[rtl]واشنطن تقترح سفيرا معاديا لروسيا وموسكو توافق[/rtl]
أعطت وزارة الخارجية الروسية موافقتها المبدئية لتعيين الدبلوماسي الأمريكي جون تيفت (John Tefft) سفيراً لبلاده لدى روسيا. وبرأي المحللين السياسيين الروس، فإن ممثل وزارة الخارجية الأمريكية معروف بموقفه المناهض لروسيا، وقد أفضى نشاطه كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في جورجيا وأوكرانيا إلى تقوية التعاون بين الولايات المتحدة مع هذه الدول وإلى تدهور علاقاتها مع روسيا. فلماذا تعطي روسيا الضوء الأخضر لسياسة تبريد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
[rtl]
مشارك فاعل في التحضير لـ"ميدان"[/rtl]
[rtl]
كان ممثل الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلن غير مرة أن على
أوكرانيا
تقليص تبعيتها لروسيا في مجال الطاقة إلى الحدود الدنيا. وتمّ في عام 2009 إنشاء فريق عمل مشترك (أمريكي-أوكراني) في مجال أمن الطاقة. وفي عام 2011 أُقِرَّت مذكرةٌ للتفاهم المشترك تنص على وجوب عمل فرق المسح الجيولوجي الأمريكية في أوكرانيا. وبالنتيجة، تم اكتشاف مكامن للغاز الصخري ودخل روبرت هنتر بايدن، ابن نائب الرئيس الأمريكي في مجلس إدارة أكبر شركة خاصة (بوريسما هولدينغز- Burisma Holdings) تتولى عمليات التنقيب عن الغاز في أوكرانيا.[/rtl]
[rtl]
ووفقاً للتحليل الصادر عن المركز الروسي للصحافة الدولية والبحوث، فإن القوة المحركة لـ "ميدان أوروبا" جرى إعدادها في ظل المشاركة الفعالة من قِبل جون تيفت. وكما جاء في التحليل: "تزامنت فترة عمله كسفير لدى أوكرانيا (2009-2013) مع ازدهار نشاط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والعديد من الصناديق الخاصة الأمريكية. وعلى وجه الخصوص، كان جون تيفت يتحدث بشكل دوري في مخيمات تيتش كامب (TechСamp)، حيث جرى تدريب المشاركين على استخدام التقنيات الرقمية لإثارة الأمزجة الاحتجاجية".[/rtl]
[rtl]
فيما قال المحلل السياسي الأوكراني فاديم كاراسيوف لـ"روسيا ما وراء العناوين": "إن جون تيفت، بوصفه خبيراً بمناطق ما بعد الاتحاد السوفييتي السابق، يعرف حق المعرفة كل خصوصيات البنية القائمة على الفساد في بلداننا". وعندما أصبح تيفت سفيراً في أوكرانيا، كان يتفهم بشكل رائع نخبة رجال الأعمال الأوكرانيين، وتمكن من إقامة علاقات جيدة مع عمالقة رجال الأعمال الأوكرانيين الذين كانوا يحددون الحياة السياسية في البلاد. لقد حافظ الأمريكان دائماً على علاقات حسنة مع الرئيس الأوكراني "السابق" فيكتور يانوكوفيتش. وكان من بين مستشاريه كثير من الأمريكيين، وتيفت نفسه كان "من أهل البيت" في الديوان الرئاسي الأوكراني".[/rtl]
تزامن عمل تيفت في أوكرانيا مع إعداد اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. ولغاية أيلول/سبتمبر 2013، لم تُعط كييف أي مبرر للشك في إتمام توقيع الاتفاق. ولكن في تشرين الثاني/نوفمبر، تخلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن عزمه، لتبدأ بعد ذلك في أوكرانيا أزمة سياسية شاملة، لا تزال مستمرة حتى الآن. علماً بأن ذلك كله حدث بعد خروج تيفت من منصبه.
مستقبل العلاقات الروسية-الأمريكية في عهد تيفت
يرى فاليري غاربوزوف، نائب عميد (معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا) التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن اختيار الممثل الجديد للخارجية الأمريكية هو إشارة واضحة للأمزجة المعادية لروسيا في واشنطن، ولالتزام باراك أوباما ببيانه حول السعي لفرض العزلة السياسية والاقتصادية الكاملة على روسيا في العالم. يقول فاليري غاربوزوف: "ترتبط فترة تيفت بالفترة الرئاسية المتبقية لأوباما. وسوف يواصل الدبلوماسي الأمريكي النهج ذاته لفرض العزلة على موسكو في العالم. إلا أن فرص نجاح هذه السياسة ضعيفة، نظراً لأن البزنس الأوروبي مرتبط بشكل عميق مع موسكو، ولأن الصين تعرف كيف تفصل بين الاقتصاد والسياسة.
بينما يرسم مركز الصحافة الدولية والبحوث صورة قاتمة إلى حد بعيد لتطور العلاقات الروسية-الأمريكية اللاحق. ووفقاً لتحليل المركز، فإن تيفت سيعمل أساساً بشكل غير معلن. وسيبقى التوجه بالطبع كما في السابق: "تغيير النظام" في روسيا، بما في ذلك عبر استخدام "العامل الأوكراني" الذي ساهم تيفت نفسه في اختلاقه. ولكن ازدياد الوعي العام الروسي في السنوات الأخيرة، وتنامي التأييد الشعبي على خلفية المأساة الأوكرانية، تجعل من مهمة تيفت في روسيا أقل قابلية للتحقيق.
[rtl]
يقول أندريه كورتونوف، المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الخارجية: "إنها حالة نادرة جداً في الممارسة الدبلوماسية. فهذه الخطوة تعطي إشارة قوية جداً ومعادية من الدولة التي أرسلت السفير. وقد كان من الصعب عدم إعتماد ترشيح تيفت لهذا المنصب في ظل الأوضاع السياسية الحالية".[/rtl]
[rtl]
ويرى كورتونوف، أنه لا جدوى من انتظار تغير واضح في نهج ممثل الولايات المتحدة الجديد في العلاقات مع روسيا، لأن الخط العريض يحدده البيت الأبيض والرئيس أوباما. وأشار هذا الخبير إلى أن تيفت سيتحاشى بالطبع ارتكاب أخطاء فاضحة، وسيتوخى الحذر لكيلا يثير الشك والريبة من جانب القيادة الروسية. ويضيف الخبير: "يبدو لي أن المسألة الآن تكمن في حجم الهامش الذي سيتحرك فيه السفير الجديد. هل سيحصل على إمكانية التواصل مع مجموعة واسعة من السياسيين الروس والمسؤولين والشخصيات العامة؟ وإذا تم تضييق دائرة تواصله، فإن إمكانيات الحوار بشأن تطوير العلاقات الثنائية سوف تضيق هي الأخرى على الأرجح ".[/rtl]
[rtl]
المصدر
[/rtl]
موضوع: واشنطن تقترح سفيرا معاديا لروسيا وموسكو توافق 
الأحد يوليو 20 2014, 12:41