اللقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد بوساطة الملك حسين عام 1986
كاتب الموضوع
رسالة
mi-17
مشرف
موضوع: اللقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد بوساطة الملك حسين عام 1986 الإثنين أغسطس 03 2015, 19:32
السلام عليكم
اتسمت العلاقه بين العراق وسوريا اثناء حرب الخليج الاولى بالعداء الشديد , بل وصل الامر الى ان تساند سوريا ايران وان يساند العراق اعداء سوريا في الداخل والخارج
ادرك عاهل المملكه الاردنيه الهاشميه الملك الحسين بن طلال " رحمه الله " بان هذا العداء بين سوريا والعراق ليس في مصلحة الاردن اولا وليس في مصلحه العرب ثانيا
لذلك قام بمحاولات لرأب الصدع بين البلدين الجارين والذين كان يحكمهما " وللمصادفه " حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي
التالي هي رواية السيد فاروق الشرع نائب الرئيس ووزير الخارجيه السوري السابق
الروايه تم ايرادها في مذكرات الشرع والتي نشرت في يناير 2015 تحت عنوان " الروايه المفقوده "
تمثل الهدف الإستراتيجي للملك باتخاذ خطوات تُوظّف للتوسط بين سورية والعراق، وترميم العلاقات بينهما. وكان الملك هو القائد العربي الوحيد الذي بات مؤهلً للاضطلاع بهذا الدور بفضل علاقات الثقة القائمة في الأصل بينه وبين الرئيس العراقي صدام حسين من جهة، وعلاقات الثقة الجديدة الذي تمكن من إرسائها مع الرئيس حافظ الأسد بعد تعيينه زيد الرفاعي المقرب من سورية رئيسًا للوزراء في الأردن. كان زيد الرفاعي من مؤيدي تصحيح العلاقات بين الأردن وسورية، وكان يحب سورية، كما كانت زوجته سورية. وكانت فاتحة عهد حكومة الرفاعي زيارة سورية كأول زيارة له خارج الأردن. وفي 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1985 زارنا زيد الرفاعي رئيس الوزراء الأردني برفقة مروان القاسم رئيس الديوان الملكي الأردني، واجتمعا مع الرئيس الأسد ومهدا لزيارة الملك حسين التي تمت في أواخر عام 1985 .
مع نهاية عام 1986 كان الحسين والأسد قد التقيا ما لا يقل عن ست مرات، وتمت خمسة لقاءات منها في دمشق، وكان إيقاف الحرب العراقية - الإيرانية المحور الأساسي المشترك بين هذه اللقاءات. وفي عام 1987 ارتفعت وتيرة اللقاءات بين الحسين والأسد، وبلغت تسعة لقاءات.
حرب السفن
تدخل الملك حسين من جديد في ظل هذه الشروط المعقدة والشائكة لترتيب لقاء «سري » بين الرئيسين حافظ الأسد وصدام حسين. ارتفعت وتيرة حركة الملك واتصالاته مع بدء مرحلة ما بعد الاحتلال الإيراني ل «الفاو » وكان قلقنا قد أخذ يتصاعد من احتمال تورط إيران باحتلال أراض عراقية بهدف استخدامها منصة لمشروع خاص يخرج عن حقها المشروع في الدفاع عن نفسها. فقد كانت علاقتنا إستراتيجية مع إيران لكنها ليست متطابقة دومًا، وكنا نقول لهم ونذكرهم بأننا نحن عرب وهذه حقيقة. وكان الاحتلال يعني بالنسبة إلينا خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أبدًا. كلفني الرئيس الأسد بالقيام بدور الوسيط للتهدئة بين إيران والعرب. كان في عداد التكليف اتصالاتي مع الكويت، والطلب منها أن ترفع علم الجمهورية العربية السورية على السفن بدلً من أعلام أجنبية للحيلولة دون ضربها من الطيران الإيراني، ومن ثمّ إحراج إيران التي كانت تعتبر وصول هذه السفن الحاملة لهويات غير عربية إلى الكويت ومنها إلى العراق مساهمة في المجهود الحربي ضد إيران. دهش الشيخ جابر أمير دولة الكويت لهذا الاقتراح الذي تقدمت به، ولم يستطع أن يجيب عنه، فلقد كان مذهولً في الحقيقة، لكن الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير الخارجية فسر لي ذلك في الطريق إلى المطار وهو يودعني قائلً يا أخ فاروق إذا ما رفعنا العلم السوري فسنتعرض في هذه الحالة لصواريخ العراق، وليس للصواريخ الإيرانية كما يحصل الآن فكانت دهشتي لا توصف.
