قالت وزارة الداخلية السعودية إن متشددين قتلوا اثنين من حرس الحدود السعودي وقائدهما على الحدود مع العراق في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنينفي هجوم انتحاري وبالأسلحة وصفه محلل بأنه أول اعتداء لتنظيم داعش على السعودية.
وحدود السعودية مع العراق مؤمنة بسلسلة من السواتر الترابية وبالسياج وتخضع لمراقبة مستمرة بالكاميرات والرادارات وقد تعرضت من قبل لهجمات بقذائف مورتر ألقيت من على بعد ولكن لم تقع هجمات برية في السنوات الأخيرة.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف منطقة صحراوية نائية مجاورة لمحافظة الأنبار العراقية حيث ينشط تنظيم داعش وميليشيات مقربة من إيران.
وقال مصطفي العاني وهو محلل أمني عراقي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية إن استخدام مهاجم انتحاري يشير إلى تنظيم داعش.
وأضاف "هذا هو الهجوم الأول الذي تشنه داعش نفسها على السعودية وهو يوجه رسالة واضحة بعد أن دخلت السعودية التحالف الدولي."
وانضمت القوات السعودية إلى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مواقع داعش في سوريا ودعا التنظيم المتعاطفين معه في المملكة إلى شن هجمات تستهدف القوات الأمنية والأقلية الشيعية والأجانب.
ويصف تنظيم داعش صلات السعودية بالغرب بانها خيانة للإسلام.
واستعانت الرياض التي ترى نفسها راعية للإسلام السني بهيئة من رجال الدين لتصف فكر أعضاء التنظيم المتشدد بانها انحراف. وأصدرت الهيئة بيانا في وقت لاحق اليوم نددت فيه بالهجوم.
وقالت وزارة الداخلية إنها لن تعرف الجهة المسؤولة عن الهجوم قبل فحص رفات المهاجمين وتحديد هويتهم وهي عملية ستستغرق بعض الوقت. لكن الوزارة وصفت المهاجمين بانهم "خوارج".
وقالت الوزارة في بيان لوسائل الإعلام الرسمية إن الهجوم نفذه أربعة مهاجمين كانوا يحملون بنادق ومسدسات وقنابل يدوية وأوراقا نقدية.
أضافت الوزارة أنهم أطلقوا النار على دورية لحرس الحدود قرب عرعر وعندما تعاملت معهم قوات الأمن بادر أحدهم بتفجير حزام ناسف كان يحمله وألقي القبض على اخر. وقال البيان إن المهاجم الذي فجر الحزام الناسف لقي حتفه وقتلت القوات مهاجما اخر بالرصاص في تبادل لاطلاق النار عند الساعة 4.30 فجر اليوم الاثنين قرب مركز سويف الحدودي.
وقال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز إن الاثنين الاخرين قتلا في وقت لاحق اثناء محاولتهما الهرب.
وأضاف أن الاعتداء أسفر عن مقتل ثلاثة من حرس الحدود احدهم يدعى عودة معوض البلوي وهو ضابط كبير برتبة عميد في منطقة الحدود الشمالية التي تشمل معظم حدود السعودية مع العراق.
كانت السعودية قد كثفت إجراءاتها الأمنية على الحدود في يوليو تموز وعززت قوة حرس الحدود بآلاف من الجنود بعد أن بسط تنظيم داعش سيطرته على أراض واسعة بالعراق منها محافظة الأنبار.
ويبعد مركز سويف الحدودي الذي زارته رويترز في يوليو تموز الماضي مسافة 40 كيلومترا عن مدينة عرعر السعودية و80 كيلومترا عن مدينة النخيب العراقية التي تسيطر عليها القوات الحكومية. ولا يتم فتحه أمام حركة السيارات إلا خلال موسم الحج.
وقالت الرياض الشهر الماضي إن مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش هم الذين قتلوا ثمانية شيعة في محافظة الإحساء في حين أطلق مؤيدون للتنظيم النار على مواطن دانمركي في نوفمبر تشرين الثاني لكنه نجا من الحادث.