًا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وخاصة من العالم العربي.
جيديكا التشيكي المتمرد، عضو أحد الأحزاب في موطنه، دفعه نقمه على حال بلاده إلى التفكير في تأسيس جمهورية ديمقراطية جديدة في 13 ابريل/ نيسان الجاري.
بدأت الفكرة حينما قال جيديكا «نحن غير راضين عن حكومتنا فهي تأخذ المال من جيوب المواطنين وترسله إلى القلة الغنية من خلال نظام الدعم، ولا يمكن تغيير ذلك بالانتخابات لأن وسائل الإعلام هي الآن تحت سيطرة القلة لذلك قررنا الخروج».
ستغل التشيكي الصراع الحدودي القائم بين كرواتيا وصربيا، ووضع يده على قطعة أرض تمتد لحوالي سبعة كيلو مترات، بطول الضفة الغربية لنهر "دانوب" الفاصل بين الدولتين، وعدم إدعاء أي منهما امتداد حدودها لهذه المساحة، فأعلن تأسيس «ليبرلاند الحرة»، ونّصب نفسه رئيسًا لها.
ومن هنا صارت الدولة موجودة، والرئيس مُنصبا، ولا يتبقى لإكمال معالم الجمهورية الجديدة سوى شعب، فأعلن عن حاجة بلده إلى مواطنين، فقام رئيس جمهورية ليبرلاند - كما يعرف نفسه على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، بتدشين صفحة على الموقع ذاته؛ ليعلن عن حاجته لمواطنين للعيش بدولته الجديدة وفتح باب الهجرة لها بشروط، والصفحة حازت على قرابة 68 ألف إعجاب.
فكرة إقامة دولة بحاجة إلى مواطنين اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي لفت انتباه العرب، لتحتل «ليبرلاند» مركز الصدارة بين "الهاشتاج" المتداول على المواقع.
رفع جيديكا شعارًا لدولته «عش حياتك ودع غيرك يعيشها»، واضعًا دستورا بدائيا، ينص على احترام الآخرين وآرائهم على اختلاف أصولهم وأعراقهم ودياناتهم، واحترام الملكية الخاصة وعدم المساس بها، وألا يكون له تاريخ نازي أو شيوعي أو تبنى في الماضي أي فكر متطرف، فضلاً عن أنه لم يعاقب أو صدرت ضده أحكام بشأن جرائم ارتكبها في الماضي، ومن تتوافر لديه الشروط ويرغب في التقدم للحصول على حق المواطنة والحياة على أرض الجمهورية الجديدة، بإمكانه ملء استمارة الطلب المتاحة على الموقع الخاص بالجمهورية الجديدة.
شهدت صفحة ليبرلاند العديد من التعليقات العربية والكثير من المزاح وهجومًا كبيرًا على طلبات المواطنة والإنضمام إلى الدولة، وصل الأمر أنهم قرروا تدشين صفحة جديدة باسم «عرب ليبرلاند» حتي لا يشعروا بالغربة حين الهجرة، بحسب مؤسس الصفحة.
هذه الدعوة دفعت قرابة 60 ألف مواطن من 244 دولة مختلفة للتسجيل للحصول على جنسيتها عبر الموقع الذي أطلقه مؤسسها ـ بحسب الصفحة الرسمية.
م تغب روح الدعابة لدي المصريين الذين كان لهم الدور الأبرز في تقديم طلبات الهجرة، فقال مواطن «ليبرلاند هي أمي»، وكتب أخر «ليبرلاند بعد شهرين هتبقى ولا قلعة الكبش علشان كل اللي هيهاجر مصريين». "قلعة الكبش أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة".
فيما دون المواطن حاتم حميد «على ليبرلاند رايحين مصريين بالملايين»، محرفًا هتافات التظاهرات المصرية.
بينما احتكر الفلسطيني أبو طارق منصب رئيس الوزراء أو مسؤول المافيا أيهما أقرب، واحتكر آخر مصري وزارة الداخلية.
أحلام وطموحات المصريين الغائبة في وطنهم بحثوا عنها في الجمهورية الجديدة، حيث بحث محمد كشك على وظيفة متساءلاً «مش طالبين مهندسين حديثي التخرج مثلاً؟» وطلب أحدهم « كافية بأسعار رخيصة، وسرعة النت 2 ميجا على الأقل».
ونصح مواطن مصري على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المواطنين المهاجرين إلى ليبرلاند «آخر مصري مينساش يقفل النور ويشد فيشة التلاجة»، في إشارة إلى أنه لن يتبقى أحد على أرض مصر.
ومزح أحمد عبد الجواد «البلد مساحتها سبعة كيلو ده لو الواحد اتقلب وهو نايم رجله هتخبط في البلد اللي جنبها».
كان للمواطن العراقي أمير البغدادي نصيحة مختلفة لكل المتقدمين العرب للهجرة قائلاً «العرب والكرد والروس والصينيين والسوريين غير مرحب بهم في هذه الدولة الجديدة لا تعبوا حالكم ع الفاضى».
ولاقت الصفحة العديد من التساؤلات عن كيفية التقديم للحصول على الجنسية والعيش في ليبرلاند، فيما تساءل الكثير من المواطنين العرب «هل نحن ممنوعون حقًا من دخول الجمهورية الجديدة؟»، بعد رواج خبر منع العرب والروس والصينيين من المواطنة في ليبرلاند.