ليس ضرورياً أن يكون الجاسوس ملماً بالنواحي العسكرية ، أو يملك خبرة فنية في تخصص ما، أو ذو علم غزير يستفيد من ورائه العدو. فالجاسوسية الحديثة لا تشترط وجود أي من هذه الصفات لدى الجاسوس. كل ما في الأمر، أن يكون منزوع الانتماء . فقيد الضمير، يسعى بين أهله ومواطنيه كالحية الرقطاء تتربص بالفريسة. لكن لكل مخابرات في العالم دورها وعملها السرّي الكثيف من أجل تأمين استقرار النظام ومصالح البلاد،و لهذه المخابرات وسائلها المشروعة وغير المشروعة لبلوغ غاياتها.
لقد ظل التجسس أو الجاسوسية تنعت بالمهنة القدرة عند عموم الناس، وأغلب ممتهنيها يتسكعون في الخمارات ومجامع اللهو والقمار والفساد. إن الجاسوسية هي في واقع الأمر حرب في الظل.
وهناك حقيقة "سرمدية" تقر أن الجاسوسية – برغم ما ينشر عنها من دراسات – إنما هي "أمر" سري يغلفه الصمت ويحيطه الكتمان . وما يكتنفها من غموض هو محاولة لإخفاء وجه الجاسوسية ونشاط العاملين فيها.
ولأن الجاسوسية هي "السلاح الرابع" كما يطلقون عليها – بعد سلاح الطيران والبحرية والقوات الجوية – فهي أولاً وأخيراً تعتمد على عقول ماهرة تكشف الحقائق وتحلل المعلومات وتستخلص النتائج وتضع الخطط، وتصنع ما لا يتخيله عقل أو منطق من خداع وحرب خفية أسلحتها الذكاء، والشفرة، والرموز، وأجهزة الإرسال ، وآلات التصوير والتسجيل واللجوء لشتى السبل من إغراء أو تهديد أو ترهيب وغيره لتجنيد الجواسيسواستقطاب العملاء . لقد أصبحت الجاسوسية في عصرنا الحالي تعد من الأدوات الأساسية في تحديد السياسات الدبلوماسية للدولة الحديثة، كما أنها "المستشار الخفي" للحكام والحكومات عند اتخاذ القرارات المصيرية.
وبالرغم من اختلاف جاسوس اليوم عن جاسوس الأمس بفعل تطوير التكنولوجيا الحديثة والتقاط الصور الجوية بواسطة أقمار وطائرات التجسس، إلا أن الموارد "البشرية" لا يمكن إهمالها أو الاستغناء عنها، وستظل الجاسوسية أبد الدهر تعتمد على العملاء والجواسيس، مهما قيل عن احتلال الأجهزة والوسائل التكتيكية التي تلاشت أمامها حجب الأسرار وخفاياها.
فهل يمكن الحديث عن جاسوسية وجاسوسية مضادة مغربية خالصة ؟
ملف هذا الأسبوع يسلط النزر من إضاءات على هذه الإشكالية بالأمس واليوم. يحوي هذا الملف شذرات من ممارسات ووقائع وأحداث وتداعيات أبطالها محسوبين على المخابرات أو من كانوا على علاقة وطيدة بها أو مجرد متهمين بالتعامل معها. إنها معلومات وحقائق ووقائع وقرائن نسجها جواسيس يعلمون بصفتهم هذه وآخرون لا يعلمون أنهم جواسيس.
بصمات المخابرات الغربية
من العرف لدى مختلف مخابرات العالم أن "الغسيل الداخلي" لا يجب نشره خارج مطابخ "الأسر المخابراتية". إلا أنه أحيانا تنكسف الأمور ويتم التخطيط لنشر هذا الغسيل في واضحة النهار. وحتى إن لم يتم نشر الغسيل لا محالة أن المخابرات الغربية تترك بصماتها بالمغرب.
لقد اهتمت المخابرات الإسبانية ( CNI ) اهتماما خاصا ببلادنا. ومنذ سنوات حاولت هذه المخابرات جاهدة لتجنيد مغاربة من أوساط رجال الأعمال وفعاليات المجتمع المدني وجمعياته أو بين المتزوجين زواجا مختلطا.
اعتبارا للروابط التاريخية والثقافية، ظلت بصمات المخابرات الفرنسية ببلادنا واضحة للعيان وقائمة باستمرار. إن وجوها بارزة من المخابرات الفرنسية (DGSE) اضطلعت بمهام سامية رسمية بالمغرب. ولعل أبرزها "برونو جوبير" القائم الأسبق على مديرية الاستراتيجية بالمخابرات الفرنسية والذي سبق وأن حل سفيرا بين ظهرانينا.
