ادناه هو نص لقاء قناة الجزيره مع الفريق اول الركن سيف الدين الراوي رئيس اركان الحرس الجمهوري العراقي حول حرب غزو العراق عام 2003
اللقاء جرى في ابريل 2007 ......
المقدم : عبد العظيم محمد
عبد العظيم محمد : ولد سيف الدين الراوي في قضاء راوى في محافظة الأنبار عام 1949 تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم عام 1970 ثم تخرج من كلية الأركان العراقية عام 1980 ثم درس في كلية الحرب العراقية جامعة البكر وتخرج منها عام 1985 الأول على دفعته، عمل في صنف الدروع وكان ضابط وحدات وشغل مناصب عدة أهمها آمر اللواء مدرع ثم قائد فرقة ثم رئيس أركان فيلق ثم قائد فيلق ثم أمين سر عام الحرس الجمهوري وأخيرا ترأس أركان الحرس الجمهوري في أواخر عام 1999، شارك في حرب تشرين عام 1973 على الجبهة السورية ثم شارك في الحرب العراقية الإيرانية وأصيب فيها كذلك شارك في حرب الخليج الثانية، كرمه الرئيس العراقي صدام حسين عدة مرات ونال أوسمة الشجاعة في حربي الخليج الأولى والثانية، سيدي الفريق أرحب بك مرة أخرى ابتدأ وأشكرك على هذا اللقاء الخاص في أول ظهور إعلامي لك بعد احتلال العراق وأريد أن أبدأ معك مباشرة في حرب احتلال العراق الأخيرة 2003 اللحظات الأخيرة التي عاشها العسكريون العراقيون والقيادة العراقية، كان هناك إنذار قبل ثمانية وأربعين ساعة من بدء المعركة وجهه الرئيس الأميركي جورج بوش لخروج صدام حسين ونجليه من العراق، كيف عشتم هذه اللحظات؟
سيف الدين الراوي - رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي السابق: بسم الله الرحمن الرحيم، لي تعقيب فيما يخص أنه المعركة استمرت واحد وعشرين يوم الحقيقة المعركة مع العدو الأميركي وحلفائه استمرت اثني عشر عام بعدة صفحات، الصفحة الأولى كان في عدوان عام 1991 اللي اشتركت فيه دول الحلفاء والمحور في حرب عالمية ثالثة ضد القوات المسلحة العراقية وضد العراق بشكل عام يعني والصفحة الثانية كانت ما بين 2003 وما بين عدوان 1990 تضمنت حصار اقتصادي جائر ضمنت عدوان بالرجعات متكرر وضمنت أيضا في عام 1998 قام العدو بعمليات يوم الفتح ضربت بها بغداد بأربعمائة صاروخ بأكثر من أربعمائة صاروخ واستمرت هاي الحالة حصار وعدوان وتآمر لحين بدء إنذار بوش عام 2003.
عبد العظيم محمد: إحنا يعني سنتطرق ربما للوضع العام اللي سبق المعركة والوضع السياسي والاقتصادي والعسكري الذي سبق المعركة لكن أريد أن أعرف منك اللحظات التي هذه الثمانية وأربعين ساعة الأخيرة المهلة الأخيرة التي منحت للقيادة العراقية، كيف عشتم هذه اللحظات كيف يعني كان تصوركم للمعركة؟
سيف الدين الراوي: نعم أستاذ عبد العظيم بكل الأدبيات العسكرية بالعالم لايوجد جيش في العالم ينذر يعني يفترض يباغت قوات الخصم، يعني المصريين بذلوا جهود كبيرة حتى يقنعون الكيان الصهيوني بأنه لاتوجد عملية عبور باتجاه الضفة الغربية لقناة السويس وإحنا بذلنا جهود كبيرة حتى نقنع الإيرانيين في عام 1988 بالفاو بأنه يعني ما عندنا عمليات باتجاه الجنوب فهذه بس القوة تولد الغطرسة وإلا كيف ينذر يعني مفروض يضرب مباغت وكان بإمكانه أن يؤذينا يعني بها ولكن هذه الغطرسة الشديدة لبوش وحلفائه يعني راح تقود إلى التهور والتهور هيقود إلى الهلاك.
عبد العظيم محمد: خدمكم هذا التصريح والتحذير؟
سيف الدين الراوي: نعم لأنه إحنا مَن أنذر بوش ولو إحنا عندنا وسائل إنذار يعني للطيران المعادي للصواريخ الكروز عندنا وسائل إنذار كاملة تنذرنا والقطاعات ممارسة على هذه الواجبات ولكن أنا أنذرك بأقول لك قبل ثمانية وأربعين ساعة يعني أعطاك مهلة بأنه راح تنضرب أنت 100% إذا هذا نحن خلال هذا الإنذار قطاعات بالجيش أو بالحرس الجمهوري أو كل دوائر الدولة مدربة على هذه الواجبات منذ عام 1991 وفي سياقها يوجد بالتدريب هو كيفية التهيؤ للحركة الفورية والتنقل إلى المقرات البديلة ومواقع الوحدات البديلة، كل واحدة من وحدات الموسيقى من الحرس الجمهوري إلى الطبابة إلى التموين والنقل إلى كتائب الدبابات كلها بالكامل لديها مواضع بديلة محفورة مهيأة مموهة تنتقل لها للإفلات من الضربة المعادية أي المعسكرات تبقى فارغة تماما..
