كشف وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي أن بلاده منفتحة مع السعودية حيال الكثير من الملفات المهمة، ومن بينها عودة تصدير النفط العراقي من الموانئ السعودية من خلال الأنبوب السعودي - العراقي الذي تم بناؤه خلال الحرب العراقية - الإيرانية لمساعدة العراق على تصدير نفطه بعيداً عن الموانئ القريبة من إيران. إلا أن الأنبوب تم إقفاله بعد حرب الخليج الثانية في عام 1990. بحسب ما نقلته جريدة "الشرق الأوسط" الاثنين.
وقال عبدالمهدي: "هذا موضوع جيد للطرفين خصوصا أن الأنبوب معطل الآن والإخوة في السعودية يستخدمونه لنقل الغاز كما علمنا". ويرى أن الأجواء السياسية الآن مناسبة لمناقشة مصير هذا الأنبوب خصوصا أن "المملكة تريد إعادة فتح سفارتها لدى العراق، وهذا شيء ممتاز ونرحب به. لا شك أن العراق والسعودية يحتاجان لتجديد النظر لبعضهما وتجديد العلاقات الإيجابية بين البلدين والأجواء جيدة لفتح النقاش".
ويسرد عبدالمهدي في جانب آخر من حواره كيف اتخذت أوبك هذا القرار إذ إنه عندما اجتمع وزراء النفط الاثنا عشر للمنظمة في يوم 27 نوفمبر الماضي في العاصمة النمساوية فيينا (وهو الاجتماع الأول للمنظمة الذي يحضره عبدالمهدي) كان هناك رأيان لمعالجة هبوط الأسعار الأول قدمه وزير البترول السعودي علي النعيمي، فيما قدم المقترح الآخر وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي.
وكانت وجهة نظر النعيمي التي أطلق عليها عبدالمهدي "النظرية السعودية" تقوم على ترك الأسعار تهبط إلى حد يخرج معه من السوق كل المنتجين الهامشيين الذين يحتاجون لأسعار نفط مرتفعة ليواصلوا إنتاجهم وبذلك تتخلص أوبك من الفائض من دون خسارة برميل واحد من حصتها السوقية.
أما المقترح الجزائري فكان يستند على أن تقوم أوبك بتخفيض 5 في المئة من إنتاجها، أي ما يعادل نحو 1.5 مليون برميل يوميا. ويقول عبدالمهدي إن وجهة النظر السعودية التي كانت مدعومة من قبل دول الخليج كانت "مقبولة" رغم أن وجهة النظر الجزائرية كانت "معقولة".
ويقول: "نحن نمشي مع النظرية السعودية التي قد يكون بها صحة في طرد كثير من المنتجين الهامشيين لتستقر السوق بعد ذلك على منتجين مؤكدين وصلبين". ويضيف عبدالمهدي: "الآن نحن نسير وفق النظرية السعودية وهذا أمر واقع لأن السعودية مع دول الخليج تشكل نصف إنتاج أوبك، وإذا لم توافق على تخفيض الإنتاج فمن سيوافق؟! إيران مثلا أو فنزويلا أو الجزائر؟!".
ويبين عبدالمهدي أن النظرية الجزائرية كانت معقولة لسبب بسيط وهو أن "الإخوة في الجزائر يعترفون أن الأسعار سوف تهبط، ولكن خفض الإنتاج بنحو 5 في المئة كان سيخفف من حدة الهبوط".
وسيتأثر العراق ماليا حاله حال باقي دول أوبك بسبب اتباع النظرية السعودية إلا أن عبدالمهدي يبدو مقتنعا بما يحدث إذ قال: "نحن في العراق نقف موقف براغماتي، فنحن ندعم الموقف الحالي طالما الجميع موافق على الاستمرار في الإنتاج، ولو كان الجميع يريدون خفض الإنتاج لوقفنا مع الخفض".
ويبدو أن وزير الطاقة الجزائري لا يزال متمسكا بوجهة نظره رغم موافقته على تبني الموقف السعودي، حيث قال أمس في تصريحات إن على أوبك أن تتدخل في السوق وتخفض إنتاجها لتدعم الأسعار ليبدي اعتراضه بذلك على كبار المنتجين في المنظمة.
وستبقى أسعار النفط تحت ضغط شديد في الأيام القادمة على ما يبدو بعد أن خفضت أوبك توقعاتها للطلب على نفطها، إضافة إلى ضعف الطلب على النفط بصورة عامة في العالم للعام القادم 2015. وقالت أوبك في تقريرها لشهر ديسمبر إن الطلب على النفط من دولها سينخفض في 2015 بواقع 280 ألف برميل يوميا عن التوقع السابق لتصل إلى 28.92 مليون برميل يوميا.