ومنذ 2001 تأكد بالملموس وجود فرع المخابرات الأمريكية "سي.إي.يا" بالمغرب. وهذا ما ظلت تشي به البعثات الأمريكية التي ضمت ممثلي الأمن الفيدرالي "إب.بي.آي" والمخابرات المركزية و"نازا" الوافدة إلى بلادنا تحت تغطية التعاون للتصدي للإرهاب.
جواسيس مغاربة هنا وهناك
برزت أسماء مغاربة هنا وهناك عبر العالم أتّهموا بالجاسوسية.
حالة"أمين . ب":
كشفت صحيفة "آ.بي.سي" الإسبانية في غضون سنة 2004 أن المخابرات الإسبانية استقطبت الإمام "أمين. ب" بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدريد في 11 مارس 2004 . وقد تكلف الإمام المجند بإعداد تقارير عن المغاربة والإسلاميين لتسليمها بانتظام لمخابرات الإسبانية.
انكشف أمر إمام مسجد "ألكار" بإحدى ضواحي مدينة "فلانسيا" ،المغربي الأصل، خلال مسار اتهامه بالتحرش الجنسي ومحاولة اغتصاب فتيات مغربيات تتراوح أعمارهن بين 6 و 11 سنة. وقد أشارت إحدى الجرائد المحلية "لافرداد" أن المخابرات الإسبانية حرصت على إقبار القصة والتستر عليها عندما أقدمت بعض الأسر على إيداع شكايات ضد الظنين.
استقر "أمين" لمدة 18 سنة ، وبعد اتهامه حين كان يسافر إلى طنجة كانت عناصر المخابرات الإسبانية النشيطة والعاملة بالمغرب لمراقبته عن قرب خوفا من قدومه على كشف تجنيده من طرف المخابرات الإسبانية للمسؤولين المغاربة. وقد تمكنت عناصر المخابرات بإقناعه للعودة إلى إسبانيا بعد أن وعدوه بإطلاق سراحه فورا في حالة إلقاء القبض عليه وسجنه.
جاسوس ألمانيا:
تعرف الجمهور لأول مرة على من سمي بـ "جاسوس ألمانيا" بفضل جدادة وكالة الأخبار الفنسية "أ.إف.بي" التي أشارت أن جاسوسا تحمل جنسية مزدوجة ، مغربية - ألمانية، تم اعتقاله بالديار الألمانية.
ووجه "محمد. ب" - 56 سنة – بتهمة التجسس لفائدة المخابرات المغربية بخصوص الانفصاليين الصحراويين المقيمين بألمانيا.
نور الدين مالكي:
أتهم نور الدين مالكي، الأمريكي من أصل مغربي، بالجاسوسية. وأقرت وسائل الإعلام الأمريكية بأنه اعترف بذلك أمام هيأة المحكمة التي تابعته في النازلة. ومن المحتمل جدا أن لكون اسم "نور الدين مالكي" مجرد اسم مستعار وليس اسمه الحقيقي ، ويبلغ سنه 46 سنة وكان يعمل ضمن القوات العسكرية الأمريكية كمترجم.
لقد توبع جراء كشفه على فحوى جملة من الوثائق ذات طابع سري مرتبطة بالدفاع الأمريكي وتهم مواقع قواعد الثوار العراقيين المستهدفة من القوات المسلحة الأمريكية.
جاسوس البلاد المنبسطة:
في عضون سنة 2008 تفجرت فضيحة "الكوميسير" الهولندي من أصل مغربي. وهي القضية التي أقلقت كثيرا أفراد الجالية المغربية بالديار الهولندية. إنها نازلة رضوان لمحاولي (38 سنة حين وقوع النازلة)، عمل ما يناهز عقدين بالجهاز الأمني الهولندي قبل انكشاف أمره. وكان معروفا بلقب "ري" (بداية اسمه الشخصي:رضوان).
وقد أقرت المخابرات الهولندية (AIVD ) أن رضوان زود المخابرات المغربية بمعلومات مستقات من ملفات أمنية بين سنتي 2006 و2008. وحسب تقرير أعدته المخابرات الهولندية عملت المخابرات المغربية على استقطاب وتجنيد موظفين بالشرطة الهولندية من أصول مغربية سنة 2008، وذلك في نطاق مراقبة المتطرفين لاستباق أي عملية إرهابية محتملة بالمغرب قصد إفشالها. كما أشار التقرير إلى عناصر عاملة بالسفارة المغربية بلاهاي غادروا هولندة وعادوا إلى الوطن.
وحسب الرواية الهولندية الرسمية، بدأت القصة يوم 15 شتنبر 2008 عندما كشف البرنامج التلفزي "نوفا" فحوى ما عزمت السلطات الهولندية على إقباره والتستر عليه. وتعلق الأمر بطرد كوميسير روتيردام بسبب تسريب معلومات سرية إلى المخابرات المغربية. بعد ذلك صرح بعض الأشخاص الذين يشغلون مواقع ووظائف بالديار الهولندية أنهم دعوا من طرف عناصر المخابرات المغربية للتعامل معها، ومن هؤلاء فؤاد حاجي –هولندي من أصول مغربية- يعمل كمستشار بلدي (منتخب محلي) بمدينة روتيردام باسم الحزب العمالي.