وانتهى حواري مع الشيخ الصباح عند الوصول إلى مطار الكويت. فلقد كانت الكويت ترى مكانها في مصيدة يصعب الإفلات منها. التقيت خلال هذه السنوات عدة مرات مع الرئيس علي خامنئي. في أحد اللقاءات نقلت له رسالة من الرئيس الأسد تطالبه بالتوقف عن قصف السفن السعودية والكويتية بالصواريخ الإيرانية. قال لي إن الله هو الذي يقصفها، قلت له إذن لتدعو الله أثناء الصلاة أن يكف عن رمي هذه الصواريخ. وكان السيد خامنئي من الناحية السياسية داهية حقًا، وشديد الذكاء والفطنة والمبادرة في حسن التصرف. قال أخيرًا بعد أن تعب من إلحاحي إنه سيرجو الله أن تتوقف الصواريخ بعد أيام إن شاء الله وبالفعل توقفت حرب السفن. وشكل ذلك امتنانًا لدول الخليج التي تدعم ماليًا صدام حسين بكل ما تستطيع ومزيدًا من الاهتمام بالعلاقات السورية - الإيرانية. لقد راجت إبان شهور كانون الثاني/ يناير - نيسان/ أبريل 1986 تقارير عديدة عن وجود نية إيرانية مبيتة لتقسيم العراق في أعقاب انتصار محتمل لإيران على العراق. واصل الملك حسين في هذا السياق جهده للجمع من جديد بين الرئيسين حافظ الأسد وصدام حسين. استجاب الرئيس الأسد للواسطة، وأبلغ الجمهورية الإيرانية بذلك. فور استلام خامنئي الرسالة قام في أوائل أيار/ مايو بإيفاد وزير الخارجية علي أكبر ولايتي الذي نقل منه رسالة إلى الرئيس الأسد ينفي فيها أي صحة لما يشاع في بعض وسائل الإعلام عن نية إيران تقسيم العراق، واعتبر الرئيس الأسد في إطار علاقات الثقة بينه وبين القيادة الإيرانية أن هذا الرد الإيراني هو بمنزلة التزام رسمي إيراني عدم توسيع نطاق الحرب، وعدم تطويرها إلى انتهاك حرمة الأراضي العراقية. كانت هذه الرسالة بين الرئيس الأسد وخامنئي، وكذلك الالتزام الإيراني، خطوة تمهيدية للاجتماع السري الذي توسط الملك حسين لعقده ما بين الرئيسين حافظ الأسد وصدام حسين.
الاجتماع السري بين الأسد وصدام (11 ساعة )
لم يحضر الملك حسين الاجتماع بغية ترك الجو مغلقًا وحرًا بين الرئيسين السوري والعراقي، لكنه كان في غرفة مجاورة بانتظار النتائج. وكان الملك من شدة حرصه على سريّة هذا اللقاء يوصل بيديه المأكولات للرئيسين من خلف الباب، لكنهما كانا يعرفان في الوقت ذاته أن الحسين يستمع لما يجري بينهما. فأصوات الغضب والعتاب المتبادلة كانت تخرق أذنيه في الغرفة المجاورة. كان الملك صبورًا بشكل لا سابق له. دار الاجتماع على طيّ صفحة الخلاف السوري - العراقي على أساس تشكيل منظومة سياسية - أمنية - اقتصادية متكاملة في صيغة اتحاد سوري - عراقي - أردني. واستعيدت في هذا اللقاء فكرة «الميثاق القومي » السابق بين سورية والعراق ) 1978 (. دام الاجتماع بين الرئيسين نحو 11 ساعة، على مدى جلستين، وبحثا فيها جميع قضايا الخلاف الأساسية بين البلدين وأهمية تلاقيهما مرة أخرى في مصالحة لا تشوبها شائبة. أصر صدام على أن تصدر سورية بيانًا بإدانة إيران كشرط للمصالحة بين البلدين وتطوير العلاقات بينهما إلى علاقات تكاملية وحدوية، لكن الرئيس الأسد لم يوافق على ذلك لأن البيان سيحدث ضجة من دون نتيجة عملية، بل رأى أن يتم قيام الاتحاد بين البلدين، وأن ذلك سيشكل رسالة قوية إلى إيران لتوقف الحرب، وفي أنها لم تعد في حال قيام الاتحاد تحارب العراق فقط بل تحارب سورية أيضًا. كان الرئيس الأسد يفكر بصيغة رابحة للجميع، لكلٍ من العراق بتعزيز موقفه في إرغام إيران على القبول بقرار مجلس الأمن الدولي، ووقف الحرب، ولسورية في استخدام هذا الاتحاد لتعزيز تضامن الصف العربي، وبالنسبة إلى الأردن أيضًا الذي نسيه مجلس التعاون لدول الخليج العربية عند إنشائه، ولكن من دون أن ننسى أن إيقاف الحرب مع وجود علاقات متوازنة بين إيران ودول الخليج العربية سيكونان إنجازًا غير مسبوق. لم يستطع الرئيسان أن يتوصلا إلى أي اتفاق حول هذه النقطة، فقد تمسك صدام بإصدار بيان إدانة بينما تمسك الأسد بإعلان الاتحاد. لكن الرفيقين الرئيسين لكل من سورية والعراق لم يغلقا الباب كليًا بل تركاه مفتوحًا، وأقرا استمرار اللقاءات السرية على مستوى وزيري الخارجية.
