اعتبر العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الحرب التي يشنها "التحالف الدولي – العربي" على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، هي "حرب عالمية ثالثة، داعياً إلى توحيد الجهود لدحر التنظيم المتشدد المعروف باسم "داعش"، واصفاً مسلحيه بأنهم "خوارج هذا العصر."
وقال ملك الأردن، في مقابلة مع الزميل فريد زكريا بثتها شبكة CNN مساء الأحد، هي الأولى منذ إعدام تنظيم "داعش" للطيار الأردني معاذ الكساسبة، إنه لم يشاهد الفيديو، وأكد أن الكثير من الأردنيين يرفضون مشاهدته باعتباره "شكلاً من الدعاية الزائفة"، لافتاً إلى أنه تلقى تقارير مفصلة حول ما حدث، وشاهد "الصور المؤلمة" في الصحف.
وتابع بقوله إن "عصابة داعش" حاولت من خلال نشر الفيديو "تخويف الأردنيين"، لافتاً إلى أن "ما حدث هو العكس"، وأضاف أن "داعش قد جنت على نفسها بالاقتراب من العرين الأردني، إذ أن ما اقترفته بحق البطل الشهيد معاذ قد حفز الأردنيين على الالتفاف حول رايتهم، والتمسك بوحدتهم والتصدي لأساليب هذه العصابة الدنيئة."
وقال الملك عبدالله عن التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وسوريا، وامتدت عملياته إلى دول أخرى: "إنهم يحاولون زوراً وبهتاناً خلق صلة بينهم وبين دولة الخلافة، المرتبطة بتاريخنا الإسلامي، وخلافتهم المزعومة الكاذبة ليس لها علاقة بتاريخنا من قريب أو بعيد."
وأضاف أنهم يحاولون "إغواء الشباب وخداعهم بأنهم يمثلون الأمة الإسلامية، وفي الحقيقة، فإن الطريقة الوحشية التي أعدم بها الكساسبة صدمت العالم الإسلامي.. وشعوب المنطقة تعلم يقينا أن الإسلام بريء من كل هذا.. وأعتقد أن الترهيب والوحشية هو السلاح الرئيسي، الذي تستخدمه عصابة داعش."
واعتبر العاهل الأردني الحرب على التنظيم المتشدد "هي حربنا منذ فترة طويلة ضد هؤلاء، الذين يصفهم الكثيرون بالخوارج، وهؤلاء، بشكل أو بآخر، خارجون عن الإسلام، وقد حاولوا تنفيذ سياسات توسعية منذ اللحظة التي ظهروا فيها، في محاولة لتوسيع وبسط سيطرتهم على مناطق المسلمين."
ورداً على سؤال حول احتمالية "التحالف" مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في محاربة داعش، قال الملك عبدالله: "هذا هو جزء من الحيرة التي ألمسها لدى المجتمع الدولي.. أعني، كيفية التعامل مع سوريا.. لأن في هذه اللحظة هناك قضيتان: مسألة التعامل مع النظام، ومسألة التعامل مع عصابة داعش."
وتابع العاهل الأردني في مقابلته مع CNN بقوله: "نحن في الأردن طالما آمنا بأنه يجب أن يكون هناك حل سياسي لسوريا.. إلا أن قضية داعش تتقدم المشهد الآن.. لذا، فإننا في وضع نسعى فيه إلى تحقيق هدفين في آن واحد، وهو أمر يجب أن يقرر المجتمع الدولي كيفية التعامل معه."
وأوضح قائلاً: "التحالف العربي الإسلامي الغربي، إن جاز التعبير، يمكنه العمل ضد داعش في سوريا إلى حد معيّن، إلا أنه على السوريين أنفسهم في نهاية المطاف حسم الأمر، خصوصاً عندما نصل مرحلة المواجهة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها داعش، وهي الرقة في الشمال."
وعن مشاركته والملكة رانيا في المسيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، عقب الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، قال: "ذهبت أنا ورانيا إلى باريس لأن هذا هو الموقف الصحيح للوقوف في وجه العنف والإرهاب.. لكننا كنا أيضاً هناك للتضامن مع شرطي مسلم شاب اسمه أحمد.. دفع حياته ثمناً للدفاع عن واجبه."
وأضاف: "كنا هناك أيضاً للتضامن والدفاع عن الأبرياء الذين قتلوا زوراُ باسم الإسلام، ومنهم ما يقرب من 150 من التلاميذ الذين قتلوا في مدرسة في باكستان، والآلاف الذين قتلوا في قرية في نيجيريا في يوم واحد، والآلاف من المسلمين الذين يقتلون كل يوم في سوريا والعراق."