وكانت من تداعيات هذه النازلة أن الأحزاب السياسية الهولندية اقترحت مشروع قانون يمنع ازدواجية الجنسية. وقد تألق اليمين المتطرف في هذا المضمار. كما أحدثت النازلة زوبعة فرضت على وزير الخارجية الهولندي وقتئذ للإعراب عن استيائه من محاولة المخابرات المغربية التجسس على أنشطة شرطة بلاده.
اتهام المهدي بنبركة بالجاسوسية لفائدة المعسكر الشرقي
سبق لمجلة "ليكسبريس الفرنسية" في يوليوز 2007 أن نشرت أن "المهدي بنبركة"، الذي تعرض يوم 29 أكتوبر من عام 1965 للاختطاف في وضح النهار وسط العاصمة الفرنسية ، عمل جاسوسا للمخابرات التشيكوسلوفاكية ابتداءا من أبريل 1960 حيث تم تجنيده من قبل عميل للمخابرات التشيكوسلوفاكية بالعاصمة الفرنسية باريس والتي لجأ إليها المعارض المغربي بعد توثر علاقاته مع الملك الحسن الثاني. وذلك استنادا على الوثائق التي حصل عليها "بيتر زيديك" - صحافي ومؤرخ تشيكي – مؤلفة من أكثر من 1550 صفحة نشرت بعضها المجلة الفرنسية في تحقيق خاص 2007.
وقال "بيتر زيديك" للمجلة الفرنسية أن "بنبركة" اشتغل لحساب المخابرات التشيكوسلوفاكية تحت اسم "الشيخ" وكان يمدها بالكثير من التقارير والمعلومات والتي كانت بدورها ترسل للمخابرات السوفيتية الشهيرة "كا جي بي". وكشفت الوثائق المنشورة أن بن بركة كان يتقاضى راتبا شهريا من المخابرات التشيكوسلوفاكية وقدره 1500فرنك فرنسي في الشهر ابتداءا من ربيع 1961، وكان يقدم إلى المخابرات التشيكوسلوفاكية وعلى فترات متباعدة تقارير ووثائق حصل عليها من مكتب التوثيق الخارجي ومكافحة التجسس الفرنسي والذي تحول في 1982 إلى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي.
وحسب الوثائق ذاتها ، فقد تلقى بنبركة إبان زياراته المتكررة للعاصمة براغ دورات تدريبية على يد المخابرات التشيكوسلوفاكية ، كان آخرها في مارس 1965 أي قبل سبعة أشهر من اختطافه بباريس حيث لم يعد بعد ذلك أي أثر لجسد بنبركة.
الأمير الخطابي يتجسس على عباس المسعدي
الجاسوس الصديق
التقى عباس المسعدي مع محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كان جيش التحرير يكن له التقدير ويستنير به في كل تحركاته أكثر من مرة، وكان آخرها في عضون شهر فبراير من سنة 1956 . علما أن الأمير عبد الكريم كان يعارض بشدة مسألة خضوع جيش التحرير المغربي لتوجهات الأحزاب السياسية، ويدعو إلى استمرار الكفاح المسلح حتى يتحقق الجلاء التام للمحتل الغاشم من أ ي شبر من الوطن.
وقد أكد الكاتب محمد لخواجة أن أن عباس المسعدي حل بمدينة الناظور بعد أن وُضعت جميع الأسس لبناء حركة مسلحة في الريف، أي بعد أن مر على ميلادها حوالي أربع سنوات. وقد وجد في الريف منفذا لإبراز طموحاته العسكرية التي لم تتبلور في الدار البيضاء وغيره. ومباشرة بدأ الاتصالات والتنقلات في الريف بسرعة مع حرصه الشديد على عدم تسرب أي منافس له إلى هذه الجهة. كما حرص على إبعاد كل من يحاول التشويش على هذه الحركة الفتية والواعدة. وقد عمل كل ما في وسعه على تحصين جيش التحرير المغربي من الوقوع تحت نفوذ الأحزاب السياسية وبخاصة حزب الاستقلال، أكبر الأحزاب آنذاك. ولعل هذا ما جر عليه "غضب" الزعامات السياسية المغربية، لاسيما بعدما اشتد عوده وأصبح زعيما بلا منازع، يأتمر كل القادة بأوامره ويفاوض باسمهم كل الجهات، سيما بعد عودته من القاهرة فيأواخر فبراير 1956.
