أثبتت المملكة الأردنية الهاشمية قدرتها على لعب دور مهم في مجال صناعة الدفاع على الساحة الإقليمية، حيث تحتضن المملكة مجموعة كادبي الاستثمارية التي تعمل كذراع تجاري لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير والشركات التابعة له، وتسعى إلى تأسيس شراكات في المجالات الدفاعية والأمنية والصناعات المختلفة المكملة لها.
تعدّ شركة جدارا للمعدات والأنظمة الدفاعية الأردنية، إحدى شركات قطاع الأسلحة والذخائر التابعة لمجموعة كادبي الاستثمارية وهي تعنى بتطوير الأنظمة وتقديم الحلول التقنية في مجالات الدفاع والعسكر لتلبية متطلبات واحتياجات القوات المسلحة.
تقوم الشركة بتصنيع وتطوير قاذف "آر بي جي - 32" الصاروخية المطورة RPG-32 بمواصفات فريدة وكفاءة متميزة ودقة عالية وهو مزود بمنظار بصري نهاري وليلي بمقدرة مدى ليزرية ولديه القدرة على إطلاق ثلاثة أنواع من الذخائر. يمتاز الـRPG-32 المطور من قبل الشركة بطول المدى المؤثر وإمكانية إطلاقه من داخل أماكن شبه محصورة وصغيرة الحجم بالإضافة إلى سهولة استخدام وأمان مع خاصية التدمير الذاتي.
كشفت وسائل إعلام روسية عن إجراء مصر لمحادثات مع شركة "جدارا" الأردنية للمعدات والأنظمة الدفاعية لتوريد دفعة من قواذف "آر بي جي - 32" الصاروخية المطورة، التي يطلق عليها أيضاً اسم "هاشم"، والمحمولة على المنصات المتحركة والعربات المدرعة، لتصبح مصر أول دولة ستمتلك مثل هذا السلاح في الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، أجرت الأمن والدفاع العربي اتصالاً مع المدير العام لشركة جدارا الأردنية، السيد أيمن مشوقه، الذي أشار إلى أنه لا يستطيع نفي أو تأكيد هذا الخبر، وفضّل عدم التعليق على الموضوع.
وفي حديث عن احتمال توقيع أي عقد بيع نظام "هاشم"، أوضح السيد مشوقه أنّ العديد من الدول العربية والغربية اهتمامها بنظام هاشم، ولكنّ هذا الموضوع لا يزال في طور المحادثات، مضيفاً أنّ العمل لا يزال مستمراً على تحديث هذا النظام وتطيره.
وقال السيد مشوقه إنّ شركة جدارا تنبثق عن مركز الملك عبدالله الذي تعد نواة الصناعة الدفاعية وهي تركّز عملها حالياً على صناعة قواذف الآر بي جي-32 مع إمكانية التوسع في صناعات أخرى مستقبلاً.
وكانت شركة "روس أوبورون إكسبورت" للصادرات الدفاعية الروسية وشركة "قاذف" للصناعات العسكرية الأردنية بمشاركة شركة "جدارا" قد وقعت في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2015 عقد شراء مكونات تجميع 30 ألف قذيفة "أر بي جي –32 " (RPG-32) المحمول ذو المدى القصير والفعالية العالية في إصابة الأهداف بشكل دقيق، وبمقدرة تدميرية عالية، المعروف بنسخته الأردنية بـ "نشاب"، بالإضافة إلى و800 آلة إطلاق.
وتعتبر شركة "جدارا لأنظمة ومعدات الدفاع" إحدى شركات مجموعة الأسلحة والذخائر التابعة لمجموعة كادبي الاستثمارية KIG (الذراع التسويقي لمركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتصنيع)، والتي أُسست لتصنيع الـ"آر بي جي-32"، بالإضافة إلى النسخة الأحدث منه، وهي قذائف النشاب المزودة بمنظار بصري يعمل في ساعات الليل والنهار.
يشار إلى أنّ شركة "جدارا" الأردنية التي شاركت في معرض "آيدكس 2015" في الإمارات، قامت بتحديث نسخة قاذف "آر بي جي — 32" "هاشم" المحمول على الكتف، لتحويله إلى نموذج جديد يمكن تركيبه على متن عربات مدرعة. وحسب تصريحات ممثل الشركة الأردنية، فإن عمليات الإنتاج تسير في مراحلها النهائية، والمشتري الأول لهذا السلاح الفعال قد تكون مصر.
وفي الإطار نفسه، وقعت شركة "جدارا" الأردنية للمعدات والأنظمة الدفاعية أيضا عقداً مع مؤسسة "بازالت" الروسية لتوريد دفعة جديدة من قواذف "آر بي جي — 32" الصاروخية، حيث يعد سلاح "آر بي جي — 32" متوفرا في الأردن، وسيتم تصدير 400 قاذف للإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت الراهن، يجري التفاوض مع مصر بشأن توريد دفعة كبيرة من "آر بي جي - 32".
وكان رئيس اللجنة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين، صرَّح في عام 2013 بأن المصنع الأردني ذا الترخيص الروسي والذي تم افتتاحه لتجميع واختبار القواذف من طراز "آر بي جي —32" "هاشم" في مايو/ أيار من عام 2013 الذي يقع على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من العاصمة عمان في الأردن، أنهى تصنيع أول دفعة من الأسلحة.
ويعتبر قاذف "آر بي جي-32" ("هاشم") من القواذف اليدوية متعددة العيارات والفريدة، وهو قادر على تدمير معظم أنواع المدرعات والدبابات الحالية وغيرها من المنشآت العسكرية. كما تعتبر قواذف "آر بي جي — 32" من أسلحة الجيل الجديد ذات الميزات المتقدمة على غيرها من نماذج الأسلحة المشابهة في العالم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير KADDB حاز في العام 2011 على الاعتماد الدولي لفحص مواد التدريع المختلفة كالزجاج المقاوم للرصاص، والأبواب والنوافذ المقاومة للرصاص، من هيئة الاعتماد البريطانية “UKAS” وبحسب المواصفات الأوروبية EN1063 BS1522 BS1523 والتي تفي بمتطلبات شهادة المطابقة للمختبرات ISO-17025.
وكان المركز قد حصل في العام 2010 على الاعتماد الدولي لفحص الأسلحة والذخائر بحسب مواصفات حلف الناتو.