يعود تاريخ بدايات التصنيع الحربي في السودان إلى منتصف القرن الماضي، حيث بدأت المحاولات لصناعة وانتاج الاسلحة وغيرها، في عهد الرئيس إبراهيم عبود (1958 – 1964). بواكير الصناعة الحربية الحديثة في السودان جاءت عام 1960، مع افتتاح مصنع الذخيرة بالشجرة في الخرطوم لانتاج ذخائر الاسلحة الصغيرة. كما كانت هناك محاولات جادة لتأسيس أفضل أوتطوير لهذه الصناعة تحت مظلة المؤسسة العسكرية الإقتصادية في عهد الرئيس جعفر نميري (1969– 1985).
بعد مجئ ثورة الإنقاذ الوطني الى الحكم تم تأسيس هيئة التصنيع الحربي عام 1993، ويمثل قيامها البداية الفعلية للصناعات الدفاعية في السودان، وكان هدفها الأساسي تأمين كل ما يحتاجه الجيش السوداني وبقية القوى العسكرية النظامية من أسلحة وذخائر وأعتدة مختلفة.
مع إكتشاف البترول في السودان في نهاية القرن العشرين - والبدء بإنتاجه وتصديره في بداية القرن الواحد والعشرين - تطور الوضع الاقتصادي وإنعكس إيجاباً على التصنيع الحربي.
في الوقت الراهن، كان لهيئة التصنيع الحربي السودانية حضورها، للمرة الأولى، في معرض أيدكس 2013 ، والثاني في معرض أيدكس 2015. وكان من الواضح أن الهيئة في تطور دائم، اتضح
من خلال قيامها هذا العام بعرض المزيد من المنتجات العسكرية الجديدة.
فروع ومنتجات هيئة التصنيع الحربي السودانية:
الأسلحة الخفيفة:
هي عبارة عن مسدسات وبنادق مختلفة، بعضها نسخ محلية الصنع عن البندقية كلاشنيكوف الروسية وM16 الأميركية، إضافةً إلى الرشاشات المتوسطة والثقيلة، قاذفات الرمانات، ومشبهات الرمي.
المدفعية :
الهواوين من عيار 60، 82 و120 ملم، مدفعية الميدان من عيار 122 ملم، المدافع المضادة للدبابات، القاذفات المضادة للدبابات، قاذفات الصواريخ من أعيرة مختلفة، إضافة إلى نظام دفاع جوي جديد من نوع رعد 1، وصاروخ مضاد للدبابات من نوع Sarib.
الدبابات :تقوم هيئة التصنيع الحربي بإنتاج دبابات وناقلات جند مختلفة، هي نسخ عن اليات روسية وصينية ، مع إضافة بعض التعديلات واطلاق أسماء محلية عليها، كالدبابات البشير، زبير 1 و 2، Digna، وناقلات الجند خاتم 1 و 2، شريف1 و 2، أمير 1 و 2، إضافةً إلى عدد من المدافع الذاتية الحركة أهمها خليفة1 وهو تصميم سوداني بالكامل، عبارة عن مدفع D30 عيار 122 ملم محمول على شاحنة من نوع .Kamaz 43118
العربات العسكرية:عبارة عن سيارات دفع رباعي بأحجام مختلفة، بعضها للعمليات الخاصة أو حاملة للاسلحة، كالرشاشات الثقيلة أو راجمات الصواريخ الصغيرة، إضافة إلى أن بعضها مزود بدروع واقية كالعربة نمر البراري، وتتضمن كذلك الشاحنات العسكرية، ناقلات المياه، مشغل متنقل، حاملات الدبابات.
الذخائر:
تقوم هيئة التصنيع الحربي بإنتاج ذخائر لكل الأسلحة التي تصنعها، طلقات من أعيرة مختلفة للأسلحة الفردية، قذائف هاون ومدفعية ميدانية، صواريخ للراجمات، وأنواع مختلفة من حشوات الذخائر والمتفجرات.الطيران :عبارة عن طائرتي تدريب وطوافة خفيفة، إضافةً إلى تصنيع قاذفات الصواريخ المحمولة جوا. البحرية :
زورق هجومي سريع وزورق للعمليات الخاصة.
