هل تعلم :
ان العراق امتلك الدبابه السوفييتيه T-62 في العام 1963
وكان اول بلد خارج حلف وارشو يمتلك هذه الدبابه
وهل تعلم ان مسؤول محطه ال CIA في بغداد ويدعى " بيل ليكلاند " طلب ان ترسل الولايات المتحده وفدا من الخبراء للاطلاع على هذه الدبابه عام 1963 ؟
القصه كالتالي :
بعد انقلاب 8 شباط / فبراير 1963 في العراق تم اسقاط نظام عبد الكريم قاسم الصديق الحميم للسوفييت
واستلم الحكم الرئيس السابق عبد السلام عارف وبمعونه حزب البعث العراقي
انذاك كان يشغل منصب وزير الدفاع العميد الركن صالح مهدي عماش
وبعد الانقلاب عادت المشاكل بين الحكومه المركزيه في بغداد والاكراد في شمال العراق
واندلعت المعارك مره اخرى
انذاك كان الاتحاد السوفييتي قد امتنع عن تسليم قطع الغيار للاسلحه السوفييتيه التي يمتلكها العراق بسبب اضطهاد الشيوعيين من قبل النظام الجديد في العراق
وكان العراق بحاجه خاصه الى 40 بطاريه للدبابات السوفييتيه
انذاك ارسل وزير الدفاع العراقي صالح مهدي عماش الى مدير الامن العام المقدم جميل صبري البياتي وطلب منه الطلب من الولايات المتحده تزويد العراق بهذه البطاريات
التقى مدير الامن العام مع مسؤول محطه ال CIA في بغداد " بيل ليكلاند " والذي كان تحت مسمى " مساعد الملحق العسكري في السفاره الامريكيه في بغداد "
وطلب المسؤول العراقي من المسؤول الامريكي هذه البطاريات
فوافق المسؤول الامريكي على الطلب العراقي لكنه اشترط ان يطلع الخبراء الامريكيين على الدبابه السوفييتيه الجديده T-62 التي تسلمها العراق حديثا
فوافق العراق على الطلب لكنه اشترط تسليم البطاريات اولا
وبالفعل ارسلت الولايات المتحده شحنه البطاريات الى العراق بواسطه طائره نقل عسكري امريكيه عبر الاجواء التركيه وهبطت في قاعدة الحبانيه الجويه " ويقال " قاعده الرشيد الجويه "
وبعد ان نفذت الولايات المتحده الامريكيه الجزء الخاص بها من الاتفاق " السري " طالبت العراق بتنفيذ الجزء الخاص به !
انذاك تمت احاله الموضوع الى مجلس قيادة الثوره " الجهه الحاكمه في العراق انذاك " , فثارت ثائرة الجميع وتم التهديد باقاله وزير الدفاع صالح مهدي عماش
حيث رفض جميع افراد المجلس الامر وقالوا بان لا احد سيبيع العراق سلاحا في المستقبل " لا السوفييت ولا الامريكان "
انذاك طلب وزير الخارجيه العراقي طالب الشبيب ان يوكل اليه الامر لحل الاشكال
فقام باستدعاء السفير الامريكي الى مكتبه واخبره بأن احد اعضاء السفاره الامريكيه في بغداد يحاول التجسس على احد الاسرار العسكريه العراقيه " والمتمثل بالدبابه T-62 "
وطالب وزير الخارجيه العراقي ان يغادر بيل ليكلاند العراق خلال 72 ساعه
انذاك وقع السفير الامريكي في حرج كبير واضطر الى الانصياع خاصه وان الاتفاق مع العراق كان شفويا ولم تطلع عليه الجهات التشريعيه في الولايات المتحده
على العموم بعد اشهر قليله من الامر , انقلب الرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف على حلفائه البعثيين
وانتهى الامر بصالح مهدي عماش ليكون سفيرا
وبطالب الشبيب منفيا
المصدر :
كتاب عراق 8 شباط 1963
من حوار المفاهيم الى حوار الدم
مراجعات في ذاكرة طالب الشبيب
من صفحه : 272-275