وكشف محمد لخواجة بعثها عبد الله الصنهاجي إلى عبد العزيز أقضاض (أحد منافسي عباس المسيعدي) يحذره فيها من "جاسوس" يتجول في منطقة الريف . ولم يكن ذلك الجاسوس إلا مبعوثا أرسله الأمير عبد الكريم الخطابي ليتفقد أحوال المجاهدين وسير حرب التحرير. وحسب شهادة عبد العزيز أقضاض نفسه أنه استقبل الجاسوس المزعوم من في مركز جيش التحريربكل ترحاب، وتحدث معه طويلا وعرف حقيقة مهمته ،وتبين له أنه كان جاسوسا صديقا مرحبا به ولم يكن جاسوسا من جواسيس العدو كما زعم الصنهاجي في رسالته.
جواسيس الموساد بالمغرب
من نجاحات جواسيس الموساد الأولى بالمغرب أنهم استغلوا مناسبة صلاة "بيصاح" (أي السنة القادمة في القدس) بدرجة كبيرة للترويج للكذبة الصهيونية. وآنذاك بالضبط نشط أحد رسل الصهيونية و أبرز مؤ طيرها بالمغرب "بروسبير كوهن" الذي دعا اليهود للتخلي عن الأمل في المسيح و البشرية. ومنذئد بدأت تقوية قاعدة اللوبي الصهيوني بالمغرب للحرص على تحقيق كل ما من شأنه خدمة الصهيونية آنيا و مستقبلا. هكذا و بتمويل سخي من طرف ادموند دو رولتشيلد تأسست أولى المؤسسات التعليمية العصرية الخاصة باليهود في المغرب, وذلك لتوفير الشروط "لإنتاج" نخبة يهودية مثقفة بالمغرب تخدم القضية الصهيونية. ومنذ البداية تم استئصال جذور هذه النخبة عن واقعها المغربي عبر إدماجها و دمجها في نمط عيش غربي وعبرربط مصالحها بالثقافة الغربية حتى وجدت نفسها غير قادرة على بلورة "تصور وطني" فعلي لجماهير اليهود المغاربة. وبدلك عملت على توجيه هؤلاء في اتجاه واحد لا ثاني له وبدون أي خيار آخر, الصهيونية و لا شيء آخر إلا الصهيونية, لاسيما وأن النخبة إياها استفردت بكافة اليهود المغاربة في ظل بنية و منظومة اجتماعيتين مطبوعتين بالانعزال الثقافي. وهكذا لم يتمكن حتى أولئك اليهود المغاربة الدين ساهموا فعلا و فعليا في حركة الكفاح الوطني المغربي، فكرا و سلاحا، من مواجهة سواء النخبة أو اللوبي الصهيوني فتركوا جماهير اليهود المغاربة في قبضة الصهيونية تفعل بهم ما تريد إلى أن تم ترحيلهم إلى الكيان الإسرائيلي في بداية ستينات القرن الماضي.
و لا يخفى على أحد الآن الدور الذي لعبه هؤلاء الجواسيس في مفاوضات "ايكس ليبان" المتعلقة بالاستقلال السياسي للمغرب. حيث تمت إثارة قضية اليهود تمت إثارتها في تلك المفاوضات وحصل الاتفاق على اعتماد ترتيبات وفق جدول زمني لتسهيل سفر أعداد كبيرة من يهود المغرب إلى إسرائيل في هدوء و دون دعاية و"شوشرة". هكذا و على امتداد أقل من عشر سنوات وصل عدد اليهود المغاربة المهاجرين إلى إسرائيل ما يناهز ثلاثمائة ألف مهاجر في صمت تام و دون "هرج"، كما سمح لليهود الباقين بالبلاد بربط صلات غير مقيدة مع أهاليهم و دويهم الدين فضلوا الهجرة. ولولا هذا الدور، يقول بعض المحللين ومن ضمنهم الراحل أبراهام السرفاتي لما نجحت صفقة فتح الباب لهجرة يهود المغرب إلى الكيان الإسرائيلي،لاسيما ادا علمنا طبيعة صلات الصهاينة آنذاك بفرنسا.
المغاربة اخترقوا الموساد
لقد عمل المغرب مبكرا على تأسيس منظومة من العلاقات بباريس اخترقت حتى أجهزة الأمن و المخابرات الفرنسية, و كانت هي الانطلاقة للوصول إلى اختراق الموساد. ومن المؤشرات التي تفيد بدلك مشاركة الموساد بدور نشيط في تتبع تحركات المهدي بنبركة و خطة إيقاعه ثم اختطافه, و هذا ما أوضحته وثائق ملف التحقيق في قضية اغتيال المهدي بنبركة بعد سقوط طابع سر الدولة عنها.
