ويمكن للرامي ايضا التدخل في التوجيه في اي مرحله من انطلاق الصاروخ وهذا يسمى Pseudo Fire and Forget

تشارك منظومات " كورنيت ـ دي" الحديثة المنصوبة على سيارات " تيغر ـ أم" المصفّحة في العرض العسكري الذي سيجري في 9 مايو/ أيار القادم في موسكو في ذكرى يوم النصر.
تُنصب منظومة "كورنيت" الصاروخية ( تتكون من منصتي إطلاق آليتين ووحدة تشغيل) على سيارات " تيغر" ( النمر). ومن بين المواصفات الرئيسة لهذه السيارة المصفحة تبرز قدرتُها الفائقة على عبور المناطق الوعرة، بالإضافة إلى أحدث مستويات التصفيح ( الدرجة السادسة) بالنسبة لمثل هذه السيارات.
وفي حالة الحركة يمكن إخفاء الصواريخ في جوف السيارة، ولذلك لا يمكن للعين المجردة أن تميز هذه المنظومة عن سيارة " جيب" العادية، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المنظومة تنتقل إلى حالة الأهبة القتالية خلال سبع ثوان.
وتستطيع منظومة " كورنيت ـ دي" الصاروخية إصابة الدبابات الحديثة المجهزة بحماية ديناميكية، والآليات خفيفة التصفيح، والمنشآت المحصنة، والأهداف فوق المائية والجوية  (طائرات من دون طيار، مروحيات، طائرات هجومية).
أما نظام التحكم بإطلاق النار فهو مؤتمت بالكامل، ويتقلص عمل المشغّل ـ الموجه إلى حد الصفر تقريباً، حيث يشير ممثلو وزارة الدفاع إلى أن " المشغّل يكتشف الهدف بصرياً، ويوجه نحوه منصة الإطلاق ثم يضع إشارة، وبعد ذلك تقوم منصة الإطلاق آلياً بتصحيح خط طيران الصواريخ نحو الهدف من دون تدخل العنصر البشري".

بدأ العمل على إنشاء منظومة " كورنيت" المضادة للدبابات في مكتب تولا للتصميم وصنع الأجهزة في مطلع تسعينيات القرن العشرين، وفي عام 1994 وصلت أول دفعة منها إلى وحدات الجيش الروسي.
واحتلت منظومة " كورنيت" مكاناً بين منظومات الجيل الثالث التي يتفوق عليها من حيث الثمن ومسافة إصابة الأهداف ومن حيث شموليتها، وبين منظومات الجيل الثاني التي تتخلف عن " كورنيت" من حيث الاستقلالية.
وكانت المنظومات الصاروخية المضادة للدبابات من الجيل السابق توجَّه إما بالأسلاك التي تتدلى وراء الصاروخ بعد إطلاقه، أو بالأوامر اللاسلكية، أما توجيه " كورنيت" فيشبه وسائط الإصابة عالية الدقة المضادة للطائرات، حيث جرى تركيب باعث أشعة ليزري على منصة الإطلاق لإضاءة الأهداف.
وعُرضت منظومة " كورنيت ـ دي" الصاروخية المضادة للدبابات التي صممها مكتب تولا للتصميم وإنتاج الأجهزة، للمرة الأولى في عام 2011، وتُعد تحديثاً جذرياً لمنظومة  "كورنيت" السابقة، حيث جرى استخدام صواريخ محدثة وزيادة مسافة إصابة الهدف.  
أما الذخائر المستخدمة في منظومة " كورنيت ـ دي" فهي أرخص بأربع مرات تقريباً من مثيلاتها الأجنبية، ولذلك فإن هذه المنظومة تحظى بشهرة واسعة في العالم، فقد اشترتها سوريا والأردن والجزائر وليبيا وتركيا والهند.
ولكن يوجد لدى " كورنيت منافسة قوية تتمثل في منظومة " سبايك" الإسرائيلية التابعة لشركة " رفائيل"، فهي أرخص كثيراً من نظيرتها الأمريكية، ولكنها تقل عنها من حيث المواصفات التقنية.

تبين أن منظومات " كورنيت" مطلوبة ليس فقط ضمن القوات البرية، فهي تُعدُّ سلاحاً مكّملاً لوسائط الدفاع الجوي " بانتسير". وبفضل المواصفات العالية لمنظومات " بانتسير" ومُؤشر القوة والوزن والمناورة لدى صواريخ منظومة " كورنيت" فإنه يمكن بسهولة إسقاط الطائرات من دون طيار، أو مروحيات العدو، وأوضح أحد ضباط سلاح الجو الروسي المطّلع على المنظومات الحديثة بأن" بانتسير" تكتشف الهدف وتنقل إحداثياته إلى " كورنيت" التي تقوم بإسقاطه".  
وبحسب قوله، فإن مسافة إصابة الهدف بصواريخ " كورنيت" أبعد بكثير مما هي عليه في مدافع " بانتسير" الآلية، ذلك أن الطائرات من دون طيار هي هدف يصعب رؤيته، ومن حيث المبدأ يمكن إسقاطها بصاروخ عادي مضاد للجو من صواريخ " بانتسير"، ولكنه أغلى بكثير من صواريخ " كورنيت".

استطاعت منظومة " كورنيت" أن تشارك في عدة حروب، ففي خضم الحرب اللبنانية الثانية في يوليو/ تموز ـ أغسطس/ آب من العام 2006 استُخدمت منظومات " كورنيت" من قبل مقاتلي " حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي.
وفي سوريا، لا تُستخدم منظومات " كورنيت" في القوات النظامية فحسب، وإنما ضمن قوات المعارضة أيضاً، حيث تدمر الدبابات ومدرعات الجيش النظامي.

مصدر