تعمل شركة Boeing على تحويل المئات من مقاتلات F-16 إلى طائرات غير مأهولة تكون مثالية في شن الهجمات وتصويب الضربات وتنفيذ المهام الخطرة بدون تعريض أرواح الطيارين للخطر.
بعد أن نجحت Boeing في العام الماضي بتحويل أول ست مقاتلات من أصل 126 مقاتلة F-16 Fighting Falcon، إلى طائرات بدون طيار من نوع QF-16 لتعقب الأهداف بموجب عقد أبرمته مع الجيش الأميركي لتحويل 126 مقاتلة F-16 إلى إصدار QF-16 لتدريب الطيارين على الاستهداف، تبين أن حاجة سلاح الجو تفوق هذا العدد، فالحكومة الأميركية قالت إن حاجتها المستقبلية تتطلّب 210 طائرة QF-16.
تبحث Boeing في جعل الطائرة QF-16 توازي بتحليقها مستوى علو ومدى تحليق الطائرات غير المأهولة المألوفة من خلال إضافة رابط بيانات محسن. وبحسب المسؤولين في الشركة، سيسمح ذلك للطائرة التي يستطيع سلاح الجو الأميركي قيادتها اختيارياً، بأداء أدوار مستقبلية في الاستطلاع والدعم الجوي القريب.
ومن المتوقع أن تحوّل Boeing مئات الطائرات المتقاعدة في توكسون في أريزونا إلى طائرات بدون طيار، حيث ترقد منذ سنوات هياكل الطائرات غير المستعملة. ومن المرجح أكثر أن تبدأ بتحويلها ما أن يحيل سلاح الجو الأميركي أسطول مقاتلات F-16 الحالي إلى التقاعد.
وكانت وكالة أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية (DARPA) قد أعلنت سابقاً عن احتمال إمكانية طائرة مثل QF-16 أن توفّر الدعم الجوي القريب للقوات في عمليات القتال المستقبلية،وهو دور تؤديه حاليا الطائرات المأهولة الثابتة والدوارة الجناحين، والطائرات بدون طيار كطائرة Predator MQ-1 من General Atomics وطائرة MQ-9 Reaper.
وبحسب بول سيياس، أحد كبار المهندسين لدى شركة Boeing، ستكون QF-16 مثالية لشن الهجمات وتوجيه الضربات على أرض العدو والمهمات الخطرة حيث لا يمكن المجازفة بحياة الجنود. وتضع Boeing استثماراتها في هذه الطائرة غير المأهولة لرفع قدراتها وتصبح أسرع من كل الطائرات غير المأهولة.
في الوقت الراهن، تحصر مهمات QF-16 بعمليات خط الرؤية في قاعدتين في الولايات المتحدة هما قاعدة تيندال الجوية في فلوريدا وقاعدة وايت ساندز للتجارب الصاروخية في نيو مكسيكو. غير أن Boeing تسعى إلى زيادة قدرات الطائرة ليمكنها مستقبلاً مهمات خارج هاتين القاعدتين كخطوة أولية.
ومن مميزات هذه الطائرة أنها تتمتع بالقدرات نفسها لمقاتلة F-16 العادية ما عدا المدفع الداخلي الذي نزع من الطائرة لدواعي تتعلق بحجم الطائرة.
وقد تعاقدت Boeing مع سلاح الجو الأميركي لتحويل 126 مقاتلة F-16 إلى إصدار QF-16لتدريب الطيارين على الاستهداف وفي العام الماضي، تم تنفيذ رحلة اختبارية من قاعدة تيندال الجوية الى خليج المكسيك. وحلقت الطائرة المحوّلة في حينها على ارتفاع 40 الف قدم وسرعة 1800 كيلومتر في الساعة، ونفذت سلسلة من المناورات الصعبة الخاصة بتفادي الصواريخ المعادية، وهي تمكنت من تحقيق تسارع يعادل سبع مرات قوة الجاذبية الأرضية.