لم تتأكد إلى حد الآن وفاة الإرهابي مختار بلمختار، زعيم ما يعرف بجماعة "المرابطون"، وهو ما حذا بالمصالح الجزائرية والفرنسية إلى فتح تحقيق مشترك حول مصيره بعد اختفائه عن الأنظار ووُرود أنباء عن وفاته مسمومًا بليبيا.
وقد حيّر الجهادي الجزائري المرتبط بتنظيم القاعدة، الدوائر الأمنية في عدد من الدول الإفريقية، بعدما أعلنت الوكالة الفرنسية للأنباء انتقاله إلى ليبيًا قادمًا من مالي، واستمراره على قيد الحياة، ممّا يجعل المنطقة على صفيح ساخن، خاصة وأن حركة هذا الإرهاب لا تزال تمارس عددًا من عمليات القتل.
وبسبب إعلان الولايات المتحدة عن مكافأة مالية لمن يترّصد هذا الإرهابي الملّقب بـ"الأعور"، فقد باشرت كتائب ليبية مسلّحة حملات البحث عن مكانه، لإنهاء مسلسل استمر منذ عام 2013، عندما أعلنت التشاد عن مقتله، دون أن يتسنى التأكد من ذلك.
وممّا زاد من حيرة المتتبعين، انقطاع الاتصالات بين بلمختار وبعض أتباعه منذ أزيد من ثمانية أشهر، ممّا يجعله حتى فرضية وجوده في ليبيا موضع شك، إذ ينتقل الإرهابي المذكور بشكل مستمر بين دول منطقة الساحل الإفريقية.
ومن أشهر العمليات التي عُرف بها بلمختار، ما قام به بداية 2013 عندما احتجن عددًا من الرهائن في عين أميناس بالجزائر، ما أسفر عن مقتل 37 رهينة جزائرية بعد تدخل الجيش الجزائري، ممّا جعله أخطر جهادي بالمنطقة، لا سيما وأنه كان زعيم تنظيم القاعدة في ما يعرف بـ"المغرب الإسلامي".
وقد خلق بملختار عام 2012 حركته الإرهابية الخاصة التي أسماها بـ"الموقعون بالدم" بعد انفصاله عن القاعدة، وبعد ذلك انضمت حركته إلى "التوحيد والجهاد" التي احتلت مالي في العام نفسه. وقد نُسب إليه الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته باماكو الموريانية شهر مارس الماضي وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص.