مكتبُ التحقيقات الفيدرالِي الأمريكِي، المعرُوفْ بالإفْ بِي آيْ"، "شجعَ وحفز، بلْ إنَّهُ دفعَ المال في بعض الأحيان، لمسلمِين أمريكيين تمكينًا لهُمْ من تنفيذ هجمات إرهابية، جرى توظيبها بكلِّ التفاصيل، مفاجأةٌ من العيار الثقيل، أفصحتْ عنها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقريرٍ لها، حملَ وكالةَ الاستخبارات الأمريكيَّة وزرَ الضلوع في الإعدادِ لهجماتٍ إرهابية، في الوقت التي تقول واشنطن إنهَا جهُود محاربة الإرهاب حول العالم.

ويوردُ التقريرُ الحقوقِي، بعدَ انكبابهِ على دراسة سبعة وعشرين قضيَّة من قضايا الإرهاب، من أصل 500 قضيَّة ذات صلة؛ جرى عرضها أمام أنظار القضاء الأمريكي، منذُ الحادي عشر من سبتمبر 2001، أنَ "الإفْ بِي آيْ" خلقتْ إرهابيين من أشخاص عاديين كانُوا يحترمُون القانون، واقترحتْ عليهم القيام بعمياتٍ إرهابية، على أنَّ خمسين بالمائة من الإدانات، المشمولة بالدراسة، جرى الإعداد لها، كمَا أنهُ في 30 بالمائة من الحالة كانَ عملاء الاستخبارات يضطلعُون بأدوار نشطة في الحفز على الهجوم.

ووفقًا للمنظمة ذاتها فإنَّ "الإفْ بِي آيْ" استهدفَ أشخاصًا يعيشون الهشاشة أوْ يعانُون اختلالاتٍ عقليَّة وفكرية، ممارسةً عليهم ضغوطًا كيْ تضطرهم إلى تنفيذ هجماتٍ إرهابية، مثلما هُو حال أربعة من المشتبه بهم، اتهمُوا بالإعداد لهجمات إرهابية تستهدفُ معبدًا يهوديًّا وقاعدة عسكرية في الولايات المتحدَة، في حين أنَّ الحكومة هي التي أوحتْ لهم، كمَا يوردُ القاضي، بفكرة الجريمة وأمدتهم الوسائل، وسهلتْ أمامهم الطريق، كيْتجعلَ منهم إرهابيين.

ومن بين الحالات التي يرجح أن "الإفْ بي آي" قدْ زجَّ بها زجًّا في أتون الإرهاب، شخصٌ مسلم، يدعى رضوان فردوس، أدين بسبعة عشر عامًا من السجن، حين كان في السابعة والعشرين من عمره، على خلفيَّة اتهامه بالتخطيط للهجوم على كلٍّ من البنتاغُون والكونغرس. ورغم أنه "الإفْ بِي آيْ" كانت تعلمُ أن رضوان يعاني اختلالات عقلية، مضتْ قدمًا في دعمه وتمكينه من تنفيذ مخططه، حتى أنها مولتْ سفرًا له كيْ تيسر مأموريته.

في غضون ذلك، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، قد رأى منذُ عدَّة سنوات، "فائدة" في استخدام التحقيقات السريَّة، لخوض الحرب ضدَّ الإرهاب، وذلكَ عبر عمدِ المحققين السريين إلى مساعدة المقبلِين على تنفيذ هجمات إرهابية ريثما يتمُّ القبض عليهم.

"هيومان رايتش ووتش" لا تنكرُ أنَّ التحقيقات السريَّة ساعدت "الإفْ بِي آيْ" على إحباط كثير من المخططات الإرهابيَّة، بيدَ أنها تنتقدُ استهداف أشخاصٍ لا صلةَ لهم بالإرهاب، ولا وزاع في تسخيرهم سوى الدين الذي ينتمُون إليه، كمَا تقول الناطقة باسم المنظمة في العاصمة الأمريكيَّة، أناسا براسُو، معتبرةً الأمرَ انتهاكًا بينًا لحقوق الإنسان بذريعة محاربة الإرهاب.