كشفت صحيفة نيويورك تايمز امس الاثنين أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) اشترت إبان احتلال الولايات المتحدة العراق في مناسبات عديدة صواريخ محشوة بغاز الأعصاب من بائع عراقي سري في محاولة لم يسبق إماطة اللثام عنها تهدف إلى ضمان عدم وقوع الأسلحة الكيميائية القديمة المتبقية هناك في أيدي "إرهابيين" وجماعات مسلحة.
وقالت الصحيفة إن خطة شراء تلك الأسلحة بدأ تنفيذها في 2005 حتى 2006 حيث اعتبرها الجيش الأميركي بمثابة نجاح لجهوده الرامية للحد من انتشارها.
وأضافت أن تلك الجهود مكنت الولايات المتحدة من الاستحواذ على أربعمائة صاروخ على الأقل من طراز براق وتدميرها والتي اعتبرت دوليا أحد أنواع الأسلحة الكيميائية التي قامت حكومة حزب البعث في عهد صدام حسين بتصنيعها في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها لم تكن ضمن الأسلحة التي تم حصرها إبان عمليات التفتيش التي اضطلعت بها الأمم المتحدة بعد حرب الخليج عام 1991.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن تلك الجهود تمت تحت إدارة مكتب (سي آي أي) في بغداد بالتعاون مع الكتيبة 203 للاستخبارات العسكرية وفرق الدفاع الكيميائي والتخلص من العتاد المتفجر التابعة للجيش الأميركي.
وتابع المسؤولون القول إن العديد من تلك الصواريخ كانت في حالة بائسة وبعضها كان فارغا أو كانت تحتوي على سوائل غير فتاكة، غير أن بعضها كان يحتوي على غاز السارين للأعصاب، والتي أظهرت تحاليل أنها في حالة أنقى مما توقعته دوائر الاستخبارات بحكم عمرها الزمني.
وكان تحقيق سابق نشرته صحيفة نيويورك تايمز نفسها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد كشف أن الجيش استولى على آلاف الرؤوس والقذائف الكيميائية في العراق التي أصيب من جرائها أميركيون وعراقيون بجروح لكن الحكومة الأميركية أبقت جل تلك المعلومات طي الكتمان عن الجمهور وقوات الجيش على حد سواء.
ومضت الصحيفة في تقريرها إلى القول إن تلك الصواريخ اشتريت من مصدر عراقي واحد، بيد أن المبلغ الذي دفعته الولايات المتحدة نظير ذلك لم يكشف النقاب عنه، كما لم تعرف هوية البائع.