بدأ الاردن بأنتهاج استراتيجيه جديده لقتال مسلحي تنظيم الدولة الاسلاميه " داعش " وذلك للدفاع عن المملكه الاردنيه الهاشمية من اي اختراق يقوم به هولاء المسلحين انطلاقا من غرب العراق والاجزاء الجنوبيه والشرقيه من سوريا
وفي مناسبتين على الاقل قال العاهل الاردني عبد الله الثاني بأن الاردن سيفعل كل مايستطيع لمسانده القبائل في العراق وسوريا والتي تحارب داعش في هذين البلدين
ففي 18 ديسمبر 2014 قال العاهل الاردني لرئيس قبائل جنوب الاردن بأن الاردن سينتهج استراتيجيه جديده لمواجهه التحديات الخطيره من العراق وسوريا وان هذه الاستراتيجيه بدأت باتباعها قوات الجيش الاردني والقوى الامنيه الاردنيه . مضيفا بأن الجيش الاردني لن يتردد بأداء مهامه ومسؤولياته تجاه اشقائه وجيرانه العرب
وفي 20 ديسمبر 2014 قال العاهل الاردني لرئيس وزراء سابق بأن استراتيجيه الاردن لمواجهه خطر الارهاب تتضمن تشكيل تحالف عربي-اسلامي حيث ان هذا الخطر الارهابي هو شأن الدول العربي والاسلاميه
وان ارهابيي داعش لن يتوقفوا عند حدود العراق وسوريا بل سيمددون نفوذهم لباقي الدول العربيه والاسلاميه في المنطقه .
والاردن هو عضو فعال في التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحده والذي يقوم بضربات جويه ض مواقع داعش في العراق وسوريا لكن استراتيجيه الاردن الجديده بدعم القبائل في العراق وسوريا ربما تؤشر شكوكا اردنيه في مدى فعالية الضربات الجويه لوحدها بتحجيم خطر داعش وتقربهم من حدود الاردن .
في العراق مثلا يبدى الاردن قلقه من قدرة مقاتلي داعش على احتلال كامل محافظة الانبار الغربيه الملاصقه للاردن , حيث ان داعش تحقق تقدما هناك كما ان المسؤولين الحكوميين العراقيين ذكروا بأن داعش يسيطر على 80 % من مساحه محافظة الانبار في حين لازالت الحكومه العراقيه تعكف على وضع تشريع بأنشاء قوات الحرس الوطني المكون اساسا من رجال القبائل العراقيه لمساعده الحكومه العراقيه في جهودها لمواجهه داعش
وفي 26 اكتوبر 2014 زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاردن لاقناع قادة القبائل العراقيه الموجودين في الاردن بالعوده للعراق والمساعده على تشكيل الحرس الوطني كما وعد بأنتهاج سيسه مغايره لسلفه نوري المالكي وتضمن الزياره مباحثات مع الحكومه الاردنيه لتقويه العلاقات الامنيه بين البلدين وذكر العبادي بان حكومته تسعى لبناء علاقة استراتيجيه مع الاردن .
في 17 ديسمبر 2014 زار رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور بغداد وذكر النسور في زيارته بأنه سبق للاردن تدريب 64 الف شرطي عراقي في السنوات الماضيه وانه جاهز لتقديم المزيد حاليا
وفي 23 ديسمبر 2014 زار وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الاردن وقال ان الاردن سيقوم بتدريب وحدات من الجيش العراقي على اراضيه وان اول دفعه من القوات العراقيه ستصل الاردن قريبا
المحللين يقولون ان الاردن غير قادر على انتظار الحكومه العراقيه لتنفيذ وعودها لتدريب وتسليح القبائل العراقيه في الانبار , حيث ان الجهود الراميه لتشكيل الحرس الوطني في الانبار من رجال القبائل لازال يحضى بمعارضه قوية من ايران الى حد الان . لذلك فأن استراتيجيه الاردن تقوم على تجاوز هذه العراقيل والبدء فورا بتدريب رجال القبائل في العراق وسوريا
والمبدأ الذي يعتمده الادن بان هذه القبائل ستكون خط الدفاع الاول والذي سيواجه مقاتلي داعش ويمنعهم من الاقتراب من حدود الاردن
وفي سوريا , يخطط الاردن لتدريب وتسليح مقاتلي القبائل السوريه في شرق وجنوب سوريا لمواجهه مقاتلي داعش والذين يقومون بطرد مقاتلي الجيش السوري الحر من هذه المناطق
ويقول المحلل السياسي الاردني عريب الرنتاوي بأن لديه معلومات بان مقاتلي داعش يخططون للسيطره على محافظة السويداء السوريه ذات الاغلبيه الدرزيه بالاضافه الى محافظة درعا الجنوبيه ومحافظة القنيطره الملاصقه لاسرائيل وانه اذا ماسيطرت داعش على تلك المناطق فأن على الاردن ان يتحسس الخطر كما ان على اسرائيل والتحالف الدولي ان يفعلا ذلك ايضا
ومن جهه اخرى يقول محلل سياسي اخر اردني هو باسم الطويسي بأن استراتيجية الاردن الجديده لازالت غامضه ولايمكن معرفه كيف سيقوم الاردن بتطبيقها على الارض
كما انه ليس من الواضح اذا كانت تحركات الاردن ستكون منفرده ام ضمن تنسيق مع الولايات المتحده ودول المنطقه العربيه
ومن جهه اخرى فان رجال القبائل العراقيه في الانبار قد يحجمون عن الانضمام للحرس الوطني المزمع تأسيسه خوفا من تكرار موضوع الصحوات بين اعوام 2006-2009
حيث ان بعض قادة القبائل يريدون فرض شروط استباقيه مثل تأسيس اقليم لهم ضمن العراق وسحب المليشيات وانهاء نفوذ ايران في الشؤون الداخليه العراقيه
وعلى كل حال فأن الاردن يعتمد على علاقاته التاريخيه بقبائل العراق وسوريا في استراتيجيته الجديده
لكن وكما يقول وزير اردني سابق رفض الكشف عن اسمه بأن استراتيجيه الاردن قد تكون لها عواقب خطيره خاصه اذا تم دحر داعش , حيث ستجد القبائل المسلحه في العراق وسوريا نفسها وقد دخلت في حرب طائفيه قد تسرع من تقسيم العراق وسوريا
لكن وزير الاعلام الاردني السابق سميح المعايطه يقول بأن تسليح القبائل هو بديل عن نشر قوات بريه والتي لايوجد احد متفائل ومتحمس لها
ولكن اسقاط داعش لمقاتله F-16 اردنيه والقاء القبض على طيارها في 24 ديسمبر 2014 ادى الى تراجع الاصوات العلنيه التي تبحث عن دور للاردن في مقاتله المتطرفين
ومن تلك الحادثه يتجنب المسؤولين الاردنيين الحديث عن نقل المعركه الى مواقع داعش مع ارتفاع الاصوات المعارضه لدور الاردن في هذه الحرب التي تقع خارج حدود الاردن " من النواب ومن الاسلاميين ومن ضباط الجيش المتقاعدين "
وحاليا فأن جهود الاردن مركزه على مصير الطيار الاردني الاسير والذي سيحدد مصيره اجنده الاردن الامنيه وقد يغيرها مره اخرى
-----------------