عبد العظيم محمد: خلال هذه الفترة هل كان هناك اجتماع للقيادات العسكرية أو القيادات السياسية؟
سيف الدين الراوي: نعم الإجراءات اللي اتخذناها يعني مَن قال بوش أنذر بوش نجن اخرجنا جميع القطعات بالجيش والحرس إلى المخابئ وأصبحت المعسكرات فارغة , تمت دعوتنا لاجتماع باليوم التالي بالقصر الجمهوري للاجتماع بالسيد الرئيس القائد صدام حسين وحضرنا وحضر معنا ووزير الدفاع وحضر حسين رشيد فريق حسين أمين سر القيادة العامة حضر قائد القوة الجوية وحضر المرحوم قصي صدام حسين الشهيد وحضر مجموعة من الضباط فدخلنا بالقصر الجمهوري طبعا القصر الجمهوري مستهدف يعني أكو إنذار يعني كان بإمكان العدو أن يضربنا خلال فترة الإنذار حتى أنا استغربت يعني شون هذا الاجتماع قلت للمرحوم قصي مثل قلت له شون يصير بالقصر الجمهوري يعني ممكن العدو يضربنا ,فقال لا لدينا مهله ثمانية وأربعين ساعة قلت له يجوز العدو ما يلتزم بها يعني هذه الثماني وأربعين ساعة وفعلا ما التزم بها.
عبد العظيم محمد: ما التزم ضرب هذه ضربة الصيد الثمين اللي في منطقة الدورة كما اعتقد في يوم 19/3.
سيف الدين الراوي: إحنا دخلنا إلى غرفة الاجتماعات لقينا السيد الرئيس واقف وكان لابس عسكري وصار فترة طويلة وهو بملابس عسكرية بس البذلة اللي لابسها يعني هو كان قاتل بها بالقادسية.. معركة القادسية والآن يعود إلى القتال مرة أخرى، دخلنا قال السيد الرئيس ما يلي: قال هاي يعني كيف صارت الأمور يعني هاي الحالة يعني أنه المتدنية بأنه يجيك رئيس دولة معادية يقول لك أطلع أترك منصبك وأترك شعبك حتى احتلك، إحنا نقاتل يعني إلى آخر قطرة من دمائنا هذا كلام السيد الرئيس، اجتمعنا جلسنا وأنا كنت حامل مجموعة من الخرائط عاد تخص الدفاع عن بغداد تخص عموم قواطع العمليات السيد الرئيس ركز على أمور وطرحوا الدفاع بعض الحالات، قالوا عندنا تشكيلات في مفرق بستانة قريبة من أربيل في قشطبه، السيد الرئيس قال تعود إلى يعني كركوك يعني ترجع تلال تون كابري هاي كانت 1996 قبل ما توكل الناحية الثانية نقاط الحدود الخارجية، أيضا تنسحب إلى الداخل لأنه هذه مستهدفة ضعيفة على طول الحدود وفي إجراءات تخص الدفاع الجوي أيضا ركز عليها السيد الرئيس وقال يعني هذه معركتنا معركة مصير يعني إذا الله كتب لنا النصر هذا النصر لنا وللأمة العربية كلها وإذا كانت حالة أخرى العدو قدر أن يوصل فراح تطلع قيادات جديدة من الشعب وحددها بالاسم، قال تطلع قيادات من الفلوجة ومن الأنبار ومن صلاح الدين من البصرة من ديالا قيادات جديدة راح تقاتل العدو وتجبره على الرحيل من العراق وراح تدحرج أميركا من القمة إلى السفه.
عبد العظيم محمد: بالتأكيد سنتطرق إلى مرحلة ما بعد احتلال بغداد في وقت لاحق لكن أريد أن أبقى معك في هذه اللحظات الثمانية وأربعين ساعة عندما ضربت الهدف وكان الأميركان وصلتهم معلومات أن هناك هدف ثمين في منطقة في أحد المنازل في الدورة..
سيف الدين الراوي: هذا بفرصة..
عبد العظيم محمد: هذا في الفرصة نعم هل كان لديكم اجتماع في ذلك المكان أو القيادة العراقية السياسية كان لديها اجتماع في ذلك المكان؟
سيف الدين الراوي: أبداً لا يوجد أي اجتماع للقيادة السياسية أو العسكرية في مزرعة الدورة الاجتماع تم بالقصر الجمهوري وكان وراءنا مباشرة حضرت الرفيقة هدى عماش حضرت الاجتماع أيضا ومجموعة من الوزراء تباعا كانوا يأتون، نحن و بعد أن اكملنا وسلمنا على السيد الرئيس تركنا القصر الجمهوري ذهبنا الى المقر العام للحرس الجمهوري ببناية الأسكوا يعني بحي العامرية قرب المطار، دخلت للمقر فلاحظت وجود دبابة تي خمسه وخمسيت كانت على دكة وجانبها تمثال السيد الرئيس على صهوة جواد عربي تنزل يعني كانت قلت لهم ليش بتنزل قالوا بنخليها لمكان آخر، أعتقد إلى حديقة الزوراء قالوا لأنه هذه الدبابة كانت رمز لأنه السيد الرئيس قادها في ثورة تموز عام 1968 وهي كانت من تشكيلات يعني اللواء المدرع العاشر طلعت أنا دخلت إلى غرفتي يعني نفسي أنا والمرحوم قصي موجودين بالمقر يعني استمرينا بالمقر بمقرنا يعني الدائم فأشار لي العميد ركن عبد السلام السكرتير المشرف هو ضابط جيد ومتابع وأبوه رجل دين وقور يعني فطلعت فوق قلت له بأيش الاجتماع قال بعد ساعة قلت له طيب، أنا صعدت بلغت مدير المكتب شؤون إخلاء مكتبنا إخلاء قال كل الإجراءات إحنا أخذناها أحمد يعني ضابط ركن جيد ومتابع وقال لي كل قطاعات الحرس الجمهوري خرجت إلى حتى وحدة الموسيقى خرجت إلى المواضع البديلة وأمنهم معها مواصلات وارتباط بشكل كامل، بعد ساعة جاء قصي قعد جنبي قبل الاجتماع سلمت عليه الله يرحمه طبعا شخصية قصي شخصية رائعة يعني رجل متواضع شجاع قوي أخلاقه راقية يعني لو يشوفونا باليوم عشرين مرة يعني يسلم علينا بحرارة ويرحب بنا، قعدت قال لي ويا الرفاق أعضاء القيادة راح يصير هنا بس أريد الاجتماع يصير بغرفتي يعني، قلت له سيدي ترى بالنسبة بالاجتماع بغرفتك ما يستوعب المكان قال لي نحن لدينا غرفة عمليات تمت تهأيتها قال لي كل أعضاء قيادة المنطقة الوسطى راح يحضرون اللي هي الأنبار وديالا والحلة وبغداد ضمن هذا القطاع، قلت له أنا أعرف ليش ما تريد تروح لغرفة العمليات وأنا أحكيه بصراحة قال لي ليش قلت له أنت ما تريد تقعد على الكرسي الرئيس، تريد تقعد حالك حالنا قال نعم لأنه أغلب الرفاق سبقوني بالنضال وأكبر مني عمر وهم أعضاء قيادة وأنا ما عضو قيادة ولو أنا قائد منطقة وسطى بس أنا جزء من عندهم، قلت طيب الحل للموضوع قال كيف قلت له نخلي الكرسي مالك بالوسط وأعضاء القيادة يمينك ويسارك وأمامك وبهذا ما راح تكون على الكرسي الرئيس، يا أخي شوف الأخلاق يعني بدون هاي الأخلاق ما نربح، اجتمع بأعضاء القيادة المنطقة الوسطى طلبوا عتاد طلبوا يعني عتاد خفيف خاصة وزع لهم فورا ونسق حول الدفاع وعرضوا خطتهم واتجهوا باتجاه مناطقهم، قبل الغروب صار اجتماع ثاني بالنسبة لقصي الله يرحمه الشهيد مع دفاع جوي للحرس الجمهوري، طبعاً قصي يعني ها الفترة صار عنده يعني رؤية عسكرية واستراتيجية وذكي جدا يعني ذكي جدا باستخدام الخريطة..
