مقدمةالصاروخ البحري الجوال (MdCN) أو السكالب البحري (SCALP naval) الهدف من تصنيعه هو منح القدرة على الضرب في العمق انطلاقا من منصات بحرية سواء كانت سفن سطح او غواصات.
قدرات هذا الصاروخ و جهوزيته العالية للضرب بسرعة و بقوة جعلت منه سلاحا استراتيجيا مخيفا يمكنه التكامل مع النسخة المحمولة جوا لتنفيذ المهام الدقيقة بأقل نسبة من الأضرار الجانبية على غرار باقي الصواريخ الجوالة المتطورة و المعروفة عالميا.
الوصفالصاروخ البحري الجوال مشتق من الصاروخ الجوال الشهير SCALP و المعروف في بريطانيا باسم Storm Shadow.
لكن تم إدخال تعديلات جوهرية عليه حتى يتناسب مع أسطح الإطلاق البحرية و التي تتمثل في السفن و الغواصات. و هذا يعني أن طريقة الإطلاق تختلف تماما عن الإطلاق من الطائرات علما أن الصاروخ يخرج من أنابيب إطلاق من نوع Sylver A-70 الخاصة بفرقاطات الفريم
بينما يتطلب إطلاقه من على متن الغواصات طراز Barracuda تجهيزها بنظام تغيير الوسط و الذي يتيح للصاروخ الإنتقال من الحاوية إلى مياه البحر و شق طريقه نحو الأعلى, و كذلك التدابير اللازم على الصاروخ اتباعها فور التقائه بالهواء عقب خروجه من تحت الماء.
من بين التعديلات الأخرى التي أدخلت على الصاروخ و هي تزويده بمحرك صغير يعمل بالوقود الصلب مهمته هي قذف الصاروخ خارج حاويته و تسريع تحليقه في الجو, بعد ثوان قليلة ينفصل هذا المحرك عن الصاروخ تلقائيا و يأتي دور المحرك الاساسي للصاروخ الذي يتولى التحليق به نحو هدفه.
كما قلت فإن الهدف من "البوستر" أو المحرك الصاروخي هو قذف الصاروخ خارج حاويته في الفرقاطة أو الغواصة و نقله للجو بأقصى سرعة ممكنة بفضل الوقود الصلب و ذلك ايضا بغرض توفير الوقود الخاص بالصاروخ نفسه.
تعديل آخر طال الصاروخ و يتمثل في المدى
معروف ان النسخة المحمولة جوا مداها حوالي 400 كلم, أما النسخة البحرية فمداها يتعدى 1000 كلم.
زيادة المدى كان على حساب الرأس الحربي, النسخة البحرية تحمل شحنة حربية زنتها 250 كلغ, بينما السكالب يحمل شحنة زنتها 400 كلغ, و هذا يعطيه قدرة اختراق و تدمير اكبر بكثير.
و هنا نعود لمسألة التكامل التي تحدثنا عنها سابقا بين السكالب المحمول جوا و نسخته البحرية, فالاول سيخصص لاختراق و تدمير التحصينات, بينما يخصص الثاني لتدمير اهداف اقل صعوبة كمواقع الرادارات الثابتة و مستودعات الوقود و القواعد الجوية ...
مدى الصاروخ يتجاوز 1000 كلم و يتمبز بتوقيع راداري ضعيف بفضل تصميمه الخاص و المواد الخاصة المستعملة في بنائه .
الدفع يتم من خلال محرك توربيني نفاث طراز TR50
سيمتلك هذا الصاروخ قدرات اختراق كبيرة للدفاعات المعادية, إذ بمجرد وصوله للساحل سيحلق على علو منخفض متفاديا في نفس الوقت العوائق الطبيعية و غيرها حتى يصل لهدفه مستفيدا من قدراته الشبحية و أنظمة الملاحة و التوجيه الدقيقة التي يتوفر عليها حتى يتجنب الرصد بواسطة الرادار.
مساره نحو الهدف يتم تحضيره مسبقا بناء على خرائط دقيقة و يتبعه إما بالقصور الذاتي أو باعتماد النظام العالمي لتحديد المواقع و بذلك تكون دقة إصابته للهدف كبيرة مع هامش خطإ متري يقلل بشكل كبير من الأضرار الجانبية غير المرغوبة.
في 27 أكتوبر من سنة 2014 أجري آخر اختبار إطلاق للصاروخ و كلل بالنجاح و بذلك يكون الصاروخ البحري الجوال قد خطى آخر خطواته نحو دخول الخدمة.
الزبناء:في بداية الأمر طلبت فرنسا 200 صاروخ لصالح بحريتها الوطنية لتجهيز فرقاطات الفريم و غواصات الهجوم النووية من فئة "باراكودا"
لكن تم تخفيض العدد لاحقا إلى 150.
و كان من المقرر أن يجهز الصاروخ فرقاطات الفريم الفرنسية بداية من سنة 2015 بينما يجهز غواصات "باراكودا" انطلاقا من سنة 2018.
ثمن صاروخ واحد يقارب 3 ملايين أورو !! (2,86 مليون أورو)
تكلفته العالية جعلته صعب المنال بالنسبة للكثير من بحريات العالم فضلا عن كونه سلاحيا استراتيجيا يخضع لقيود على التصدير.
بريطانيا الشريك في "السكالب" فضلت شراء 65 صاروخ Tomahawk و لحد الساعة لم يتم تقديم أي طلب للتصدير نحو الخارج.