وحول التعاون العسكري بين مصر وروسيا، أكد الخبير العسكري العقيد السابق في سلاح البحرية الروسية، فيتشيسلاف جايلون، في حوار خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن التعاون العسكري بين مصر وروسيا مثمر للغاية خاصة في المجال التقني، والتعاون بين البلدين لديه تاريخ طويل للغاية، وإليكم نص الحوار:

زوارق وغواصات

·  سبوتنيك: هناك تاريخ طويل من التعاون بين روسيا ومصر في المجال العسكري التقني، وكانت مصر أول دولة عربية تشتري الأسلحة من الاتحاد السوفياتي… كيف يمكن تطوير التعاون العسكري التقني بين مصر وروسيا في مجال العتاد العسكري والأسلحة؟

فيتشيسلاف جايلون: أولا وقبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى أن شراء الأسلحة والعتاد العسكري وغيرها من التجهيزات المتعلقة بالجيش، تعتمد بشكل مباشر على الأهداف الحيوية التي تفرض نفسها أمام القادة العسكريين والسياسيين في مصر، وبناء على رؤيتهم وتحركاتهم الاستراتيجية، تترجم هذه الأهداف بشكل عملي، وتنعكس كل هذه الخطوات بصورة مباشرة على شكل ونمط التعاون العسكري التقني بأكمله، وبالتالي يتم تحديد كميات الأسلحة والنوعية ومواعيد الاستلام.
وانطلاقا من الأحداث الراهنة، يُنظر إلى مصر باعتبارها قوة إقليمية، لا تمزقها حروب أهلية-  كما هو الحال في سوريا- ودولة متماسكة تحافظ على وحدة أراضيها واستقلالها، وتعمل جنبا إلى جنب مع دول أخرى للتأثير بشكل كبير على الوضع في المنطقة، ولاشك أن تقوية التعاون العسكري التقني بين مصر وروسيا سيعمل على الحفاظ على مصر كدولة رائدة في المنطقة، وتعزيز دورها في هذا الإطار.

وللوصول إلى تلك الحالة… يتعين على مصر تطوير الجانب العسكري في المجالات الآتية:

— تطوير الخطوط الأمامية للجيش على خطوط المواجهة، باستخدام الطيران والهجوم البري.

— تطوير الدفاع الجوي المضاد للطائرات، وتطوير الإنذار المبكر المحمول جواً.

— تطوير أنظمة الدفاع الجوي على سطح الأرض، بما في ذلك أنظمة التعامل مع صواريخ كروز من البحر، والأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، فضلا عن المعدات والطائرات التي تعمل بدون طيار.

— تدعيم الجيش بالوحدات المدرعة التي تدعم قوات المشاة.

— استخدام المدفعية بعيدة المدى، بما في ذلك قاذفات صواريخ متعددة.

— استخدام الزوارق الحاملة للصواريخ والغواصات التي تعمل بوقود الديزل.

— أنظمة الاتصالات الحديثة، والحرب الإلكترونية، والاستطلاع وقدرات رصد وتحديد الأهداف.

الإرهاب هدفا

·  سبوتنيك: وصل أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إلى العاصمة المصرية منذ أيام عدة. ما رأيك في هذه الزيارة… وماذا تعني بالنسبة لمصر؟

فيتشيسلاف جايلون: يجب علينا لفت الانتباه إلى أن باتروشيف التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الزيارة من الجانبين المصري والروسي، ومن المعروف أن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، كان موجوداً مع الوفد، فضلا عن ممثلين من وزارة الدفاع الروسية، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل.
هذه الزيارة تبرهن أيضا على بداية التفاعل الإيجابي على صعيد مجموعة كبيرة من القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وكذلك بناء العلاقات الثنائية على نطاق واسع في المجالات المختلفة.

يشار هنا أيضا إلى أن زيارة، نيكولاي باتروشيف، ليس إلى مصر فحسب، بل ذهب أيضا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي يوجد فيها العديد من مجالات التعاون المباشر مع روسيا، حيث ناقش باتروشيف مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة موضوعات تتعلق بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الإرهابي، والأمن الإقليمي بوجه عام.