عبد العظيم محمد: هو كان منصب المشرف عن الحرس..
سيف الدين الراوي: مشرف على الحرس الجمهوري، يعني أي قوة بالحرس الجمهوري لا تتحرك دبابة واحدة أو عجلة أو مدرعة أو مدفع واحد ألا بأمر المشرف على الحرس الجمهوري، يعني لا يوجد صلاحية لقائد الفيلق أو حتى رئيس الأركان أن يحرك دبابة من مكان إلى آخر إلا بموافقة السيد المشرف على الحرس الجمهوري.
عبد العظيم محمد: حتى أنت يعني؟
سيف الدين الراوي: نعم هذه تحديدات أمنية يعني بالنسبة معروفة بالحرس الجمهوري فتناقش المشرف مع الدفاع الجوي، إحنا عندنا أربع كتائب صواريخ دفاع جوي تنفتح على محيط بغداد هي كتيبتين كفدرات اللي هي سام 6 روسية وكتيبتين مختلطة اوسا ورولاند يعني رولاند فرنسية واوسا روسية، هل تعرف ان هذه البطاريات عندما تنفتح على محيط بغداد يجب ان تغير موضعها كل ساعه وإلا تستمكن من العدو وتستهدف بالحرب وهذه تشكل معضلة فنية و معضلة إداريه اي معضلات عديدة بالنسبة للاستخدام لكن هم كانوا يتنقلون والمواصلات وإلى آخره، فأبدى المشرف ارتياحه بالنسبة للدفاع الجوي وعلى توزيعهم ثم تم اجتماع آخر أيضا مع آمر الحرس الخاص بارزان وركز السيد المشرف على الحرس الجمهوري على ما يلي أول حماية المطار مطار صدام الدولي " مطار بغداد حاليا " و التركيز عليه , حماية مجمع الرضوانية ,الجسور داخل مدينة بغداد ,القصر الجمهوري كل القضايا اللي تخص جهاز الأمن الخاص، وسأل المشرف قصي اممر الحرس الخاص : هل لديك احتياجات ناقصه؟ فأجاب امر الحرس الخاص : لدي كل الاحتياجات , وبعد انتهاء الاجتماع اتصل بالقيادة قادة الفيالق والفرقوتكلموا مع السيد قصي شخصيا وأخبره الجميع بأنه كل القطاعات الآن هي منفتحة في مناطق الإخفاء .
عبد العظيم محمد: هذا بالتحديد أي يوم كان هذا التحرك؟
سيف الدين الراوي: هذا يوم 18 و19 يعني إحنا يوم 19 أنا داومت في المقر العام للحرس الجمهوري وقصي أيضا اجتمع بنا في المقر العام للحرس الجمهوري.
عبد العظيم محمد: لما صارت ضربة الصيد الثمين لما صارت هذه الضربة يعني هل كان أصبح هناك تحول في أماكن القيادة وتواجدكم واجتماعاتكم؟
سيف الدين الراوي: نحن عندما صارت الضربة كنا بالمناطق البديلة يعني مساء يعني فأنا كنت قاعد بالمقر المقر مرتب بشكل جيد مواصلات وضباط ركن بس ضباط ركن معدودين يعني فكان معي ضابط ارتباط من السيد الرئيس صدام حسين ضابط ارتباط عقيد ثابت النفوس أبو علي رجل وقور يعني كبير بالعمر , رن التليفون قال لي وجبه صواريخ اتت , يعني بدأ العدوان.