المعدات الكهروبصرية والتصويب:
المناظير على انواعها، ومناظير الرؤية الليلية والحرارية، مناظير تحديد المسافات، أجهزة التوجيه ومحطات المراقبة والإستطلاع.
التجهيزات العسكرية الخاصة بالأفراد:
الملابس والأحذية العسكرية، السترات الواقية، الخوذ الواقية للرأس، النياشين والشارات العسكرية، الخيم والتجهيزات العسكرية.
معدات الإتصال :
أجهزة الاتصال المحمولة، أجهزة الاتصال الخاصة بالأليات، ومراكز القيادة والإتصال.
الخدمات :
الصيانة على انواعها، قطع الغيار، مشبهات الطيران، التصنيع والتطوير العسكري.
مصادر امدادات الطاقة :
البطاريات الخاصة بالاليات العسكرية والمدرعات.
تتكون هيئة التصنيع الحربي من المجمعات الرئيسة الآتية:
مجمع الشجرة الصناعي:
وهو أول مجمع للأسلحة بالسودان، حيث تم تأسيسه العام 1959، وظل ينتج احتياجات الجيش السوداني من ذخائر الأعيرة الخفيفة. وكانت البداية مع إنتاج «المدفع براون» و«البندقية ماظ» إضافة لإنتاج ذخيرة البنادق، وبعد إضافته إلى هيئة التصنيع الحربي عام 1994، أُضيفت له مجموعة مهندسين وفنيين وتضاعفت الكميات المنتجة وتم إدخال منتجات أخرى مثل قذائف الهاون وقنابل الطائرات شريف 100 وشريف .250
مجمع اليرموك الصناعي:
تم إنشاؤه في جنوب الخرطوم، كأول مجمع من نوعه في السودان لصناعة الأسلحة التقليدية. بدأت أعمال الإنشاء فيه عام 1994 وهو عبارة عن منشأة صناعية متكاملة لإنتاج الأسلحة والذخائر التقليدية، ويحتوي على خمسة مصانع هي:
مصانع القذائف الصاروخية، مصانع المدفعية الثقيلة، مصانع ذخائر المدفعية الثقيلة والمتوسطة، مصانع المدفعية الخفيفة ومصانع الأسلحة الخفيفة والرشاشات.
مجمع الزرقاء الهندسي:
تم إنشاؤه عام 1999 في منطقة الحلفايا ليتخصص في مجال الاتصالات والإلكترونيات والإلكتروبصريات، وكمركز بحوث وتطوير في مجال تجميع وإنتاج أجهزة الاتصالات اللاسلكية والإلكتروبصريات، خاصة تلك المستخدمة في مجال الدفاع.
مجمع الشهيد إبراهيم شمس:
تم افتتاحه عام 2002 بمدينة جياد كأول مجمع من نوعه في السودان لصناعة الآليات الثقيلة، حيث ينتج المجمع الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدافع ذاتية الحركة .
مجمع صافات للطيران:
تم افتتاحه في العام 2005 بمنطقة وادي سيدنا أم درمان بالقرب من الكلية الحربية، وقد أنشئ لدعم القوات الجوية بالتقنيات المواكبة، إضافة لصيانة وتجميع الطائرات بالسودان ويضم عدة مراكز:
مركز المقاتلات ،الطائرات المروحية، طائرات النقل، الطائرات الخفيفة والتدريب وأبحاث الطيران.
خلال عقدين من الزمن برهن السودان على أنه قادر على تصنيع مختلف إحتياجات جيشه، وباشتراكه بالمعارض الدولية فهو يطمح إلى تصدير اسلحته إلى دول أخرى، ما يدل على أن طموحات هيئة التصنيع الحربي تعدت حدود السودان إلى الأسواق العالمية - ومنتجاتها وأن كان معظمها نسخ عن أسلحة صينية أو روسية - فإن دولاً كثيرة بدأت بهذه الطريقة وهي تتصدر اليوم لائحة الدول المصدرة للأسلحة في العالم.