"فكرة – حلم": في هذا النطاق قد تبرز "فكرة- حلم" مفادها أن اليهود من أصل مغربي يشكلون اكبر جالية يهودية وفدت على إسرائيل. وقد ساهموا في مختلف مجالات حياة المجتمع الإسرائيلي و ولجوا الوظائف الحكومية و السياسية و منهم نواب في الكنيست أو مناصب حساسة و استراتيجية. فهل هناك من احتمال لإمكانية وجود لوبي مغربي بإسرائيل, ما دام أنه يبدو البلد العربي الوحيد الذي يتوفر على مثل هكذا وضعية؟ وهل في امكان هدا اللوبي الفعل في اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه يخدم القضية العربية أم لا ؟ أم أن هذه الوضعية تعتبر في واقع الأمر نقمة لأن العم سام و معه أوروبا لن يسمحا لأي بلد من الجنوب أن يتوفر على مثل هذا اللوبي الذي من شأنه الفعل على الصعيد الدولي سواء مباشرة أو بطريقة غير مباشرة؟ و هذه مجرد "فكرة – حلم" تساؤل الداعي إليه هو الآتي : إن اللوبي الإسرائيلي يلعب دورا مهما على الصعيد العالمي و هذا أكيد و لا نقاش بصدده. كما أن هذا اللوبي مرتبط ارتباطا عضويا بإسرائيل التي فيها لوبي مغربي لديه من الشروط للتوفر على قدرة الفعل.
رضا الطاوجني أكثر المغاربة اتهاما بقربه من المخابرات
يعتبر محمد رضا الطاوجني أكثر اتهاما بالقرب من المخابرات المغربية رغم أنه ظل ينفي ذلك بقوة جملة وتفصيلا، علما أنه يعتبر ليس من العار أن يكون المواطن المخلص قريبا من مخابرات بلده إذا كانت الغاية هي الدفاع عن مصالح الوطن ومستقبله.
وفي جعبة الطاوجني حكايات كثيرة مع المخابرات الجزائرية بفعل تشبثه المستميت للدفاع عن مغربية الصحراء كرئيس لجمعية "الصحراء المغربية. وقد تعرض أكثر من مرة لاعتداءات سافرة خارج الوطن، منها اعتداء بمدينة مالقة سنة 2005 ةالذي على إثره قاضى المخابرات الجزائرية أمام القضاء الإسباني. واعتبر الطاوجني الجهات الجزائرية المسؤولة عن الاعتداء، علاوة على التهديد والابتزاز اللذين اقترفته في حقه. وقد أقر وقتئذ أن عناصر استخباراتية جزائرية وأطرافا في السفارة الجزائرية بإسبانيا أجرت معه اتصالات عدة مرات، محاولة إغراءه وإسكات صوت جمعيته في إسبانيا. كما قدم شخص مجهول على إيداع في حساب الجمعية بأحد الأبناك الإسبانية مبلغا ماليا قدره 3 ملايين درهم قبل سنتين (2003)،إلا أن رئيس الجمعية رفض كل محاولات الإغراء.
أنور مالك
أراد أن يكون جاسوسا مزدوجا
تظاهر في البداية بعدائه للمخابرات الجزائرية وسعى جاهدا إلى ربط علاقة بالمخابرات المغربية لكن انكشف أمره "بكلاكل" كما يقول الإخوان المصريين.
عندما فشلت مساعيه مع المخابرات المغربية عمل على تحويل فرص مجيئه إلى المغرب لأوراق تستثمرها مع المخابرات الجزائرية. حيث عمل على إيهامها أنه تظاهر بالتقرب والود للمغاربة ليستطيع الوصول إلى عمق الأراضي الصحراوية في مدينة الداخلة ، تقديم الوجه الآخر من الحقيقة المغيّبة والمشوّهة حسب زعمه، خاصة في قضايا حساسة بحجم الصحراء لطالما وجد الإعلام الحر والمحايد صعوبات كبيرة في التحرك بحرية ونقل المعلومة الدقيقة والصحيحة عن الوضع في هذه المناطق الخاضعة لقبضة أمنية وعسكرية حديدية. كما يدعي رغبة في تضخيم ما تم إنجازه.
ومحاولة منه لإتقان "الغرزة" اختار جريدة موالية للمخابرات العسكرية الجزائرية "الشروق" لنشر ما أسماه بالتحقيقات "غير المسبقة". وللمزيد من الإثارة في إخراج المشهد وسعيا لنيل نزر من المصداقية روج أنور مالك أن المخابرات المغربية حاولت استغلاله بصفته ضابطا سابقا في الجيش الجزائري لتوجيه ضربة سياسية وإعلامية في خاصرة الجزائر تحقيقاته حول الصحراء كانت علقما صعب على المغرب بلعه، كما أوهم نفسه محاولا بذلك كسب المزيد من ود المخابرات الجزائرية. علما أن أنور مالك هو الذي اقترح على محمد رضا الطاوجني أكثر من مرة التوسط له لتمكين المخابرات المغربية من وثائق ومعلومات عسكرية جرائرية عبر ضباط مستعدين للتعامل بمقابل، وهذا ما أدلى به بوضوح في لقاء مباشر بمدينة "تولوز" الفرنسية حيث ساوم على كل شيء المبالغ المالية وتذاكر الطائرة وفاتورات المأكل والمشرب والإقامة و"نقود الجيب" والهدايا لتوهيم أن السفر كان للمتعة والاستجمام بالنسبة للضابط الذي بحوزته الوثائق والمعلومات والذي سيحل بإحدى المدن الأوروبية غير الفرنسية سيتم اختيارها لاحقا، وقد اجتهد أنور مالك في أقناع الطاوجني بتسريع التنفيذ لأن الضابط المزعوم لن تتوفر له أمكانية الانتظار. وكل هذه المعلومات مسجلة في شريط تسجيلا حيا وهو بحوزة الطاوجني، ويبدو أن ياسين المنصوري قد علم به وسمعه.