عبد العظيم محمد: ليلة 19 إلى 20؟
سيف الدين الراوي: نعم هذه ضربة هدف الفرصة أول شيء فإحنا حقيقة يعني استعدينا يعني قلنا بدأت الحرب فأبو علي حكي قال يعني صارت بالمجتمع بعض الهفوات بعض الحالات هو اللي كان يحكي الموضوع فقلنا بالعكس يعني هو العراق أقل دولة من الدول العالم بها الحالات يعني شغلات اللي دي يقول عليها ولا أدرى لماذا ذكرها بهذه اللحظة، يعني فكان عندي بندقية موديل حديث يعني 762 ملم كلاشينكوف بس متطورة يعني شفت هذا الرجل يعني إمكانية بقاءه معنا والسهر يعني ما يتحملها يعني ما يقدر يأخذ راحته بجو كله توتر وكله إجراءات فقلت له أخويا أنت واجبك ارتباط بيننا وبين السيد الرئيس أتروح لمدير المكتب بمقرنا الآخر وتقعد هناك قدامك كل المواقف تشوفها وتوديها، أدى التحية رجل محترم وراح ننتظر الصواريخ لم تصل صواريخ ننتظر لم تصل الصواريخ ما وقعت، يعني أستاذ عبد العظيم إحنا صارت عندنا خبرة بالحرب يعني بنحسب توقيت الصاروخ اللي من يعبر من البصرة في أي وقت يوصل والصواريخ تيجي فوق الكوت تضرب الراشدية نعرفها إحنا الصواريخ فوق اليوسفية تضرب الرضوانية الصواريخ اللي تيجي من يم بغداد هي باتجاه الحبانية تروح على تكريت وعلى مجمع الرئاسة في مكحوت، يعني عندنا خلال الحرب أصبحت حتى مسار الصواريخ نمشي معها بنعرفها وين توقع، الصبح عاد قالوا قصي الله يرحمه زارني الصبح قال ترى ضربة مزارعنا بالدورة ضربوها بس خالية قال ما بها حاجة يعني كنا قلقين يعني إحنا طلعت يعني ما بها فجاء قصي المغرب قال لي خلي نأخذ لنا جولة داخل بغداد الله يرحمه هو يسوق دائما يسوق سيارته بنفسه أبدا ما في يوم شفت سائق يسوق سيارة قصي هو يسوق فركبت بصفه.
عبد العظيم محمد: كان معكم حماية؟
سيف الدين الراوي: عجلة واحدة هو دائما حمايته قليلة، طلعنا باتجاه حي العامرية على طريق المطار على القيادة القومية للقصر الجمهوري التصنيع العسكري وصلنا إلى جسر الأعظمية رجعنا إلى طريق شارع الربيع ثم إلى مقرنا، بقى يحكي لي قال ركزوا لنا على ترى المعركة طويلة ركزوا على قضايا المقاتلين إدباتهم رواتبهم شون يوصلوها لأن المعركة تطول، هاي ترى إحنا ما كنا نتوقع الهجوم البري ثاني يوم هو هذا اللي باغتنا رجعنا أنا وقصي نزلني يم المقر، بيتحرك قصي راح الله يرحمه ودعني وراح دق التليفون قال موجة صواريخ وراءها موجة صواريخ وراءها موجة صواريخ يعني ما أكو نهاية لها بداية وليس لها نهاية، طلعنا بره نشوف بعد تقريبا ثلاثين دقيقة محيطنا إحنا كل ثانية كان يوقع صاروخ كروز كل ثانية تحسب يوقع صاروخ كروز ضرب مقرنا بالأكوا غرفتي ضربت بصاروخ مباشر، غرفة قصي الله يرحمه ضربت صاروخين، غرفة أمين السر العام ضربت صاروخ وبقية المناطق ضربوا حوالي ثمان صواريخ.
عبد العظيم محمد: طيب أول اجتماع مع الرئيس صدام حسين بعد هذا القصف هل عقد اجتماع كان هناك يعني ربما وجهة نظر جديدة أو اختلاف في الرؤية؟
سيف الدين الراوي: لا هو بداية الحرب كانوا يجتمع يصير مؤتمر مسائي بين السيد الرئيس صدام حسين وبين السيد وزير الدفاع وبين المشرف على الحرس الجمهوري المرحوم قصي صدام حسين مساء وتجينا التوجيهات ولكن بعد اشتداد الحرب لا راح تجيك تبعا على تطورات المعارك التي أدارها السيد الرئيس.
عبد العظيم محمد: طيب أريد أن أسألك يعني حتى نفهم طريقة التخطيط للمعركة قيادة المعركة كيف كانت تقاد المعركة؟ بيد مَن كانت الأوامر؟ مَن كان يستلم الأوامر من المعروف أنه المناطق العراق قسم إلى ثلاثة مناطق وهذه التداخلات كيف يعني كان القيادة أو تصورك عن القيادة تقييمك للقيادة للمعركة؟
سيف الدين الراوي: بس قبل هذا أقول لك بأنه خسائرنا بالضربة الأولى كانت محدودة يعني لا تتعدى عشر شهداء وهاي القوة اللي ضرب بها بوش سماها الصدمة والرعب اشتركت بها حوالي ثلاثة آلاف صاروخ كروز، يعني إحنا متخذين إجراءات قوية يعني ألا اللي يرجع المعسكر يعني تدري هي مائة وخمسين ألف جندي وحتى الجيش أيضا خسائره محدودة، نيجي إلى موضوع القيادة والسيطرة بالحرب أذاع بيان بالراديو بأنه توزيع قيادات المناطق، بس أريد أعطيك فكرة عن قدرات القوات المسلحة قبل العدوان إذا تسمح لي يعني أو نأخذها حتى لنأخذ على المناطق بالنسبة للجيش الجيش العراقي الباسل اللي تاريخه مجيد يعني من واحد وعشرين وفي كل المعارك وإحنا أولاد الجيش يعني.. يعني من الجيش يعني آخر بـ1997 غادرت الجيش للحرس والحرس هو نفسه أيضا جيش كل ضباطه من الجيش، الأخ عبد العظيم بالنسبة لقدرات الجيش عنده كانت خمس فيالق الفيلق الأول يتألف من ثلاث فرق مشاة وفرقة آلية مهمتها الدفاع عن مدينة كركوك وعنده جبهة محددة أما الفيلق الثاني يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة مقاطعة ديالا ومندلي والكوت، الفيلق الثالث يتألف من فرقة مدرعة وفرقة آلية وفرقة مشاة وواجبها الدفاع عن مناطق البصرة والناصرية، الفيلق الرابع يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة وواجبها الدفاع في منطقة العمارة وقلعة صالح، الفيلق الخامس يتألف من أربع فرق ثلاثة مشاة وفرقة آلية وواجبها الدفاع عن مدينة الموصل والقاطع هذا فيما يخص القوات البرية النسبة الموجودة القوة القتالية عندها لا تزيد في كل الأحوال عن 60% من الأفراد، يعني بالأفراد القوة الجوية العراقية هي أكثر القطاعات تضررت في عدوان عام 1991 لأنه إحنا كان عندنا قبل الحرب ستمائة طائرة مقاتلة من أحدث الأنواع ميراج وميج 23 و25..
