كشف موقع "ناشيونال ريبورت" إلقاء السلطات الفيدرالية الأمريكية القبض على 8 أشخاص، بتهمة التحريض ومساعدة تنظيم "داعش" الإرهابي على إنتاج أشرطة الفيديو التى يبثها لذبح وحرق رهائنهم.
ومنذ فترة طويلة، يشتبه فى أن مقاطع الفيديو التى يبثها ذلك التنظيم يتم إنتاجها من مصادر خارجية، نظرًا للجودة العالية في التصوير والإمكانيات الكبيرة فى الإخراج، ولكن لم يتصور أحد بطريقة ما أن تتورط إحدى شركات الإنتاج الأمريكية في هذا الأمر وذلك على حد وصف الموقع.
وتغيّر هذا الأمر كثيرًا عندما داهمت السلطات الأمريكية مقر شركة "Final Solution Productions" وألقت القبض على 6 أشخاص، بالإضافة إلى إلقاءها القبض على اثنين آخرين في منزلهما، ولم تفصح السلطات حتى الآن عن أسماء الأشخاص المتورطين فى هذا الأمر.
وتختص شركة "Final Solution Productions" فى إنتاج الفيديوهات في شكل احترافى، والذى يتضمن قيامهم بأعمال المونتاج النهائي وإضافة المؤثرات البصرية والصوتية للإعلانات الترويجية.
وأشار الموقع إلى قيام الشركة بإنتاج مقاطع الفيديو الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من استديوهات هوليوود تحت غطاء إنتاجها لفيديوهات الإعلانات.
من جانبه، تعاون مكتب التحقيقات الفيدرالي مع مكتب الأمن الداخلي وإدارة شرطة لوس أنجلوس في مداهمة مقر الشركة وإلقاء القبض على 6 أشخاص هناك، بالإضافة إلى اعتقال اثنين آخرين من منازلهم، وتحتجز السلطات الأمريكية الأشخاص الثمانية الآن للنظر في تورطهم في الدعاية الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية بانتظار توجيه اتهام رسمي لهم.
وقال المسؤول عن مكتب المخابرات في لوس أنجلوس إن رجال الشرطة تمكنوا من العثور على مقاطع فيديو في شكل خام محملة على أجهزة الكمبيوتر المتواجدة فى استديوهات الشركة، ولكنه لم يكشف عن الآلية التى استخدمتها القوات للوصول إلى تلك المقاطع.
وقال موقع "ناشيونال ريبورت" نقلا عن مصادر خاصة به، إن القوات توصّلت إلى تلك الفيديوهات نتيجة لاستجواب مجموعة من السجناء اعتقلوا في العراق، بالإضافة إلى اكتشافها مقاطع فيديو أرسلت عبر خوادم بروتوكول لنقل الملفات المشفرة، لمنتج يتواجد في منطقة ما في الولايات المتحدة.
وقال أحد الخبراء في مجال التقنية إنه إذا تمكن أحد من اعتراض الرسائل المرسلة عبر خوادم البروتوكول، فإنه من السهل للغاية على أي شخص الوصول إلى الإنترنت بروتوكول، المعرّف الرقمي للكمبيوتر للجهاز الذى تصل إليه تلك الرسائل حتى لو كان ذلك الجهاز مخفى بواسطة أنظمة "تورينت".
من جانبه، قال رئيس شرطة لوس أنجلوس إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في الوقت الحالي في كافة وسائل الاتصالات الأخرى التي من الممكن أن تكون شركة الانتاج استخدمتها مع أشخاص آخرين في المنطقة، نظرًا للاعتقاد السائد أن الشركة لديها شركاء آخرين متورطين في هذا الأمر.
ولبعض الوقت، أعربت السلطات الأمريكية عن قلقها إزاء ما يسمّى بـ "الإرهابيين المحليين" الذين يعملون لصالح تنظيم داعش الإرهابي، والآن تعتقد السلطات أن "Final Solution" تتعاون مع استديوهات ومنتجين آخرين للترويج لفيديوهات الدولة الإسلامية بهدف تحقيق العائدات المالية، وهو الأمر الذى لا يعتبر جديدًا على شركات هوليوود الإنتاجية التى لا تجد حرجًا في فعل أي شئ نظير المقابل المادي.