تابع الملك حسين حركته الدؤوبة لتجسير العلاقة بين البلدين، وقيام نوع من اتحاد عراقي - سوري - أردني، ومواصلة الباب الذي تركه الرئيسان مفتوحًا على مستويات أخرى.
اجتماعاتي «السرية » مع طارق عزيز
حدثت بعد ذلك وفي ضوء اللقاء بين الرئيسين الأسد وصدام عدة اجتماعات سرية بيني وبين وزير الخارجية العراقي طارق عزيز. كان من أهمها الاجتماع الذي عقد في القاعدة الجوية الأردنية التي تحمل اسم ) H4 (، وكان الجيش العراقي قد بناها في الأصل لمصلحة سلاح الطيران الأردني. وضعني الرئيس الأسد في صورة اجتماعه المغلق شبه الفاشل مع صدام، وقال لي إنه علينا أن نسير في خطة متوازنة تصب في مصلحة العراق وإيران والمصالح العربية العليا، وتعوض عن الخلل الإستراتيجي الحاصل بتراجع دور السوفيات. وطلب مني أن أحضّر جيدًا للاجتماع مع طارق عزيز.
راجعت ميثاق العمل القومي الموقع بين سورية والعراق في عام 1978 ، وبلورت صيغة واقعية أدنى منه تقوم على شكل نوع من اتحاد عراقي - سوري - أردني يتمتع بعلاقات اقتصادية تكاملية وثيقة، تجمع ما بين صيغة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبين التكامل الاقتصادي في صيغة السوق الأوروبية المشتركة. وحملت معي لإنارة موقفنا والاسترشاد به صورة عن ميثاق دول مجلس التعاون الذي كان أول تجمع إقليمي عربي يتشكل في أيار/ مايو 1981 . التقيت مع عزيز في قاعدة (H4 ) على الحدود العراقية - الأردنية. حين وصلنا إلى القاعدة علمنا من زيد الرفاعي رئيس الوزراء الأردني الذي استقبلنا في أن الملك حسين قد سبقنا إلى القاعدة، وأنه موجود بالقرب منا. ترأس الرفاعي الاجتماع بيني وبين طارق عزيز، وكان دوره هو دور التقريب والتدخل الإيجابي في وجهات النظر. استمرت المحادثات بيني وبين عزيز حتى ساعة متأخرة في الليل. تدخل الرفاعي وأعد صيغةً معدّلة تنص على قيام اتحاد
بعلاقات اقتصادية وثيقة بين سورية والأردن والعراق، تناسب الوضع الراهن للأطراف الثلاثة، واتفقنا على أن ننجز الصيغة النهائية لهذا الاتفاق في صباح اليوم التالي. في ذلك الصباح وقبل أن يبدأ الاجتماع وجدت علامات الكمود مرتسمة على وجه زيد الرفاعي. قلت له: خير! قال لي: يا أخ فاروق، ما مشي الحال. أصابني الكمد، كان الفجر الذي ترقبته بين أمل وقلق فجرًا كاذبًا، وزاد من كآبتي أنني علمت من الملك أن عزيز كان قد اتصل ليلً مع بغداد، وقيل له: اصرف النظر عن موضوع الاتحاد، وركّز على الإدانة. وكان الرفاعي وهو ينقل لي ذلك قد بدا منزعجًا أشد الانزعاج، وعلامات الخيبة مرتسمة على وجهه بتجارب وخبرات الدهر القاسية. في العاشرة صباحًا استدعانا الملك حسين، كان وجهه منزعجًا بدوره، ولكنه حاول أن يضفي بصيص ضوء أمام لقاءات أخرى، وقال: لن يكون هذا اللقاء آخر لقاء بيننا، وأن الغطرسة، في إشارة ضمنية إلى صدام، غير مفيدة، وأن الحروب لا تأتي بنتيجة. وأن «هذه الحرب عبثية مدمرة »، ثم غدا هذا التعبير من التعابير التي يكثر الملك من استخدامها. هكذا أخفق اللقاء، ووئد مشروع الاتحاد كسابق عهده من الاتحادات العربية قبل أن يتم وضع صيغته الأخيرة. عدت