عبد العظيم محمد: لكنها لم تستخدم؟
سيف الدين الراوي: لا ما استخدمت، يعني الفارق التقني فهذا الطيران اللي بقى منه صالح قبل عدوان 2003 سبعين طائرة القوة الجوية اللي كانت ستمائة طائرة قبل عدوان 1991 عشان هيك بأقول لك الحرب الصفحة الأولى كانت في عام 1991 فالقوة الجوية ما كان عندها القدرة يعني إنه تطير يعني تجابهه هذه القوة من الناحية التقنية وأشياء أخرى عندك، بالنسبة القوة البحرية أيضا تضررت بالعدوان لأنه كانت قريبة من الكويت وقريبة من الخليج مجرد زوارق بحرية عندنا وعندنا قواعد إطلاق صواريخ يعني صينية سموها سكولوروم أرض بحر وبالنسبة للدفاع الجوي تدري يعني وسائله أيضا أكثر صنف تضرر بالعام 1991 لأنه كانت معركة بين الدفاع الجوي العراقي وبين القوات المعادية وأسقطنا بها ثمانين طائرة يعني هذا ما ذكره شورسكوف ثمانين طائرة مقاتلة سقطت بوسائل الدفاع الجوي العراقية عام 1991، لو تدري حضرتك بعد 1998 صارت معركة فريدة بالعالم ما بين الدفاع الجوي العراقي فقط وما بين القوة الجوية المعادية عدوان يومي ضمن جنوب الخط 33 وشمال الخط 36 يوميا عندك كمائن الدفاع الجوي والعدو يضربه فالعدو بالها الموقف يعني تعرف على كل خصائصنا يعني.
عبد العظيم محمد: أريد أن نفهم منك أيضا الحرس الجمهوري أين كان يتوزع ومناطق توزيعه أو كيف تم توزيعه؟
سيف الدين الراوي: نعم بالنسبة للحرس الجمهوري يتألف من فيلقين، فيلق الله أكبر يتألف من ثلاث فرق فرقة نبوخذ نصر مشاة واجبها الدفاع عن مدينة كركوك فرقة عدنان مشاة آلية واجبها الدفاع عن مدينة الموصل فرقة حمورابي مدرعة مجهزة بأحدث الأسلحة دبابات 72 واجبها الدفاع عن بغداد وعليها لواء واجبات خاصة 26 في الثرثار واجبه مهمات خاصة.
عبد العظيم محمد: أفهم يعني من كلامك ومن ذكرك لطريقة توزيع الجيش وللحرس الجمهوري أن بغداد لم يكن يعني خط الدفاع يعني لم يكن فيها خط دفاع رئيسي؟
سيف الدين الراوي: نعم بس أسمح لي أوضح لك باقي الحرس الجمهوري قيادة عمليات الفتح المبين هي فيلق كانت أيضا ثلاث فرق فرقة مدرعة المدينة المنورة يعني في منطقة الصويرة والمسيب والمحاويل فرقة النداء أيضا فرقة مدرعة مجهزة بأحدث الأسلحة (T 72) و(BMB 2) في منطقة ديالا يعني بعقوبة والنهروان فرقة بغداد مشاة راجل واجبه الدفاع عن مدينة الكوت، هذا الانفتاح الأولي للقطاعات قبل الحرب قبل العدوان طبعا من صارت قيادات مناطق إذا تسمح لي صارت قيادة المنطقة الشمالية تضم الموصل وكركوك يعني تضم الفيلق الأول والثاني.. الأول والخامس العفو كل قطاعات الأجهزة الحزبية والأجهزة الأخرى والفدائيين بقيادة عزت الدوري الفريق أول ركن عزت الدوري تيجي إلى قيادة المنطقة الوسطى يقودها المشرف على الحرس الجمهوري السيد قصي صدام حسين نائب الفريق الأول ركن سلطان هاشم وزير الدفاع شو تضم.. تضم الفيلق الثاني بالأساس والحرس الجمهوري ترى مو ضمن المنطقة الوسطى هو ضمنها جغرافيا ولكن يأتمر بأمر السيد الرئيس القائد صدام حسين تضم الأنبار تضم ديالا وتضم الحلة ولاحقا صارت الكوت ضمنها خلال سير العمليات قيادة المنطقة الجنوبية، واضح يعني البصرة والعمارة والناصرية يقودها فريق أول ركن علي حسن المجيد وتضم الفيلق الثالث والرابع والبحرية وكل الأجهزة الحزبية والمخابرات والأجهزة الأخرى يعني..
عبد العظيم محمد: التداخل..
سيف الدين الراوي: متمثل الفيلق يعني قيادة الفرات الأوسط اللي يقودها السيد مزبان خضر هادي تضم النجف وتضم كربلاء والسماوة والديوانية هذه القيادة الوحيدة اللي ما بها لا تشكيل ولا فرقة ولا مقر فيلق.
