فيما بدأ مسؤولون كبار في 21 دولة عربية وأجنبية اجتماعًا في لندن اليوم لبحث الجهود الدولية للتصدي لتنظيم "داعش"، دعا رئيس الوزراء العراقي إلى جدولة ديون بلاده من عقود الأسلحة التي تباع له، مع الحاجة إلى التسليح الآني وتأجيل الدفع، وطالب بزيادة الضربات الجوية وتسليح وتدريب قوات بلاده، بالاضافة إلى المساعدات المالية لدفع تكلفة الحرب فيما حصل على وعد من نظيره البريطاني بزيادة دعمها العسكري للعراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمته في الاجتماع المصغر لدول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" إن الاحداث الإرهابية الاخيرة في فرنسا والعديد من الدول تؤشر الى الخطر الحقيقي لإرهاب التنظيم على العالم أجمع.
وأضاف "قبل ستة اشهر كانت بغداد مهددة من "داعش"، لكنّ العراقيين حققوا الانتصارات وهزموا هذا التنظيم الإرهابي وطردوه من العديد من المناطق التي احتلتها العصابات الإرهابية، مبينًا أن دور التحالف الدولي مهم.. داعيًا إلى "زيادة الضربات الجوية وتسليح وتدريب قواتنا، بالاضافة إلى المساعدات المالية لدفع تكلفة الحرب وهزم عصابات داعش من اجل حفظ بلدنا ونظامنا الديمقراطي وتقديم الخدمات للمواطنين".
وأكد العبادي أن العراق يريد أن يطرد تنظيم داعش الإرهابي ويحرر مناطقه قبل ان يتوسع نشاط هذا التنظيم الإرهابي إلى دول اخرى، لأن اهدافه تمتد إلى ابعد من حدود الشرق الاوسط بل تمتد إلى اوروبا واميركا والعالم اجمع.
وتطرق إلى الأزمة المالية التي يشهدها العراق بسبب انخفاض أسعار النفط، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون هناك مساعدة حقيقية للعراق، كما شدد على ضرورة اعادة جدولة ما بذمة العراق من ديون في ما يخص عقود الاسلحة، مع الحاجة إلى التسليح الاني وتأجيل الدفع إلى وقت لاحق.
وأشار حيدر العبادي إلى أنّ الموصل التي احتلت من داعش تعيش ظروفًا بائسة، وتنظيم داعش يبيع النساء ويرجم المواطنين، ولا توجد خدمات صحية أو ماء، ما يتطلب المزيد من الدعم في مجال الدعم الاستخباري والتدريب والتسليح والمعدات لتحرير المدينة. واشار إلى الجهود المبذولة من اجل أن يقوم ابناء الموصل والانبار إلى جانب القوات الامنية بتحرير مدنهم ومناطقهم واهلهم.
وكان أعلن في بغداد امس الاربعاء عن اتفاق عراقي اميركي على تأجيل دفع بغداد ثمن طائرات أف 16 تعاقدت على شرائها من واشنطن، ولكن من دون تأخير إرسالها لدعم القوات العراقية في حربها ضد الإرهاب.. حيث وقع العراق في وقت سابق اتفاقاً مع واشنطن لشراء 36 طائرة مقاتلة طراز أف 16 وقامت الحكومة العراقية في أيلول (سبتمبر) عام 2011 بتسديد الدفعة الأولى من قيمة الصفقة التي تبلغ ملياراً و200 مليون دولار، حيث يصل سعر كل طائرة إلى حوالى 70 مليون دولار.
وجاءت صفقة التسليح هذه ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008، والتي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية.
وخلال اجتماع في لندن اليوم عقده رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون فقد تم بحث العلاقات بين بلديهما والجهود المبذولة لمحاربة تنظيم "داعش" وخطره على العالم بالاضافة الى تدريب وتسليح القوات العراقية.
كما ناقش المسؤولان الكبيران الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة والتأكيد على الجانب الاقتصادي وما يمر به العراق بسبب انخفاض اسعار النفط عالميًا، كما قال بيان صحافي عراقي اطلعت "إيلاف" على نصه.
وفيما اكد العبادي ضرورة توسيع المجتمع الدولي لمساعداته العسكرية والانسانية للعراق في حربه ضد المجموعات الارهابية، فقد اكد كاميرون عزم بلاده على تقديم المزيد من الدعم العسكري للعراق في حربه هذه والمساعدات الانسانيه للنازحين بسبب العمليات العسكرية والذين زاد عددهم على المليوني شخص.
يذكر ان بريطانيا تساهم بضربات جوية ضد قواعد ومسلحي تنظيم "داعش"، كما ارسلت اسلحة ومستشارين عسكريين الى قوات البيشمركة الكردية في اقليم كردستان العراق الشمالي لدعمها في مواجهة التنظيم.
وفي هذا الوقت بدأ اجتماع لندن الذي يستمر حتى السابعة من مساء اليوم بتوقيت غرينتش برئاسة وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند، بحث مدى التقدم الذي أحرزه التحالف في محاربة تنظيم "داعش"، حيث اشار هاموند الى أن الاجتماع "يشكل فرصة مهمة لجرد الحساب وتقييم التقدم الذي أحرز حتى الآن في جهودنا المشتركة لمكافحة الايديولوجية السامة للدولة الإسلامية".
وأضاف أن الشركاء الفاعلين الرئيسين في التحالف - بمن فيهم الشركاء العرب- يجتمعون في لندن لتقرير ما هي الأمور الإضافية الواجب القيام بها لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة حسب قوله. ولفت إلى أنه سيتم التباحث في ما يمكن فعله لمعالجة "معضلة المقاتلين الأجانب" وتجفيف منابع تمويل تنظيم داعش وتكثيف المساعدات الإنسانية، ومواصلة الحملة العسكرية.
وعلمت "ايلاف" ان العبادي سيلقي كلمة في المؤتمر يعبر فيها عن عدم رضا العراق عن مستوى الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه دول التحالف الدولي الستون لبلاده في حربها ضد "داعش".. كما سيطلب زيادة وتيرة الضربات الجوية وتوسيعها ضد قواعد ومسلحي التنظيم. كما سيشدد على ضرورة توسيع التحالف تعاونه الاستخباري واللوجستي مع القوات العراقية التي تخوض حربًا ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات شاسعة من البلاد منذ حزيران (يونيو) الماضي.
والدول المشاركة في اجتماع اليوم هي: العراق وأستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن والكويت وهولندا والنروج وقطر والسعودية وإسبانيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.