إلى دمشق وأعلمت الرئيس الأسد بما جرى. لم يفاجأ أبدًا، لكنني أحسست بمسحة مرارة في وجهه كانت تميزه في لحظات تحقق توقعه للخيبات، ولطالما كان شديد التشاؤم إزاء علاقاته مع صدام. ومع ذلك، حدث الفشل الذي توقعه، وأعاد لي قصة انقلاب صدام على «الميثاق » القومي، وأنه رجل لا يحب إلا نفسه. إنني وأنا أسجل هذه الهنيهات في لحظة الضمير، وامتزاج الاعتزاز مع الخيبة، لن أرمي تبعة ذلك على أحد لكن الجوهري سيبقى قائمًا. لقد تساءلت لماذا كان تكتيكًا «عابرًا » ولم يكن رؤية إستراتيجية، وما زلت أسأل كيف أن حزبًا قوميًا واحدًا وصل إلى السلطة في بلدين عربيين جارين قد أخفق في تحقيق الوحدة بينهما سواء أكان الحزب من الناحية الرسمية موحدًا كما كان خلال الفترة 1963 - 1966 أم منقسمًا بعد عام 1966 ؟ وكيف لم تستطع
قضية الوحدة التي هي مبرر قيام حزب البعث العربي الاشتراكي أن تكون فوق الصراعات القطرية في بلدين يحكمهما الحزب؟ أعرف كل ما يمكن أن يقال عن الميل الطبيعي لأية سلطة من أي نوع للحفاظ على نفسها، وعن التباينات الموضوعية، وما شاكل ذلك. لكنني كإنسان نما وعيه تحت صدمة «النكبة » واختار الخط القومي بشكل واعٍ كاختيارٍ سياسي موضوعي وليس مجرد اختيار شوفيني، لا أستطيع القول للأجيال المعاصرة والقادمة سوى إن جيلنا البعثي قد أخفق في تحقيق المجال الجوهري لمبرّر وجوده وهو الوحدة. أما كل ما نسوقه من تفسيرات وتبريرات فهي لا تعدل شيئًا من تلك الحقيقة المرّة. ويجب أن نحمّل أنفسنا المسؤولية عن الإخفاقات قبل أن نحمّلها للمؤامرات الأجنبية.
فديو للقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد برعاية الملك حسين
عدل سابقا من قبل mi-17 في الثلاثاء أغسطس 11 2015, 01:24 عدل 2 مرات
منجاوي
مشرف
موضوع: رد: اللقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد بوساطة الملك حسين عام 1986 الإثنين أغسطس 03 2015, 23:17
شهادة مهمة. و في الحقيقة من الامور المهملة في التاريخ ان الاردن كان دائما مع العمل العربي المشترك ﻷن وجود الاردن و صموده كان يتوقف على هذا. فالاردن كدوله لوحده لا معنى له لا في الجغرافيا و لا في التوازن السياسي بدون العراق و سوريا. و نذكر هنا ان اتفاقية وحدة وقعت بين الاردن و العراق ايام الملكية و اوقف انقلاب البكر هذا الاتحاد الهاشمي. و كذلك نشير الى ان العلاقات بين الاردن و سوريا وصلت مستوى متقدم من التحالف لدرجة ان الجيش الاردني حشد على حدود العراق في اواخر السبعينات ردا على توتر حدودي بين العراق و سوريا.
ايام الرفاعي الاب (في الاردن هناك رفاعي جد و رفاعي اب و رفاعي ابن و كلهم صاروا رؤساء وزارة....) وصلت العلاقات مع سوريا مستوى متقدم ان بدأت محادثات وحدة بين البلدين. و تم توحيد حتى المناهج الدراسية للصفوف الابتدائية الاولى. و تعهدت سوريا بارسال النفط للاردن في حال انقطاعه (وقت حرب الخليج) و انقذوا الاردن من ازمة قمح كبيرة عندما جنحت باخرة تحمل الشحنة المعتادة. و قام الاردن ببناء صوامع قمح - حصل على تصميماتها من سوريا - تكفيه لحوالي 6 اشهر.
