قالت مصادر رسمية لبنانية واسعة الاطلاع لـ «السفير» ان السلاح الفرنسي للجيش اللبناني من ضمن هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية، صار على سكة التسليم الوشيك، بعدما سددت السعودية 600 مليون دولار الى الجانب الفرنسي، اي 20 في المئة من قيمة الهبة، على أن يبدأ السلاح بالوصول في مطلع نيسان المقبل وفق الموعد الذي سبق وحدده وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس.
واشارت المصادر الى ان بيروت وباريس شرعتا في التحضيرات اللوجستية للبدء بتوريد السلاح، وفي هذا السياق، سيصل الى بيروت يوم الاربعاء المقبل وفد من شركة «اوداس» الفرنسية التي تتولى إدارة الصفقة، للبحث مع قيادة الجيش في آلية توريد السلاح. واوضحت ان السلاح الفرنسي سيكون بعضه جديدا والبعض الآخر قديما من مخازن الجيش الفرنسي، وهو يتناسب والجداول التي اعدها الجانب اللبناني، بما يعزز قدرات الجيش في الحرب التي يخوضها ضد الارهاب، (آليات، مدرعات، دبابات، مدفعية، سلاح بحري).
واكدت المصادر خلو الهبة الفرنسية من سلاح الطيران حتى الآن، علما ان الجانب الفرنسي سبق له ان طرح على الجانب اللبناني تزويده بمروحيات من نوع «غازيل»، الا ان الجانب اللبناني رفض العرض، تفاديا لتوريد «الغازيل» القديمة الموجودة عند سلاح الجو اللبناني، خصوصا وأنها تقترب من احالتها الى التقاعد، الى جانب عدد آخر من المروحيات من نوع «يو اتش وان» الموجودة منذ حرب فييتنام ولم يعد يتوفر لها قطع غيار حتى في الولايات المتحدة الاميركية.
وعلى خط مواز، ينتظر ان يتم البدء بتسييل حصة الجيش من هبة المليار دولار والبالغة 500 مليون دولار في وقت قريب جدا، كما تؤكد مصادر مواكبة لمسار الهبة، حيث اجريت عقود ما بين لبنان والولايات المتحدة لشراء ست مروحيات جديدة، وست طائرات حربية من نوع «سوبر توكانو»، وكذلك تصليح طائرة «سيسنا» حيث يفترض ان يتسلمها الجيش قبل نهاية الشهر الحالي، على ان يليها تسليم طائرة ثانية للجيش مطلع الصيف المقبل، اضافة الى العقد الموقع مع الروس لشراء صواريخ «كورنيت» وراجمات صواريخ بعيدة المدى.
وفي السياق التسليحي، تندرج زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى الاردن غدا الاحد ولقاؤه الملك الأردني عبدالله الثاني.
وعلم ان هذه الزيارة تم الاعداد لها خلال اجتماع قادة جيوش دول التحالف ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، والذي عقد مؤخرا في الرياض، حيث عقد لقاء بين العماد قهوجي ونظيره الاردني، الذي أعرب عن استعداد الأردن لتزويد لبنان بالسلاح دعما له في حربه ضد الارهاب، ومن هنا تأتي الهبة الاردنية الاخيرة (30 ناقلة جند ومدافع هاون من عيار 155 ملم).
يذكر أن الرغبة الاردنية بمساعدة لبنان سبق وأن تبلغها وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال زيارته الأخيرة للأردن واجتماعه بالملك عبدالله الثاني.