·      سبوتنيك: كيف يمكن لروسيا مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب؟

فيتشيسلاف جايلون: هناك العديد من الجوانب التي يجب أن توضع في الاعتبار عند النظر إلى عملية المساعدات التي يمكن تقديمها في مجال مكافحة الإرهاب. الجانب الأول، من الناحية السياسية التي ترتبط ارتباطا مباشرا بإنشاء وتخصيص نهج مشترك وسياسات وعمليات وإجراءات رامية إلى منع التهديدات الإرهابية والقضاء عليها,
الجانب الثاني، يتعلق بنواحي التعاون العسكري التقني وتطوير التعاون، مع استمرار تطور الأوضاع وتبادل المعلومات الحساسة، وتوريد الأسلحة والمعدات، وتدريب الطلاب العسكريين.

تهديدات بحرية

·      سبوتنيك: ما هي نوعية الأسلحة التي تحتاج مصر شراءها من روسيا؟

فيتشيسلاف جايلون: في المقام الأول مصر بحاجة إلى شراء نوعيات الأسلحة التي لها أهمية قصوى في الدفاع عن البلد، بما يتفق مع قدراتها المالية والاقتصادية، ويبدو أنه من الضروري تحديث القوات الجوية المصرية، بما في ذلك المقاتلات وطائرات الهجوم، لأن هذه الأسلحة يمكن أن تسبب ضربات سريعة وفعالة للعدو سواء كان هذا العدو جيشاً نظامياً أو كيانات إرهابية تقع بعيدا عن المناطق الحساسة في البلاد.
طائرات النقل، هي أيضا ضرورية لأنها تسمح بنقل المشاة، والمركبات الآلية المحمولة جوا في أقرب وقت ممكن، خاصة في ضوء الشبكات المتطورة من المطارات في مصر.

وفي ضوء حقائق أن هناك تهديدات محتملة للهجوم على مصر من البحر، فمن المهم أن يكون هناك أنظمة صواريخ ساحلية قادرة على توفير الغطاء للمناطق البحرية على مسافات كبيرة، ويتمتع استخدام هذه الأنظمة بمميزات أنها تعمل تحت ستار الدفاع الساحلي وغطاء الطيران، مما يزيد مستويات تأمينها بشكل كبير.

كما تجدر الإشارة إلى أن شراء الأسلحة يجب أن يكون شاملا، أي أنه لا يشمل فقط الحصول على نوعيات معينة من الأسلحة، لكن يتعين أن تتوافر معها أيضا أنظمة الدعم والخدمات المرتبطة بها، فضلاً عن التدريب.

صفقة الـ "سوخوي"

·  سبوتنيك: ووفقا لوسائل الإعلام، أعلنت شركة "إيركوت" الروسية أنها ستقوم بتسليم مصر 12 مقاتلة من طراز "سوخوي- 30 كا"، من الجيل الرابع، هل هذه الصفقة تحمل أهمية خاصة لمصر؟ ولماذا؟

فيتشيسلاف جايلون: تسليم هذه الطائرات لمصر مثير للاهتمام من جهات عدة؛ أولا، هذه الطائرة أثبتت أنها من الطائرات المقاتلة التي تعمل بنجاح وكفاءة وشاركت في مناورات واسعة النطاق في القطاع الجنوبي من روسيا الاتحادية.
ثانيا، إن هذه المقاتلة تتمتع بقدرات قتالية كبيرة كما أنه تم تحديثها، إذ طورت روسيا طرازا جديداً منها، هو "سوخوي- 30 إم كا أي"، لكن الأخيرة ستكون ذات تكلفة كبيرة على المشتري، ليس من حيث سعر شرائها فحسب، بل بالنسبة للتكلفة الإجمالية في ضوء ما تتمتع به هذه المقاتلة من تكنولوجيات متطورة، أيضاً.

ثالثا، لاشك أن هذه النماذج من المقاتلات ستزيد من الاستقرار القتالي للقوات الجوية المصرية من قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية.

النسخه K هي النسخه التجارية - التصديرية - من مقاتلات سو 30 الأساسية التي أنتجت في عام 1996 وبالتالي نسخه مخفضة القدرات من نسخة قديمة !

هذه الطائرة لن تقدم الكثير الى القوات الجوية المصرية وإذا قارناها بالرافال التي ستدخل الخدمة قريبا في مصر تعتبر "طائرة متخلفة تكنولوجيا" فلما العودة الى الوراء ؟ بعد ان تقدمت الجوية المصرية خطوة الى الامام وأذا كانت الرغبة في إقتناء مقاتلات سو 30 وهو الأرجح لمن سيتشري مقاتلات روسية ، لما النظر دون النسخه Su-30SM !