عبد العظيم محمد: أريد أن أسألك عن نقطة ذكرتها وهي التداخل بين قيادة المنطقة الوسطى والإشراف على الحرس الجمهوري من قبل قصي صدام، كان له يعني مهمتين هي قيادة المنطقة الوسطى والإشراف على الحرس الجمهوري هل أثر عليكم هذا التداخل كيف أثر على المعركة على إصدار الأوامر باعتباركم حرس جمهوري وهناك منطقة وجيش وإلى ما ذلك؟
سيف الدين الراوي: يعني تسمح لي أوضح هذه النقطة يعني لاحقا بعد أن نأخذ موضوع سير المعركة يعني.. يعني لو قصي الله يرحمه صاير فقط مسؤول عن الدفاع عن بغداد لكن المعركة صار لها وجه آخر لأن هو عنده قيادتين قيادة يدافع بها عن بغداد، صح بغداد ضمن المنطقة الوسطى بس يعني بغداد كهدف استراتيجي مهم يعني الحرس الجمهوري انجر إلى معارك المنطقة الوسطى، يعني هو كقائد منطقة وسطى يعني ما تصير معركة بكربلاء يعني بالحلة أو بالأنبار يصير إنزال بعكاشات أو يصير معركة بديالا يعني تشتت جهد السيد المشرف الله يرحمه وتركيزه صار على الأطراف أكثر من القلب ولا هو القلب الأطراف تحميه بس يعني تجد القطاعات والجهد صار باتجاه آخر مثلا إحنا يعني الدفاع عن الحلة مائة كيلومتر عن بغداد يعني.. يعني ليس من مهمة الحرس الجمهوري أن يروح هكذا مسافة يعني يدافع عن هدف مسافة مائة كيلو وسببت لنا مشاكل أحكي لك إياها لاحقا كيف رحنا للحلة، فإذا إحنا كحرس جمهوري واجبنا الدفاع عن كل العراق إحنا كمهمة يعني الدفاع والتعرّف في الوقت اللي يحدده القائد العام للقوات المسلحة.
عبد العظيم محمد: طب ما أبديت هذه الملاحظة لقصي وإنه التشتت وخروج قوات الحرس الجمهوري إلى خارج بغداد سيضعف من جبهة بغداد؟
سيف الدين الراوي: لا الحقيقة أنا أجريت دراسة قبل الحرب بأكثر من سنة ورفعتها للسيد المشرف الله يرحمه قلت له يا سيدي بالدراسة ترى عندنا 50% من الحرس الجمهوري خارج معركة بغداد واللي متيسر عندنا هي ثلاث فرق مدرعة فأرجو أنه يعني تطرح الموضوع على السيد الرئيس الله يحفظه، تطرح الموضوع على السيد الرئيس بأنه تتحرك يتحرك فيلق الله وأكبر من تكريت بنعطيه مسؤولية الدفاع شمال بغداد على محور الفلوجة ومحور التاجي ونحرك القوات عندنا بالموصل إلى التاجي ونحرك حمورابي من التاجي إلى الحصوة عن طريق الفلوجة وعندنا بالنسبة لنبوخذ نصر تيجي على محور الشعلة بالداخل يعني حتى نحيط بغداد من كل جهة، بدأ العدو يهدد بغداد أولا وبالنسبة أيضا اقترحنا بالنسبة لفيلق الفتح المبين تيجي قوات بغداد من الكوت تتمركز في الصويرة والمدينة المنورة تتحرك باتجاه المسيب والنداء تيجي في منطقة النهروان..
عبد العظيم محمد: لم يتم العمل بهذه الخطة؟
سيف الدين الراوي: لا لم يتم العمل وبقى الحال، بدينا نكرر الدراسات يعني حتى تيجي القطاعات ولكن هاي المناورة تمت بعد أسبوع من بدء الحرب فإذا تسمح لي يعني قبل ما نيجي أشرح لك خطة الدفاع عن بغداد..
عبد العظيم محمد: أريد أنت ذكرت توزيع قطاعات الجيش العراقي وإمكانيات الجيش العراقي أريد أن أعرف منك تصوركم عن إمكانيات العدو القوات الأميركية وحلفائها تصوركم عن هذه القوات وإمكانياتها كيف كان هذا التصور؟
سيف الدين الراوي: تصور واضح من الجندي إلى القائد قائد الفرقة والفيلق ولكن يعني السيد الرئيس كان يركز بأنه المعلومات يعني على قدر من يحتاجها يعني ليس بالضرورة إنه الجندي يعرف كل ما يمتلكه العدو من أسلحة تدمير لأنه سوف تأثر على معنوياته لاحقا، فتدري إحنا عندنا أكثر جيش بالعالم عنده كراسات هو الجيش العراقي ونمتلك حتى يعني التعبئة على مستوى السوق والعمليات اللي يستخدمها الجيش الأميركي وتكتيكه كلها معروفة عندنا وعندنا سلسلة يعني كاملة من الدراسات.
عبد العظيم محمد: يعني استحضرتم المقارنة بين إمكانياتكم وإمكانيتهم؟
سيف الدين الراوي: نعم وعلى ضوءها اتصرفنا يعني واحد بكل الحروب اللي صارت مثل تقدر موقف يعني ثلاثة إلى واحد تفوق المعادي بس هو إذا يتفوق عليك بالطيران مثلا ألفين طائرة ضد صفر ما أكو لا طائرة تطير وحتى وسائل الدفاع الجوي مالتك ما تطيل العدو كدفاع يعني إيجابي، العدو يمتلك مثلا عنده أساطيل بحرية نحن عندنا زوارق بحرية هذه أوجه المقارنة، العدو يمتلك ترسانة نووية حوالي اثني عشر ألف رأس نووي يعمل تحت مظلة نووية إحنا متهمين بأسلحة دمار شامل وكل شيء مو عندنا ومع ذلك يضربونا فأوجه المقارنة بالنسبة لها يعني ميزانيتنا نحن بالحرس أربعة ملايين دولار ميزانيتهم السنوية أربعمائة مليار دولار فبالنسبة للمقارنة يعني نعرف أسلحة العدو ونعرف تأثير طائرات الاباتشي وكل الأنواع معروفة عندنا.
عبد العظيم محمد: على ذكر أسلحة الدمار الشامل يعني هل حقيقة كان لديكم ربما سلاح أخير لم يستخدم هو أسلحة كيماوية أسلحة دمار شامل؟
سيف الدين الراوي: أبداً يعني القيادة السياسية بالعراق أبدت مرونة ما أكو أي قيادة بالعالم تتجنب الحرب يعني دخلوا حتى بغرف نوم رئيس الدولة المفتشين بالقصر الجمهوري معسكراتنا دمروا المعامل، فتشوا كل شيء يعني يطلعون العمال ومعمل والله ما له علاقة هذا هو ما له علاقة لم ينتج رصاصة واحدة يفجرون المعمل قدام العمال يؤثرون على نفسيتهم ويأخذون رواتبهم من موارد النفط فصارت مرونة يعني أكثر من اللازم لأن العدو كان يتحشد بالكويت وبالخليج والمفتشون يكسرون صواريخ الصمود مالتنا اللي هي مداها ضمن المواصفات العالمية مائة وخمسين كيلومتر، كل هذه المرونة اللي أبديتها القيادة وتحمل الضربات ودخول المفتشين يجيك واحد عشان يتمنظر يقول لك والله القيادة ما أبدت مرونة شو ما أبدت مرونة يعني.