نعم لقد التقى أنور مالك برئيس "لادجيد" بمدينة أكادير في ربيع 2010، لكنه تأكد بعد هذا اللقاء أنه لن يتمكن من تحقيق ما حلم به، لذلك استدار بقدار 180 درجة لأنه يئس إلا الحرص الشديد على عدم خسران ود المخابرات الجزائرية، وهذا ما يفسر هجومه المستطير على المغرب.
نبيل النحاس المصري
عميل الموساد الذي تجسس على المغرب
وكانت أولى المهام التي أوكلت إليه السفر إلى منطقة الصحراء المغربية "ريو دي أورو" ومن "فيلا سيسنيروس" (الداخلة) و "العيون" يستطيع أن ينقل أخبار الصراع السري الدائر وقتئذ بين المملكة المغربية وموريتانيا ، صراع النفوذ على المنطقة المحصورة بينهما.
كانت سعادته بالمهمة الجديدة عظيمة، حيث ستتاح له فرصة اللحاق بساحرته الإفريقية جونايدا - التي سبقته إلى كوناكري. . وطار النحاس إلى الدار البيضاء تحفه أحلام المغامرة والغد الوردي.
في الدار البيضاء كانت بانتظاره مفاجأة بدلت مجرى حياته كلها ، إذ تعرف إليه في بهو الفندق رجل مغربي يهودي . عرف منه وجهته، فعرض عليه مساعدته لدخول "ريو دي أورو" عن طريق أعوان له في "سيدي أفني" وكيفية اجتياز "وادي درعة" للوصول إلى الحدود. سر نبيل النحاس للصدفة الجميلة التي لم يكن لتخطر على باله.
واحتفاء بالمراسل الصحفي الوسيم، أعد له المضيف وليمة غداء بمنزله في "أزمور" الساحرة الواقعة على نهر "أم الربيع" . وفي منزل تحيطه الحدائق والزهور كانت تنتظره مفاجأة أخرى. إنها "مليكة" الشابة اليهودية المغربية ذات جمال فتان . كانت في الواحدة والعشرين من عمرها، إذا خطت تحركت الفتنة وترجرجت تحت ثيابها ،وإذا تأودت أغرقت الدنيا بهاء وحسناً، وإذا تحدثت أربكت حدود العقل وأركانه. أذهل جمالها نبيل فنسي مهمته ، فقد أفقدته حسناء أزمور الوعي والرشاد ، وطيرت عقله إلى سفوح المتعة. . فأقبل يلعق عناقيد الفتنة بين يديها . . ويتعبد منتشياً في محرابها مسلوب القرار. الأيام تمر ونبيل نسي مهمته ،قابع بين أحضان مليكة التي أحكمت شباكها حوله وسيطرت على كل حواسه وحولته إلى خادم يلبي طائعاً رغباتها وينقاد لرأيها ..دون أن يشك ولو لحظة في كونها تسعى لاصطياده في خطة محبوكة ماهرة أعدتها "جونايدا" سلفاً في القاهرة. وبعدما فرغت جيوبه ،أفاق نبيل على موقف محرج، بلا نقود في بلاد الغربة
عرضت عليه "مليكة" السفر معها إلى باريس حيث الحرية والثراء .. وبلا وعي وافقها .. ورافقها إلى عاصمة النور ومأوى الجواسيس .. وهناك لم ينتبه إلى حقيقة وجوده بين فكي كماشة . ولما أيقنت أنه سقط، نبهته "مليكة" بالتلميح إلى ضرورة إدراك حقيقة لا بد أن يعيها، وهي أنها يهودية تدين بالولاء لإسرائيل حتى وإن كانت مغربية المولد. وعندما استقرأ نبيل مستقبله معها . . كانت الصورة أمامه مهتزة .. إذ خلقت منه مليكة الناعمة أعمى لا يرى تحت قدميه. هكذا ومن حيث لا يدري أصبح جاسوسا.
