واصلت السلطات العراقية، وحتى بعد الاحتلال الأمريكي، الاهتمام بالمدرعات روسية الصنع، المألوفة للعسكريين العراقيين.
ولا يزال الجيش العراقي يحصل على هذه المعدات من بلدان أوروبا الشرقية، ولكن في شباط/ فبراير من العام 2013 أعلن وزير الدفاع العراقي الفريق عبد القادر محمد جاسم العبيدي المفرجي، أن الجيش العراقي لن يستورد بعد الآن أية "دبابات شرقية"، لأنها مجرد "قنابل على جنازير"، أي أن ذخائرها عرضة للانفجار عند أي اختراق لتصفيحها، كما اتضح ذلك أثناء مشاركة هذه الدبابات السوفيتية القديمة في حرب الخليج.
وفي الوقت نفسه، تلقى الجيش العراقي، من العام 2010 وحتى العام 2013، دبابات محدثة من طراز M1A1M Abrams من ملاك الجيش الأمريكي. وفي كانون الأول من العام 2014 كُشف النقاب عن بلاغ للبنتاغون بشأن توريد 175 دبابة محدثة من طراز M1A1 من ملاك الجيش.
ولكن اشتداد العمليات الحربية مع "الدولة الإسلامية" قلب مخططات العراق رأسا على عقب. ويبدو أن هذا البلد يبدي اهتمامه مرة أخرى "بالدبابات الشرقية". وفضلا عن ذلك، اتضح أن الدبابات السوفيتية في الصراع مع "الدولة الإسلامية" لا تقل صلاحية وملاءمة عن غيرها، خاصة لجهة اختيار طواقم، وقطع غيار، لها.
الصحف التشيكية نشرت معلومات مسربة مفادها أن شركة Excalibur Army المحلية (من مجموعة Excalibur Army)، ستشرع في القريب العاجل بتزويد الجيش العراقي بدبابات Т-72 تم إصلاحها، وعربات مصفحة للمشاة من طراز (ب.م.ب-1) من ملاك الجيش التشيكي.
قضية التسليح في العراق تدخل مرحلة صعبة، فالعقود الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة العديد من المليارات، لا تنفذ. ووفق ما أعلنه رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حكيم الزاملي، فإن بلاده لا تحصل على ما وعدت به من طائرات F-16، وحوامات "آباتشي"، ومدرعات. كما أنها لا تحصل على أسلحة متوسطة وخفيفة، علما بأن عقود العام 2008 تلزم الولايات المتحدة الأمريكية بتوريد المعدات العسكرية إلى العراق، وبتدريب العسكريين العراقيين أيضا.
وفي هذا الوضع هبت كل من روسيا وإيران لمساعدة العراقيين، فهما خلافا للولايات المتحدة، لا تقعان وراء المحيط، بل على مقربة من مسرح الأحداث، ما يعرضهما لخطر مواجهة مشكلات داخلية جدية في حال انتصار الدولة الإسلامية.
صيف العام 2014، قامت روسيا على جناح السرعة، وفي آجال قصيرة جدا، بتسليم العراق من احتياطيها الاستراتيجي أكثر من 10 طائرات هجومية من طراز "سو- 24"، ومروحيات هجومية حديثة من طراز "مي-28"، وعدد من قاذفات اللهب الصاروخية من طراز "توس-1 آ (سولنتسيبيوك).
وهذه الأخيرة صنعت على قاعدة الدبابة القتالية الجديدة "Т-90С"، التي تفيد العديد من وسائل الإعلام أن العسكريين العراقيين مرتاحون لنوعية شاسيِّها، حتى أنهم يفكرون بشراء هذه الدبابة والعربة القتالية ب.م.و.ب-72 "تيرميناتور-2" المصنعة على قاعدتها، أو على قاعدة الدبابة "تي-72"، إذ يتوقعون أن تكون هذه العربة ذات فائدة كبيرة في عمليات استرجاع المدن من أيدي "الدولة الإسلامية".
ولكن حتى الآن، ثمة لدى العسكريين المحليين فرصة فريدة للمقارنة، على أرض المعركة، بين Т-72С و М1А1М Abrams ، التي من المؤكد أن يتقن العراقيون والإيرانيون استخدامهما بما لايقل عن اتقانهم استخدام سواهما.
مصدر