عبد العظيم محمد: نعم في قضية أنت ذكرت أنه كان لديكم معلومات وتعرفون الفرق بين إمكانياتكم وإمكانيات القوات الأميركية القيادة العراقية القيادة بمعنى الرئيس العراقي صدام حسين وقصي صدام حسين هل كان لديهم الصورة واضحة على الفرق بين إمكانيات الجيش العراقي وإمكانيات القوات الغازية؟
سيف الدين الراوي: نعم يعني قلت لك قصي يعرف كل خصائص الأسلحة من الكروز إلى الأف 18 إلى الأف 16 يعني كلها واضحة وجربوها بـ1991 ولكن السيد الرئيس قائد كبير وشجاع ويمتلك إمكانيات بالعسكرية كبيرة يعني وخبرة، يعني كان مؤمن بالنصر على العدو يعني سواء بصفحة الحرب النظامية أو بعدها أو حتى إذا إحنا تدمرنا وانتهينا يعني قال راح تيجي قيادات جديدة تقود بالمقاومة وتطرد المحتل خارج العراق، يعني كان مؤمن بالصمود وبالنصر 100% وقصي صدام حسين كان مؤمن بأنه العدو ما يحقق أهدافه وأنا أيضا كنت مؤمن بأنه الهدف ما يحقق أهدافه، فحجم الإجراءات اللي اتخذناها يعني القيادة اتخذت إجراءاتها اللي مو مسألة.. يعني هي قبل العدوان يعني دربنا كل الشعب بـ1997 أنا اللي كنت بالفيلق الثالث دربت ثمانمائة ألف مواطن على استخدام السلاح محافظات البصرة والسماوة والناصرية؟
عبد العظيم محمد: طيب هذه الاستعدادات بالنسبة لكم كجيش والظروف التي يعني سبقت المعركة وقبيل المعركة أريد أن أعرف تصوركم عن المحيط العراقي، هناك معروف إنه ربما تفتح جبهات من عدة مناطق وكان المتوقع للمعركة أن تفتح جبهة من الشمال وجبهة من الجنوب بالإضافة إلى الجو تقديركم لدول الجوار العراقي اللي هي إيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت كيف كان تصوركم عن هذه الدول وعلاقتها بالقوات الأميركية؟
سيف الدين الراوي: تصورنا مثل ما يقول الشاعر العراقي المتنبي يقول وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل، يعني موقفنا كان صعب هذا الاتجاه يعني نأخذ إيران، إيران الجبهة الإيرانية ألف ومائة كيلومتر الجبهة الشرقية وإذا مانكورش وأجا بعده كوريش وأجا بعده شاه إيران المقبور وأجا بعده كل الأنظمة اللي كوريش هاجم بابل والعلاميين غزوا أور ومعروف التاريخ يعني هذا.
عبد العظيم محمد: يعني شون كانت قراءتكم لإيران؟
سيف الدين الراوي: قراءتنا لإيران دولة معادية راح ينفذ من خلال ها الألف ومائة كيلومتر عناصر مناوئة للعراقيين.
عبد العظيم محمد: لكن إعلاميا كانت أميركا وإيران يعني ليسوا على وفاق؟
سيف الدين الراوي: أخوي خليني أعطيك حصة هسه ولو شوية ما لها علاقة بالموضوع، إيران رفسنجاني لما كنا بالكويت قال راح ابقوا بالكويت هذا حكي من قصي صدام حسين قال ابقوا بالكويت وراح أخلي كل الحرس الثوري يقاتل وياكم لا تنسحبوا من الكويت وجيبوا الطائرات وإلى آخره وإحنا وياكم وكذا واللي صار بعد ما رجعنا من الكويت الحرس الثوري قاتلنا، فإيران يعني هي عدو مو بس للعراق عدو للأمة العربية كلها يعني ليس فقط النظام الحالي الموجود بل هذا من زمن كوريش ومن الشاه أكثر من الخميني شاه إيران دعمه للتمرد والتآمر على العراق وعلى الأمة العربية كلها هاي متوارثة..
عبد العظيم محمد: غير إيران..
سيف الدين الراوي: نستمر يعني بهذا التحليل إنه هذا جبهة إيران نيجي لتركيا تركيا بها قاعدة انجرليك وتركيا بحلف شمال الأطلسي وتركيا حليفة لأميركا فهي جبهة معادية لأنه هو يوميا بالطيران قبل العدوان الطيران يطير من تركيا ويضرب المدنيين يضرب الفلاحين يضرب القطاعات العسكرية بالموصل وغيرها يعني مستمر بشكل يومي فيمكن آخر لحظة بفارق أو صوتين ما وافقوا على دخول القوات البرية من تركيا تدري بها فهي جبهة معادية نيجي الجبهة الوحيدة يمكن إحنا نقول عليها محايدة ما تيجي من عندها شر أو عدوان هي سوريا لأن بها نظام قومي عربي يؤمن بأنه نحن عمقه الاستراتيجي ونحن نؤمن بأنه العمق الاستراتيجي لسوريا.
عبد العظيم محمد: طيب هذا بالنسبة للجبهة السورية الأردن حتى نكمل المحيط العراقي؟
سيف الدين الراوي: الأردن إحنا أخذنا بالافتراض اعتبرناها يعني منطقة يمكن أن ينطلق من عندها العدوان الأميركي وطبعا الشعب الأردني ما أكو مواطن بالأردن يوافق على دخول قوات أميركية من خلاله ويمكن أيام ضغط يعني ساهم بعدم دخول قوات لكن أكو قطاعات جوية بالأردن للعدو وأكو أيضا ربما عملاء دخلوا من الأردن باتجاه العراق فإحنا افترضنا الأردن جبهة غير..