تم ترتيب سفر نبيل إلى إسرائيل، وفي الفيلا التي نزل بها كانت تنتظره مفاجأة مدهشة، إنها مليكة ، العميلة المحترفة التي أوقعت به صيداً سهلاً في شرك الجاسوسية لصالح الموساد. فجددت معه ذكرى الأيام الخوالي ، وأغدقت عليه من نبع أنوثتها شلالات من المتعة منحتها له هذه المرة ليس بقصد تجنيده والتغرير به كما حدث في المغرب، ولكن لتكافئه على إخلاصه لإسرائيل.
" التامك" كان محميا من طرف المخابرات المغربية
سبق لمحمد رضا الطاوجني - رئيس "جمعية الصحراء المغربية" المنحلة ومدير جريدة "الصحراء الأسبوعية" المتوقفة عن النشر- أن اتهم علي سالم التامك بتعامله مع المخابرات المغربية، قبل ارتمائه في أحضان المخابرات الجزائرية، استنادا إلى معلومات ومعطيات جمعها من مصادر وصفها بالموثوقة وجيدة الاطلاع من "قلب الدار"، كما عاين أكثر من مرة تردد عناصر "الديستي" على سجن سلا، حيث كان التامك معتقلا قصد الالتقاء به، وأسرت له جهات ذات صلة بـ "لادجيد" بطريقة حبية أن يترك التامك يقوم بمهمته دون شوشرة.
ومن المعلوم أن علي سالم التامك ومن معه لا يسترون تعاونهم مع الجزائر ولا يخفونه، ومن الطبيعي أن تكون هذه الأخيرة سخية معهم ماداموا يخدمون مخططاتها.
ويرى الكثيرون ، غير رضا الطاوجني، أن التامك ومن معه أضحوا يمثلون بالنسبة للجزائر وجبهة البوليساريو، "بوليساريو الداخل" وعموما هي ورقة مرحلية ضد المغرب، وعندما ستصبح هذه الورقة بدون فائدة وجدوى ضمن قواعد اللعبة سيتم التخلي عنها. أما بالنسبة للمغرب، فإن علي سالم التامك، كان بالأمس القريب، متعاونا نجيبا ومجتهدا مع الاستخبارات المغربية قبل أن تتوتر العلاقة بين الطرفين، لأن المتعاون النجيب أصبح جشعا ومصدر إزعاج كبير، فتم التخلي عن تعاونه وخدماته، وهذا أمر انفضح منذ مدة. سيما سنة 2002 عندما كان معتقلا بالمركب السجني -الزكي- بسلا، حيث دأبت مصالح "الديستي" في عهد العنيكري على جلبه واستقطابه، وقد صنعت منه نموذجا لانفصاليي الداخل. آنذاك كان التامك هو الوحيد الذي يدلي بتصريحات ويجري حوارات عبر وسائل الإعلام المغربية. وقد أُريد من وراء هذا التصرف إظهار مساحة حرية والتعبير والرأي المتاحة بالمغرب، لدرجة السماح للانفصاليين بالتحرك بكل حرية كما يحلو لهم. لكن التامك شكل شركا وفخا بالنسبة للكثير من الشباب "الانفصاليين" أو الموالين لهم، وبذلك تمكّن التامك من التعرف على مخططاتهم ومشاريعهم، وكل هذا كان يصل، بشكل أو بآخر إلى رجال الجنرال حميدو لعنيكري عندما كان قائما على "الديستي" ثم الأمن الوطني. لكن لا يجب نسيان، أن علي سالم التامك كان يدلي أيضا بمعلومات خاطئة أو مغلوطة لإظهار أنه عميل نجيب ومجتهد، الشيء الذي أدى إلى قذف العديد من الشباب الأبرياء في جحيم الاستنطاقات بمخافر الشرطة، في ظروف قاسية وهمجية أحيانا. وربما يكون بعضهم قد قذف به إلى السجن ظلما وعدوانا، ارتكازا على معلومات مغلوطة كان وراءها علي سالم التامك.
قبل فك الارتباط نهائيا تعاون مع "لادجيد" إلى حدود شهر مارس من سنة 2009 حسب محمد رضا الطاوجني، إذ قُطعت العلاقة به نظرا لجشعه ووفرة طلباته، فاختار الارتماء، روحا وجسدا، في أحضان المخابرات الجزائرية دون شرط ولا قيد.كما أكد الطاوجني، استنادا على مصدر موثوق من قلب الدار، أن التامك استفاد من راتب شهري يبلغ 4500 درهم إضافة إلى امتيازات أخرى، مضيفا أنه في سنة 2008، عندما كانت جمعية "الصحراء المغربية" تتصدى لهذا لعلي سالم التامك الذي اعتبره خائنا، كانت مفاجأتها كبيرة عندما أسرّ لها بعض عناصر "لادجيد" بتركه يقوم بمهمته دون إزعاج. وقد علم الطاوجني في لقاءات عابرة وحبية مع بعض عناصر "لادجيد" أن التامك قدم خدمات "جليلة"، مكنت المخابرات المغربية من اختراق بعض الأوساط الانفصالية. وقتئذ كان التامك محميا من طرف "الديستي" وبعدها من طرف "لادجيد".