هذا المستوى الممتاز من العلاقات تراجع قليلا بعد اتفاق السلام الاردني الاسرائيلي على ما اتصور. و لكن دائما كانت العلاقات جيدة على المستوى الاقتصادي. شكرا اخي قتيبة و تقييم.
mi-17
مشرف
موضوع: رد: اللقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد بوساطة الملك حسين عام 1986 الإثنين أغسطس 03 2015, 23:33
منجاوي كتب:
شهادة مهمة. و في الحقيقة من الامور المهملة في التاريخ ان الاردن كان دائما مع العمل العربي المشترك ﻷن وجود الاردن و صموده كان يتوقف على هذا. فالاردن كدوله لوحده لا معنى له لا في الجغرافيا و لا في التوازن السياسي بدون العراق و سوريا. و نذكر هنا ان اتفاقية وحدة وقعت بين الاردن و العراق ايام الملكية و اوقف انقلاب البكر هذا الاتحاد الهاشمي. و كذلك نشير الى ان العلاقات بين الاردن و سوريا وصلت مستوى متقدم من التحالف لدرجة ان الجيش الاردني حشد على حدود العراق في اواخر السبعينات ردا على توتر حدودي بين العراق و سوريا.
ايام الرفاعي الاب (في الاردن هناك رفاعي جد و رفاعي اب و رفاعي ابن و كلهم صاروا رؤساء وزارة....) وصلت العلاقات مع سوريا مستوى متقدم ان بدأت محادثات وحدة بين البلدين. و تم توحيد حتى المناهج الدراسية للصفوف الابتدائية الاولى. و تعهدت سوريا بارسال النفط للاردن في حال انقطاعه (وقت حرب الخليج) و انقذوا الاردن من ازمة قمح كبيرة عندما جنحت باخرة تحمل الشحنة المعتادة. و قام الاردن ببناء صوامع قمح - حصل على تصميماتها من سوريا - تكفيه لحوالي 6 اشهر.
هذا المستوى الممتاز من العلاقات تراجع قليلا بعد اتفاق السلام الاردني الاسرائيلي على ما اتصور. و لكن دائما كانت العلاقات جيدة على المستوى الاقتصادي. شكرا اخي قتيبة و تقييم.
تصحيح بسيط
الاتحاد الملكي الهاشمي تم انشائه بين العراقي الملكي والاردن عام 1958
ولم يتم الغاء الاتحاد بواسطه البكر بل بسبب ثوره 14 تموز / يوليو 1958 والتي قادها الراحل الزعيم عبد الكريم قاسم
علما ان الملك فيصل الثاني كان ابن عم الملك حسين
بالنسبه لشهاده فاروق الشرع فهي تمثل وجهة نظر سوريا في الامر وليس بالضروره ان تمثل ماحدث بالفعل
والصراحه فان السيد فاروق الشرع تجنب الاشاره في مذكراته الى كثير من الامور خاصه الامور المتعلقه بالعلاقه مع العراق
فمثلا لم ياتي على ذكر دفعات الاسلحه التي حصلت عليها ايران من سوريا
ولم ياتي على الدعم اللوجستي الذي قدمته سوريا لايران خاصه بالنسبه للغاره الايرانيه على قاعدة H3 الجويه في اقصى غرب العراق
كما لم يذكر قيام سوريا بقطع انبوب النفط العراقي المار باراضيها او قطع نهر الفرات عن العراق صيف 1982 عندما كان الهجوم الايراني المضاد على العراق في اوجه
هنالك نقطه اخرى تغافل عنها السيد فاروق الشرع بخصوص التعهد الايراني بعدم احتلال العراق
فايران مثلا ضمت شبه جزيره الفاو لها بعد احتلالها واسمتها " الفاطميه " وقامت بايراد اسمها ضمن نشرات الانواء الجويه
كما ان الخميني قال في مارس / اذار 1986 بان السنه الفارسيه القادمه " والتي تنتهي في مارس / اذار 1987 " ستكون سنه حسم وتتوج بنصر ايراني حاسم على العراق
الفتره التي حدث فيها الاجتماع العراقي - السوري تبعه بفتره قصيره اكبر هجوم ايراني على قاطع البصره منذ بداية الحرب وابتدا منذ يناير / كانون الثاني 1987 الى ابريل / نيسان 1987
لذلك بتقييمي ان شهاده السيد فاروق الشرع وان كانت هامه لجهة نشر وجهة النظر السوريه الا انها تغافلت عن الكثير من الحقائق التي حدثت علانيه
تحياتي
اللقاء السري بين صدام حسين وحافظ الاسد بوساطة الملك حسين عام 1986