عبد العظيم محمد: وعمليا على الأرض قبل المعركة هل كان هناك دخول مثلما توقعت..
سيف الدين الراوي: محدود كان دخول محدود من اتجاه الأردن حسب معلومات الاستخبارات العسكرية، نيجي على السعودية، السعودية شاركت بعام 1991 بضرب العراق طيارين سعوديين ضربوا أهداف بالناصرية وبالجوانية ضربوا يعني جسور وضربوا قطاعات عسكرية ولكن الآن بالـ2003 الشعب السعودي لم يرفض بس اللي ثبت أكو يعني كنا متحاسبين أن ندافع العدو على ثلاث محاور باتجاه عرر ومن اتجاه النخب ومن اتجاه كربلاء والنجف صحراء وباتجاه بغداد، بس المشاهد إنه طائرات معادية سانتيه نزلت في منطقة عرر قبل 2003 وهذه القوات هي اللي هاجمت قوات الحدود العراقية في النخب وأجبرتها بالتراجع إلى منطقة كربلاء أكيد يعني هذا معلومات أكيدة، فإذا الجبهة السعودية يعني نأخذ بالاحتمال الافتراض الأسوأ إنه تيجي منها قوات برية ولكن بالحرب ما جاءت من عندها قوات برية بحجم كبير، فقط هاي الحالة اللي قلت لك عليها ولكن إسناد لوجستي أكو إسناد آخر طبعا أكو بالعائلة السعودية أكو ناس ما تقبل هذا مثل الأمير فيصل وزير الخارجية في وقتها كان يرفض الحرب، الحقيقة يعني الأمير عبد الله كان وقتها يرفض بس أكو ناس كانت تدفع باتجاه الحرب يعني من اتجاه السعودية الكويت واضحة يوم العدوان كل التحشد اللي صار هو داخل مدينة الكويت من قوات مدرعة وقواعد جوية وإلى آخره.
عبد العظيم محمد: هذه الخطوط هي مسؤولية الحرس الجمهوري؟
سيف الدين الراوي: نعم إحنا صممناها يعني.. يعني إذا يفشل الدفاع بالخط الأول ينتقل للخط الثاني أن يجبرنا العدو يعني بالمناورة إذا ما قدرنا بالخط الثاني ندافع بالخط الأخير هو الخط الثالث.
عبد العظيم محمد: سألتك عن تصوركم عن الفترة الزمنية التي يحتاجها العدو إلى الوصول إلى بغداد يعني هل كان لديكم تصور عن المدة التي ربما يصل فيها إلى بغداد؟
سيف الدين الراوي: الحقيقة يعني إحنا ما توقعنا العدو يباشر بالهجوم البري باليوم الثاني أو الأول، هذا أبداً لم يكن عندنا افتراض الافتراض اللي إحنا كنا نتوقعه أنه تطول فترة القصف الجوي ما لا يقل عن شهر على كل عموم القطاعات ويصير تليين للأهداف وبعدين تنطلق القوات البرية مثل عدوان 1991 ولكن بهذه الحرب هما مباشرة دخلوا مع الهجوم البري بالتزامن مع الهجوم الجوي وهي حالة إحنا لم نكن نتوقعها الحقيقة.
عبد العظيم محمد: يعني ربما كانوا في هذه المعركة استقرءوا أنه إمكانيتكم للدفاع إمكانيات ضعيفة؟
سيف الدين الراوي: هي يعني إحنا ما عندنا كان على خط يعني خط وقف إطلاق النار مع الكويت ما عندنا قطاعات كانت يعني صحراء الدفاع بالصحراء غير مجدي، يعني الجغرافيا ظلمتنا بالحرب ولكن إحنا أيضا ضمن هذا الافتراض يعني قلت لك ما متوقعين الهجوم البري يتصاحب مع الهجوم الجوي إلا بعد تليين الأهداف يعني أي واحد عسكري قصف تمهيدي، الناحية الثانية اللي صار إحنا بالنسبة للعدو عملية القصف الجوي القصف التمهيدي على مدينة بغداد استمرت لثلاثمائة ساعة يعني بكل الأدبيات العسكرية القصف التمهيدي يطول ساعتين ساعة ونصف قبل شروع القطاعات حتى تشتبك مع القطاعات المدافعة فعلى محيط بغداد استمر القصف التمهيدي ثلاثمائة ساعة مستمر ليلا ونهارا يعني هذه حالة جديدة بالقوة تشكيل يروح يغادر تشكيل آخر يجيء يستلم المهمة يضرب القطاعات هذا أسلوب جديد يعني..
عبد العظيم محمد: نحن حتى اللحظة لم نتطرق إلى المواجهة البرية وكيف دخلت القوات البرية من البصرة ثم وصلت إلى مختلف مناطق العراق ومعركة بغداد وكذلك يعني بقية مواجهتكم وتصوركم للمواجهة وكيف تواصلتم مع الأطراف ومع القطاعات التي كانت تشتبك بالقوات الأميركية، كل هذه التفاصيل سنتطرق إليها في الجزء الثاني من هذا الحوار الخاص، أشكرك جزيل الشكر على هذه المعلومات وسنستكمل بالتأكيد معك بقية المعلومات وصولا إلى يوم 9/4 وما تبعه من تفاصيل في معركة بغداد الشهيرة، مشاهدينا الكرام سنكمل كل هذه التفاصيل معركة بغداد معركة المطار وما جرى يوم 8/4 و9/4 وكيف دخلت القوات البرية الأميركية إلى بغداد وكيف انخرط أو انسحبت القيادة العراقية من داخل بغداد في الجزء الثاني من هذا الحوار الخاص، حتى نلتقيكم في ذلك الجزء أتمنى لكم أطيب الأوقات والسلام عليكم.
نهايه الجزء الاول من اللقاء .....
ترقبوا الجزئ الثاني قريبا