الفرقة 192
خلية استخباراتية الجزائرية ملعبها المغرب وصحراؤه
سبق للدكتور عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية و الإستراتيجية، أن أكد أن هناك خلية جزائرية مكونة من ضباط مختصين في التشويش على المغرب في المحافل الدولية و المعروفة بالفرقة 192 و التي مقرها بن عكنون بالجزائر العاصمة. وقد انكشف أمر هذه الوحدة المنحصرة مهمتها في التجسس على بلادنا في مناسبات عديدة، سيما عندما كانت تستغل أخطاء القييمين على الدبلوماسية المغربية في تعاطيهم مع ملف الوحدة الترابية، بدءا من الصراع حول جزيرة ليلى و الأزمة الدبلوماسية مع السنغال و قطع العلاقة مع فينزولا و طرد السفير الإيراني و نهج التعاطي مع نازلة الانفصالية أمينتو حيدر ونازلة ولد سلمى وأحداث العيون وغيرها.
لقد رمت الفرقة 192 بكل ثقلها في نازلة أمينتو حيدر وسعت إلى توجيه ضربة قاضية للمغرب، إلا أن التدخل الفرنسي سحب البساط عن المشروع المخابراتي الجزائري الرامي إلى إقحام المغرب في حرب حقوقية اعلامية عالمية، وهو مخطط كان يهدف الى مطالبة الدول العظمى الدائمة في مجلس الأمن منح اختصاصات وصلاحيات الشرطة لقوات الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) لحماية السكان الصحراويين و تقديم المغرب كدولة مارقة الى الرأي العام العالمي. وهذا مخطط ممول من صندوق محاصيل شركة صونتراك للمحروقات منذ اتضح فشل الجزائر و البوليساريو في الحرب العسكرية ضد المغرب، دامتوالتي 15 سنة متواصلة. فمنذ وقف اطلاق النار سنة 1991 قررت المؤسسة العسكرية الجزائرية – عبر أجهزتها المخابراتية - تغيير منهجية وأدوات المواجهة و اطلقت الحرب الإعلامية و الحقوقية و الدبلوماسية و المخابراتية لمحاصرة المغرب و تصدير العنف الى الداخل، وهي استراتيجية كانت مدعومة من اليسار الأوربي و الأمريكي و الإفريقي، في هذا السياق أوتي بالرئيس بوتفليقة سنة 1999 من امارة ظبي لتطبيق هاته السياسة و هذه الحرب الجديدة على المغرب.
في هذا السياق، كان الدكتور عبد الرحمن مكاوي قد دعا، وبإلحاح كبير، إلى تكوين مجلس ملكي للدبلوماسية، يحدد السياسة الخارجية للمغرب و يخطط تدبير نزاع الصحراء على المدى القصير و البعيد. مجلس ملكي يضم وزراء خارجية سابقين وأمناء الأحزاب السياسية و اعلاميين ورجال اعمال و حقوقيين و مختصين في العلاقات الدولية و المنازعات الإقليمية. ومع المستجدات الأخيرة يبدو انها خطوة أضحت ضرورية حتى يتفادى المغرب في المستقبل كل الأخطاء المجانية التي تخدم المخططات العدائية ةالمنوائة.
السفير طوماس رايلي: جاسوس المخابرات الأمريكية بالمغرب
لم يكن يكف عن توزيع ابتساماته كما يوزع تبرعات بلاده، ودأب على حضور الأنشطة الإحسانية والخيرية التي تقوم بها بعض الجمعيات الأمريكية.
لقد أحصى أنفاس الجنود والعسكريين والسياسيين المغاربة، من أدناهم مرتبة إلى رتبة جنرال؛ وأعد تقارير مفصلة عن الصحراء والقدرات العسكرية وحالة السجون وعلاقات المغرب الخارجية. كشفتها "تسريبات" موقع وكيليكس ،تسريبات حاول خليفة ريلي، صامويل كابلان، التقليل من أثرها البليغ قائلا إنها جزء من الماضي الذي يجب نسيانه.
عمل رايلي على توثيق وتسجيل كل كبيرة وصغيرة، من كبريات الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، إلى أحاديث الممرات والسهرات وحفلات الاستقبال، وكل ما كان يستخلصه من لقاءاته مع يلتقي سفير أو قنصل أو موظف في سفارة أجنبية أو مسؤول سياسي أو إعلامي أو رجل الأعمال أو مثقف.
على مدى السنوات الأربع التي قضاها رايلي في المغرب، راكم آلاف المعلومات والوثائق حول مؤسسات الدولة المغربية، من حكومة بمختلف وزاراتها والجيش ومكوناته وأسلحته وقياداته، والاقتصاد وثوابته ومتغيراته، وحتى المجتمع المغربي وطريقة تفكيره تجاه الدين والسياسة والعلاقات الخارجية.