تناول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي موسع عقده الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول، طيفا واسعا من القضايا السياسية والاقتصادية الملحة. ونقدم إليكم أبرز ما جاء في حديثه.
روسيا ستخرج من الأزمة في غضون سنتين
الاقتصاد العالمي سيستمر في النمو رغم انخفاض وتيرته وسيخرج اقتصادنا من حالته الراهنة. أنا أعتقد أن ذلك سيحدث في غضون سنتين على أسوأ تقدير، وبعد ذلك سيكون النمو لا محالة منه لأن الوضع في الأسواق الخارجية سيتغير، فنمو الاقتصاد العالمي سيحتاج إلى موارد طاقة إضافية. لكننا خلال هذه الفترة سنستطيع عمل الكثير لتنويع اقتصادنا، لأن الحياة نفسها هي التي ستحدد لنا هذا الخيار.
العقوبات ثمن تدفعه روسيا لبقائها
لا.. ليست العقوبات ثمنا ندفعه مقابل القرم، إنما هي ثمن ندفعه بسبب رغبتنا الطبيعية في الحفاظ على وجودنا شعبا وحضارة ودولة.
الدب الروسي وموضوع القرم
سبق أن خطر على بالي رمزنا الأكثر شهرة ألا وهو الدب الذي يحافظ على غابته.. وأتساءل أحيانا: أليس من الأجدى أن يرتاح دبنا ويكتفي بأكل العسل والثمار البرية ولا يصطاد هل سيتركونه حينها؟ لا.. فهم لن يتخلوا عن محاولات تقييده بسلسلة. وما إن ينجحوا في ذلك سيقتلعون أنيابه وبراثنه وهي في فهمنا اليوم قواتنا للردع النووي. وإذا حدث ذلك – لا سمح الرب – فسيصبح الدب لا يصلح إلا لتحنيطه، وسيبدأون في نهب الغابة... لذلك فليس القرم هو ما في الأمر، فنحن ندافع عن استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود، وهو ما يجب لجميعنا إدراكه.
توسع الناتو
ألم يقولوا لنا بعد انهيار جدار برلين إنه لن يكون هناك توسع للناتو شرقا؟ مع ذلك فقد حدث ذلك التوسع فورا وشاهدنا موجتين من هذا التوسع. إنه جدار افتراضي لكنهم بدأوا في بنائه بالفعل. وماذا عن منظومة الدرع الصاروخية قرب حدودنا؟ أليست هي جدارا؟
أهمية اتفاقات مينسك
هل يجب تنفيذ اتفاقات مينسك؟ إجابتي هي نعم... لكن على السلطات في كييف أن تنفذ هي الأخرى التزاماتها. لقد كان هناك اتفاق على سن قانون العفو. أين هو؟ هناك أحاديث مستمرة عن قانون يمنح (جنوب شرق أوكرانيا) وضعا قانونيا خاصا، لكن تطبيقه لا يزال مستحيلا في غياب وثيقة تحدد خط الفصل (بين طرفي النزاع)... إذا كانت أوكرانيا تريد إعادة السلام والهدوء ووحدة أراضيها فعليها احترام سكان أقاليم معينة من البلاد، وخوض حوار سياسي نزيه وشفاف معهم، والتخلي عن ممارسة الضغط عليهم.
دور الرئيس الأوكراني
لا شك أن الرئيس الأوكراني يريد الحل ولا شك أنه يسعى إليه، لكنه ليس وحيدا، فنحن نسمع مسؤولين آخرين يدعون إلى الحرب حتى النهاية... التصريحات النارية كثيرة جدا. أنا أعتقد أن الرئيس بوروشينكو يميل لإيجاد الحل، لكن لا بد من أعمال وخطوات ملموسة.
تركيز روسيا على التعاون مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ
هذا التوجه مرتبط بتطورات الاقتصاد العالمي... احتياجات الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية في موارد الطاقة تنمو بوتيرة هائلة، وكل شيء يتطور فيها بوتيرة أسرع منه في سائر مناطق العالم. هل يا ترى علينا عدم التعاون مع هذه الدول؟ كل ما نفعله كان مخططا منذ وقت طويل، قبل حدوث مشكلات في الاقتصاد العالمي وحتى في اقتصادنا.
تطوير العلاقات مع تركيا
أما تركيا فهي تشهد هي الأخرى نموا اقتصاديا، وتحتاج شأنها شأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى موارد طاقة إضافية. لقد بنينا خط أنابيب "السيل الأزرق" قبل سنوات، والآن يطرح شركاؤنا الأتراك مسألة زيادة توريدات الغاز لإشباع السوق التركية الداخلية في المقام الأول. هل يمكن لنا تفويت هذه الفرصة؟
العلاقات مع إيران
بالطبع سنتعاون مع شركائنا وأصدقائنا الإيرانيين لحل الملف النووي الإيراني. أنا أعتقد أننا قريبون جدا من حله، فالقيادة الإيرانية تظهر قدرا كبيرا جدا من المرونة.. بل ولا أفهم جيدا ما الذي حال دون توقيع الاتفاقية النهائية حول الملف النووي الإيراني، وآمل أن يتم ذلك في أقرب وقت. وإذا حدث ذلك فأنا أتوقع أن تشهد علاقاتنا الاقتصادية تغييرات ملحوظة.
بوتين: مستعدون لاسقبال القادة الجورجيين في موسكو
لقد قمنا بتسهيل وصول السلع الجورجية إلى السوق الروسية، وذلك مقابل قرار جورجيا عدم عرقلة انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية رغم الخلافات السياسية القائمة بيننا... نحن مستعدون للاستمرار في هذا الطريق وإذا وجدت القيادة الجورجية ذلك ممكنا فنحن نرحب بزيارة ممثل لها إلى موسكو، سواء أكان الرئيس أو رئيس الوزراء.
التمييز بين المعارضة و"الطابور الخامس"
المعارض، وحتى المعارض الصلب جدا، يناضل حتى النهاية ذودا عن مصالح وطنه. أما "الطابور الخامس" فهم هؤلاء الذين ينفذون ما أملته مصالح الدولة الأخرى، ويتم استخدامهم كأداة لتحقيق أهداف سياسية لغيرنا.
انتخابات عام 2018
من السابق لأوانه أن يتخذ أحد قرارا بخصوص انتخابات الرئاسة عام 2018، ويجب العمل باستمرار لخدمة مصالح مواطني الاتحاد الروسي، وتبعا للنتائج ومزاج المجتمع سيكون من الممكن تحديد من سيخوض الانتخابات في 2018"
------------------------------