كان للدبابة السوفياتية ت- 34 (T-34) دور هام في تحقيق الانتصار على الجيوش النازية في الحرب العالميةالثانية.
وهو ما اعترف به كبار جنرالات هتلر قبل غيرهم. نذكر على سبيل المثال ما قاله الجنرال الهتلري ي. شنايدر: "دبابة ت-34 كانت صرعة حقيقية. هذه الدبابة البالغ وزنها 26 طناً جهزت بمدفع عيار 76,2 مم. اخترقت قذائفه درع الدبابات الألمانية على بعد 1,5 – 2 كلم. في حين لم تستطع الدبابات الألمانية إصابة الدبابات السوفياتية عن بعد أكثر من خمسمائة متر".
وكتب الجنرال غودريان قائلآ: "العدو كان لديه نوع جديد من دبابات ت-34 التي كانت تفوق الدبابات الألمانية كثيراً في قدرتها على المناورة، وفي سماكة درعها وفعالية مدفعها في خرق الدرع المعادي". أما الجنرال بليومنتريت فكتب قائلآ: المدافع المضادة للدبابات التي كانت وقتذاك سلاحا لوحدات مشاتنا عجزت عن إصابة دبابة ت-34.
وفي أيار/ مايو 1938، تقرر في اجتماع برئاسة ستالين بناء نموذج الدبابة المجنزرة وكانت تسمى حينذاك ت32. وخلال فترة قصيرة طوّر المصممون برئاسة م.كوشكين، و ا. موروزوف تصميم الدبابة، مما أدى الى زيادة ثخانة الدرع وتجهيزها بمدفع عياره 76 مم ذي ماسورة أطول، وباتت تسمى ت-34 وزاد وزنها الكلي حتى 26,5 طن.
وفي تموز/ يوليو 1940 خرجت من بوابة المصنع أول دبابة من هذا النوع صنعت بالشكل المتسلسل. وحين قام النازيون باجتياح الاراضي السوفياتية كان عدد ما في حوزة الجيش السوفياتي منها 1225 دبابة.
وقد بيّنت الدبابة الجديدة تفوقاً كاملاً على الدبابات المتوسطة الهتلرية من نوعي ت 3 و ت4 ، فضلاً عن دبابة ت11 الخفيفة حتى المعارك الأولى. وفي خريف عام 1941 تجلت أفضلية الدبابة ت-34 السوفياتية في المعارك فقد ساعدتها جنازيرها العريضة (وبالتالي الضغط النوعي الاقل على التربة) على سرعة الحركة، والمرور بالأراضي الصعبة والموحلة حيث كانت تعجز عن ذلك الدبابات الألمانية.
وفي ربيع عام 1944 بدأت تصل إلى الجبهة دبابات ت 34-85 المجهزة بمدفع أقوى عياره 85 مم ماسمح لها بمكافحة دبابات "بانتيرا" و "تيغر" الهتلرية بفعالية أكبر.
وفي
وفي الوقت نفسه كانت دبابة ت-34 تتفوق في مواصفاتها الأساسية على دبابات الدول الحليفة المعادية لهتلر أيضاً. إذ كانت لدبابات "فالنتاين" و"ماتيلدا" و"تشيلتشيل" سرعة أقل وسلاحاً أضعف. أما دبابة م/4 شيرمان التي كانت الأساسية في جيش الولايات المتحدة الأميركية، فكان لها الدرع الجانبي الأرق، وسرعة السير الأقل، والمدفع المتخلف في فعاليته عن مثيله السوفياتي.
ولم يكن من قبيل المصادفة ما أشار اليه خبراء مركز الاختبارات في آبردين (الولايات المتحدة الاميركية) عام 1943، بعد تجارب دبابة ت-34: إن دبابة ت-34 تتميز بتصميم ممتاز وهي تصلح للانتاج بكميات كبيرة باستخدام القوة العاملة القليلة التأهيل.. ومن أفضليات هذه الدبابة هيكلها المتدني الإنسيابي الشكل، وبساطة تصميمها وقلة ضغطها النوعي على التربة. أما الزوايا الكبيرة لميل درعها فتعطيها امكانيات دفاعية فائقة.
لقد بلغ ما انتجته الصناعة السوفياتية من ت-34 خلال سنوات 1941 – 1945، 40 ألف دبابة (دون حساب المدافع الذاتية الحركة التي بنيت على أساس هذه الدبابة).